«دافوس» أردني لتشجيع الاستثمارات ومصافحة بين بيريز والبرزاني
افتتح الملك الاردني عبد الله الثاني، أمس، المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد اجتماعاته في الأردن، تحت شعار «إيجاد إطار إقليمي جديد للازدهار والتعاون بين القطاعين العام والخاص» بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، في ظل تمدد تنظيم «داعش» عند الحدود الأردنية شمالا من الجهتين السورية والعراقية.
وقال عبد الله في كلمته خلال المنتدى إن الخطة الاقتصادية العشرية «الأردن 2025»، ستمكننا من التحرك بسرعة لتنويع الموارد، وتطوير البنية التحتية، واستثمار نقاط القوة. وأضاف أنه سيجري تنفيذ الخطة الاقتصادية من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص، وإلى حد كبير من خلال مشاريع تبلغ قيمتها 18 مليار دولار، وتنفذ معظمها بالشراكة بين القطاعين.
واعتبر عبد الله أن «قصة هذا المنتدى ليست محصورة به، بل هي قصة منطقتنا كلها. فنحن جميعا على علم بالأزمات التي تطغى على نشرات الأخبار. لكن هناك واقعا آخر وأكثر عمقا يدركه الاقتصاديون والسياسيون من القادة»، وأضاف «في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوجد أكثر من 350 مليون شخص يكافحون، واقتصادات تنمو، وشباب يحقق طموحاته، وعقبات تتغلب عليها شعوب المنطقة. وعلى إثر ذلك، تبرز إمكانيات، وطاقات بشرية، ونكتشف ثروات جديدة».
وأكد الملك الأردني أن «إدراك هذه الفرص واستثمارها يقع في صميم أهداف هذا المنتدى، وفي صلب المساعي لصنع مستقبل لهذه المنطقة، وإيجاد إطار لتحقيق الازدهار والسلام».
ويسلط المنتدى، ضمن فعالياته، الضوء على الإمكانات الاقتصادية والفرص الاستثمارية المتاحة في الاردن من خلال جلسة خاصة بعنوان «الأردن انطلاقة متجددة»، تتناول أولويات الاستثمار التي تقود التقدم الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، يليها إعلان عدد من المشروعات الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية، وتوقيع عدد من الاتفاقيات.
ومن أبرز محاور المنتدى قضايا الصناعة والتنافسية، والتشغيل والريادة، والحوكمة وبناء المؤسسات، والتعاون الاقتصادي في المنطقة، كما يتناول عددا من القضايا التي تخص المنطقة لاسيما قضايا التعليم وتشغيل الشباب العربي، وعددا من المبادرات التي سيطلقها قياديون أبرزها مبادرة التوظيف في الوطن العربي، والبنية التحتية الاستراتيجية العالمية.
وتشتمل فعاليات المنتدى جلسة «مستقبل الأزمة السورية» وكيفية ترجمة الجهود الإنسانية إلى حلول دبلوماسية، بنطاق أوسع، كما تتناول جلسة خاصة «وضع مصر في إقليم متغير»، وأخرى «بناء إطار إقليمي للازدهار والسلام» من خلال كبح جماح العنف والإرهاب في المنطقة.
وتحدث في انطلاقة المؤتمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن عن استضافة بلاده الدورة المقبلة للمنتدى، العام المقبل. وتناول السيسي في كلمته الخطوات التي اتخذتها بلاده لتحسين آفاق الاقتصاد المصري والقرارات والقوانين المشجعة لرأس المال الخاص وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، كما أشار إلى إطلاق الحكومة المصرية عدة مشروعات تجارية وخاصة «قناة السويس الجديدة» و «المثلث الذهبي» وتنمية الساحل الشمالي ومشروع شرق العوينات وإنشاء مركز لوجستي لتخزين الحبوب.
واعتبر السيسي أن «توافر فرص العمل وزيادة معدلات التشغيل يعد أهم سبل الحفاظ على الشباب واستثمار طاقاتهم .. وذلك تلافياً للتداعيات الناجمة عــن إهمال هذا القطاع الحيوي من المجتمع.. وتركه فريسة للتطرف والإرهاب، أخذاً في الاعتبار أن قسماً كبيراً من الشباب يجيدون استخدام وسائل التكنولوجيا والتواصل الالكترونية الحديثة.. التي يتعين العمل على الحيلولة دون استغلالها لنشر الأفكار المتطرفة ومنع انحرافها عن غايتها الحقيقية الرامية إلى نشر الثقافة والمعرفة وتحقيق التواصل البناء بين مختلف الشعوب والحضارات».
وحضر العراق بشكل ملفت في أعمال المنتدى الذي عقد في مدينة نشوة الأردنية، وخصوصاً الملف الأمني العراقي وتداعيات سيطرة تنظيم «داعش» على محافظة الأنبار المحاذية للحدود الأردنية، وسط حديث رسمي عراقي عن تسليح العشائر العراقية من قبل عمّان.
ومن ابرز المشاهدات الملفتة في المؤتمر الاقتصادي مصافحة بين رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني والرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز.
المصافحة «العلنية» الأولى بين البرزاني ومسؤول إسرائيلي رفيع، تأتي في لحظة بات مطلب «استقلال الاقليم الكردي» محل بحث على الساحة الدولية، خصوصاً بعدما تعهّد المفكر الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي خلال زيارته الأخيرة إلى أربيل، بالعمل على تحويل نظرة الغربيين تجاه الإقليم إلى «دولة مستقلة شرعية»، في ظل التحول السياسي الذي تشهده إسرائيل نحو «دولة يهودية نهائية» إلى جانب دولة فلسطينية. ولم يعقب أي من الجانبين على المصافحة أو الحديث الذي دار بين الرجلين بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحضر أيضا أعمال المنتدى.
إلى ذلك، قال نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك في حديث لمحطة «سي ان ان» على هامش المنتدى، إن العراق يتفهم موقف الدول العربية التي امتنعت عن استقبال لاجئين عراقيين، بما فيها الأردن، وأشار إلى أن بغداد تنتظر اتخاذ إجراءات عملية لتسليح العشائر العراقية على الحدود مع الأردن. واعتبر المطلك أن تسليح العشائر العراقية بات متأخراً، رغم ضرورته، وأكد أن العراق ما زال بانتظار الدعم الذي وعَد به الأردن في هذا السياق.
بدوره تحدث نائب رئيس الوزراء العراقي روش شاويس حول نفس المسألة معتبراً أن الأجهزة الأمنية في العراق مبنية على «أساس خاطئ»، معتبراً أنها «مبنية.. على أساس الجيش العراقي القديم المهزوم والمنهار نتيجة الحروب القديمة»، وإن بلاده «تواجه خطرا كبيرا وتحتاج لحلول سريعة»، دون أن يوضح ماهية هذه الحلول في المؤسسات الأمنية.
وشملت لقاءات البرزاني في «دافوس» إضافة إلى بيريز، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إضافة إلى رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ونائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي، كما التقى الملك الأردني عبد الله الثاني، للمرة الثانية خلال أعمال المنتدى.
وشارك في المنتدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونائب الرئيس العراقي إياد علاوي، ورئيس الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران، وعدد من الوزراء والمسؤولين العرب، إلى جانب مالك مجموعة (الأفق) الاستثمارية بهاء الحريري، وعلى المستوى الدولي، رئيسة جمهورية كوسوفو عاطفة يحيى اغا.
(رويترز، «الأناضول»)
إضافة تعليق جديد