تضييق الخناق على قوات المحاكم الإسلامية
شدددت كينيا من اجراءاتها الامنية واغلقت الحدود مع الصومال لسد الطريق امام قوات المحاكم الاسلامية المنسحبة من كيسمايو آخر معقل لها بالصومال امام هجوم مشترك حكومي-اثيوبي.
وتقول المحاكم الشرعية ان انسحابها تكتيكي فقط، كما تحذر من قيام اعمال عنف في البلاد.
ويقول مراسل بي بي سي ان مروحيات ومئات من قوات الشرطة والجيش انتشروا على الحدود الصومالية الكينية قرب بلدة لوبوي.
ووجد العديد من اللاجئين انفسهم محاصرين في موقف صعب على الحدود.
وفي تطور آخر، قصفت المروحيات الاثيوبية التي تلاحق مليشيات المحاكم نقطة تفتيش حدودية كينية عن طريق الخطأ، كما قال مراسلنا ان عدة قذائف وقعت على الجانب الكيني من الحدود، قرب بلدة هرهر.
وفي تلك الاثناء، دعا الرئيس الكيني بعد مباحثات مع نظيره الصومالي كل الاطراف في الصومال الى ترك خلافاتهم جانبا والبحث عن حل سياسي.
ومن المقرر أن تبقى القوات الإثيوبية في الصومال لضمان عدم عودة الميليشيات الإسلامية التي طردتها، غير أن خلافات على ما يبدو قد ظهرت حول متى ترحل تلك القوات.
فقد قال رئيس وزراء الحكومة الصومالية الضعيفة علي محمد غيدي، إنه ستكون هناك حاجة لبقاء الجنود الإثيوبيين المدججين بالسلاح لأشهر.
ولكن رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي قال لنواب بلاده إنه يأمل انسحاب قواته من الصومال في غضون أسبوعين.
وكان تقدم القوات الإثيوبية إلى جانب قوات الحكومة الانتقالية لمدة أسبوعين قد أنهى سيطرة الإسلاميين على جنوب الصومال والتي استمرت ستة أشهر.
وفي تلك الأثناء تنتشر القوات الكينية على حدودها مع الصومال، لاعتراض سبيل أي ميليشيات إسلامية فارة، في أعقاب سقوط كيسمايو، آخر معاقل ميليشيا المحاكم الشرعية الإسلامية، الاثنين.
غير أنه يتردد أن اثنين من كبار زعماء المحاكم قد شوهدا على مسافة نحو 100 كيلومتر من كيسمايو برفقة العشرات من الشاحنات المسلحة، ويتردد أن القوات الإثيوبية تتعقبهما.
وقد اتجه رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله يوسف، إلى كينيا لإجراء محادثات مع مسؤولي الأمن الكينيين في مومباسا.
وتريد الحكومة الانتقالية الضعيفة للصومال أن تظل القوات الإثيوبية في البلاد لحين يتم نشر قوات حفظ سلام، حيث أن مسلحي الحكومة ليس لديهم سوى القليل من القوات جيدة التدريب وليست في وضع يمكنها من فرض القانون والنظام دون مساعدة خارجية.
غير أن تواجد قوات إثيوبية على الأراضي الصومالية يمكن أن يضر أيضا بمساعي الحكومة لكسب دعم واسع النطاق.
- وقال غيدي إن أوغندا ونيجيريا عرضتا توفير قوات، غير أن التفاصيل حول من يقوم بالتمويل مازال لم يتم الاتفاق عليها.
ومن المقرر اجتماع أعضاء أوروبيين من مجموعة الاتصال الخاصة بالصومال في بروكسل الأربعاء لبحث كيفية إسهام أوروبا في جهود السلام.
وقال غيدي إن القوات الصومالية مستعدة لتولي المزيد من المسؤولية عن الأمن، غير أنها أولا بحاجة لمساعدة من الأثيوبيين.
وأضاف "يعتمد الأمر على كيفية إحلال الاستقرار والسلام، فقد يستغرق الأمر أسابيع وقد يستغرق شهورا - ولكن ليس أكثر من ذلك".
وطلب غيدي مساعدات إنسانية وحث الاتحاد الأفريقي على الإسراع بإرسال قوات حفظ سلام.
وكان غيدي قد منح الاثنين كافة الصوماليين مهلة لتسليم أسلحتهم، ولكن يبدو أن هذا لم يؤت بنتائج كبيرة حتى الآن في العاصمة مقديشيو. كما عرض عفوا عن الإسلاميين الفارين إذا سلموا أنفسهم.
- وقال ميليس زيناوي إن العملية الإثيوبية في الصومال قد حققت أغلب أهدافها وإن قوات بلاده ستنسحب في أقرب فرصة.
وقال أمام نوابه "سنخرج في أقرب وقت ممكن. ربما يحدث ذلك في أسبوعين حتى يتم تحقيق الاستقرار".
ولكن ميليس قال أمام البرلمان إنه مازال هناك حاجة للقضاء على فلول المقاتلين الإسلاميين ولضمان عدم عودة لاصومال إلى الحكم الفوضوي لأمراء الحرب الذين كانوا يديرون البلاد بعد سقوط آخر حكومة فاعلة منذ 16 عاما.
وقال أمام النواب "الأمر متروك للمجتمع الدولي لنشر قوة حفظ سلام في الصومال دون تلكؤ لتجنب وجود فراغ وعودة ظهور المتطرفين والإرهابيين".
كما حذر من أن المحاكم الإسلامية قد تعمد الآن إلى وتيرة الهجمات داخل البلاد.
وتقول آمبر هينشو مراسلة بي بي سي في أديس أبابا إن العديد من المحللين يخشون أن ينحى الوضع في الصومال منحاه في العراق أو أفغانستان - حيث بدأ الأمر بنصر سريع غير أنه أعقبه حرب طويلة تشمل هجمات مستمرة داخل البلاد على القوات الأجنبية والحكومة فضلا عن المواطنين.
وتتهم إثيوبيا المحاكم الإسلامية بأنها تأوي متشددين من القاعدة، غير أن المحاكم تنفي ذلك.
- وفي تلك الأثناء تستجوب الشرطة الكينية 10 أشخاص يعتقد أنهم أعضاء بارزون في المحاكم الإسلامية ممن فروا عبر الحدود خلال عطلة الأسبوع.
ويتم في الوقت الراهن احتجازهم في مركز شرطة جاريسا بشمال كينيا.
وأكد مفتش شرطة جاريسا جوزيف إيمبواجا لبي بي سي أن هؤلاء الأفراد يخضعون للاستجواب.
ومن ناحية أخرى يترأس لارئيس الكيني مواي كيباكي اجتماعا وزاريا طارئا في مومباسا لبحث التطورات، ويحضر الاجتماع أيضا مسؤولون أمنيون بارزون.
كما دعا كيباكي لقمة تجمع بلدان شرق أفريقيا لبحث الموقف.
وقال وزير الخارجية الأوغندي سام كوتيسا قوله إن بلاده مستعدة لتقديم ألف جندي في إطار قوة أفريقية إقليمية لحفظ السلام.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 30 ألف شخص شردوا جراء القتال، فضلا عن عدد كبير من الضحايا.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد