الأردن يسثمر في حرب الأشقاء: تدريب البشمركة وعشائر عراقية وسورية
أعادت سلسلة الاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي بعواصم «التحالف الدولي» الإقليميين، الروح إلى أدوار هذه الدول داخل العراق، حيث برز، أمس، على خط عمان - بغداد إعلان أردني عن الاستعداد لتدريب العشائر العراقية وقوات البشمركة، في ظل تصاعد حدة انتقادات «التحالف» للدور الذي يلعبه المستشارون الإيرانيون في تنظيم العمليات العسكرية ضد «داعش» في العراق.
وتزامن الإعلان الأردني، الذي ربط للمرة الأولى تدريب العشائر العراقية بنظيرتها السورية، مع إعلان الولايات المتحدة - الدولة التي تقود «التحالف» وتديره - عن استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما للعبادي منتصف نيسان المقبل في البيت الأبيض، بينما حرص وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري على التأكيد على «استقلالية» بلاده «أمنيا وسياسيا»، وعدم دخولها في سياسة «المحاور».
وذكر بيان صدر عن البيت الأبيض أن زيارة العبادي «تشدد على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، والتزام واشنطن الراسخ للتعاون سياسيا وعسكريا مع بغداد» في الحرب ضد «داعش»، لافتاً إلى أن المباحثات ستشمل مجموعة من المسائل بينها الدعم الأميركي المستمر للعراق من أجل «إضعاف» التنظيم والقضاء عليه.
وفي هذا السياق أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الاعلام محمد المومني أن بلاده على استعداد لمساعدة القوات العراقية «تدريبا» و «تسليحا»، مشيراً إلى أن «وزير الدفاع العراقي (خالد العبيدي) جاء إلى الأردن وتحدث عن المساعدة المتبادلة فيما يخص تدريب بعض الجنود العراقيين وربما أبناء العشائر العراقية، وكان هناك حديث لا زال يتطور داخل العراق حول الحرس الوطني».
وكان بيان البيت الأبيض قد لفت إلى دعم جهود الحكومة العراقية لتلبية حاجات الشعب العراقي و «تعزيز التعاون بين مختلف فئات المجتمع»، حيث لا يزال قانون إنشاء «الحرس الوطني» محل جدل بين مختلف القوى السياسية العراقية، بعد أن تم التصويب عليه كمكسب سياسي وأمني لفئة دون أخرى.
ودمج المومني تدريب العشائر العراقية والبشمركة، بتدريب العشائر السورية، وقال إن بلاده ستقوم بتدريب «أبناء الشعب السوري، والعشائر السورية.. لمواجهة العصابات الإرهابية وداعش»، موضحاً أن عمليات التدريب، «تأتي كجزء من تحالف إقليمي عالمي في المنطقة للحرب على الإرهاب، يشارك فيه نحو 60 دولة على مستوى العالم».
وكان قائد القيادة الأميركية الوسطى لويد أوستن، قد أجرى مؤخراً جولة تفقدية على المنشآت العسكرية في قضاء كامان في ولاية قير شهير وسط تركيا، التي سيجري فيها تدريب المعارضة السورية المسلحة ضمن الاتفاقية التي وقعت بين تركيا والولايات المتحدة، وفي هذا السياق لفت المومني إلى أن هناك دولا في الإقليم، أعلنت موافقتها على عمليات التدريب.
وأشار الوزير الأردني إلى أن موقف الأردن من الأزمة السورية، رغم عمليات التدريب، سيبقى ينادي بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، وأن يجتمع كافة الفرقاء حول طاولة واحدة كي يفكروا باستعادة الأمن في بلدهم بالاستناد إلى قرارات «جنيف1».
وعلى الرغم من الزخم الذي أبدته واشنطن وحلفاؤها خلال اليومين الأخيرين، بعد ارتفاع حدة التصريحات المنتقدة للدور الإيراني في المعارك الأخيرة، إلا أن وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري شدد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية نيوزلندا موري ماكولي في بغداد، أمس، على أن «العراق ليس بصدد تشكيل تحالفات وتقاطعات محورية دولية».
وأشار الجعفري إلى أن بلاده تعمل «على تحشيد المجتمع الدولي جميعاً لدعم العراق باتجاه خطر داهم يهدد المنطقة بأجمعها»، وأضاف أن بغداد ترحب بالتعاون مع «الجميع في محاربة الإرهاب».
وفي إشارة إلى الانتقادات التي طالت مشاركة قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في عملية تكريت الأخيرة، أكد الجعفري أن «سياسة العراق مستقلة في الناحيتين الأمنية والسياسية»، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية «لا تنتظر إجازة من أحد» عندما تقتنع بخطوة معينة.
وكان رئيس الحكومة العراقي قد أجرى، أمس الأول، اتصالا بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي وجه له دعوة لزيارة الرياض، كما اتصل، أمس، بالرئيس الإيراني حسن روحاني مثمنا «وقوف دول جارة بالمنطقة من ضمنها إيران، مع العراق في حربه ضد داعش»، في وقت أكد الجعفري على «جدية» الرياض في إعادة افتتاح سفارتها في بغداد مشيراً إلى أنها تتولى الآن تهيئة مكان سفارتها للمباشرة بعملها خلال المدة المقبلة.
وجاءت تصريحات الوزير الأردني في وقت يقوم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، بزيارة إلى عمان، حيث التقى بممثلين عن الجالية العراقية في العاصمة الأردنية، وشدد خلال اللقاء على أن الأردن أصبح ضمن خريطة «داعش»، معتبراً أن هذه المشلكة «لم تعد عراقية».
وفصل الحكيم بين من أسماهم «الميليشيات» وفصائل «الحشد الشعبي» وقال إن ما يتم تداوله حول «ميليشيات طائفية» تستهدف مكونا بعينه أو تسيء له في العراق، لا تعمل في «إطار الدولة»، نافيا أن تكون قوى «الحشد» محسوبة عليها.
وشدد الحكيم على أن قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، لا يقود المعارك على الأرض في العراق، إنما يعمل مستشارا عسكريا، وأضاف: «الجنرال سليماني يقدم استشارات ولا يقود معارك ميدانية وأنا ذهبت إلى غرف العمليات واستطلعت ووجدت قادة عراقيين من يقودون هذه العمليات»، لافتا إلى أن «التحالف الدولي» لم يتلق طلبا من الحكومة العراقية للمساعدة في المعارك.
وحول ما نقل من تصريحات لسليماني، بأن «إيران تستطيع التحكم بالأردن»، قال الوزير الأردني إن التصريحات تم تناقلها بشكل مختلف ومتعارض، وأكد أن الديبلوماسية الأردنية تتابع هذه التصريحات من أجل الوقوف على دقتها، مشيراً إلى أن الأردن «وتاريخه واحترافية الأجهزة، فيه أكبر من أن يتم المساس بها من أي كان على وجه الكرة الأرضية».
ميدانيا، ضربت سلسلة من التفجيرات العاصمة العراقية بغداد، على وقع العمليات العسكرية المستمرة في تكريت والرمادي، إلا أن الحدث الأمني الأبرز كان مهاجمة تنظيم «داعش» لأحد معسكرات البشمركة في ناحية بعشيقة شرق الموصل، حيث تتواجد معسكرات «تحرير الموصل» التي تضم عددا من المتطوعين من أبناء العشائر.
وصدت البشمركة الهجوم على البلدة بعشيقة التي تبعد 15 كيلومترا عن الموصل، واستولت «على معدات اتصالات متطورة وأسلحة خفيفة تركها عناصر داعش المهاجمة قبل الانسحاب والتراجع»، بحسب ما أكد النقيب في البشمركة شيرزاد زاخولي.
إلى ذلك، قتل 19 شخصاً على الأقل وأصيب 36 في سلسلة تفجيرات في بغداد، حيث وقع الانفجار الأول في سوق منطقة الحبيبية التجاري في مدينة الصدر، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 22، كما هز انفجار آخر سوق الخضار في منطقة طربية ما أدى إلى مقتل 6 اشخاص وإصابة 14 آخرين.
واستهدف انفجار ثالث مقراً أمنيا تابعا لوزارة الداخلية العراقية شمال غرب العاصمة، ما أدى إلى مقتل عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص بينهم طفلان.
واستعادت القوات العراقية، السيطرة على مقر عسكري تابع لقوة مشتركة في الفرقتين العاشرة والسادسة في منطقة البوسودة، في الرمادي بعد عشرة أيام على سقوطه في يد تنظيم «داعش».
وكالات
إضافة تعليق جديد