ما هي استراتيجية بوش التي سيعلن عنها الأربعاء القادم
الجمل: نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالاً رئيسياً حمل عنوان (المقالة الافتتاحية: تغييرات وتعديلات بوش في المناصب تهدف إلى تمهيد السبل من أجل تغيير حاد في مسار العراق).
يقول مقال الاندبندنت الافتتاحي:
إذا كان هناك من شخص ما لايزال يعتقد أن السياسة الأمريكية في العراق لم تبلغ بعد مرحلة الكارثية، فإن التغييرات والتعديلات في المناصب التي أعلنها الرئيس بوش هذا الأسبوع، وحديثه الرئيسي حول الاستراتيجية المتوقع لاحقاً، يجب أن تقدم مجتمعة التصويب والتعديل اللازم لتصحيح فهم هذا الشخص، وللتأكد، يعتبر العام الجديد عاماً للتغيير، ومن ثم فإن بعض تحركات بوش المعلنة كانت بسبب ضرورة إجراء التعديلات بشكل مبكر.
كذلك من الصحيح والساري –أن نفهم- بأن العسكريين، حتى الكبار منهم، يصلون في نهاية المطاف إلى خاتمة العمل الوظيفي.
ويشير مقال الاندبندنت إلى أن قوائم التنقلات والإعفاءات والتعيينات التي أعلنتها الإدارة الأمريكية خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية، قد تضمنت الآتي:
• عسكرياً: تم إحلال وإبدال تسلسل القيادة العسكرية في العراق، وتم تمديد عملية التطهير لتشمل أجهزة المخابرات، وقد عين الرئيس بوش قائداً جديداً للقيادة الوسطى الأمريكية المسؤولة عن العراق وأفغانستان بحيث تم تعيين قائد قيادة منطقة الباسفيك بدلاً عن الجنرال جون أبي زيد، كذلك عين قائداً جديداً للقوات البرية الموجودة في العراق.
• استخبارياً: تم تعيين مدير جديد لوكالة الأمن الوطني الأمريكين حيث تم إعفاء نيغروبونتي من منصب مدير وكالة الأمن الوطني الامريكي وتم تعيين الأدميرال ستيفن هادلي من البحرية الأمريكية بدلاً عنه.
• سياسياً: تم تعيين نائب جديد لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، بحيث تولى نيغروبونتي السفير الأمريكي الذي سبق زلماي خليل زاده في العراق والذي تولى بعد ذلك منصب مدير وكالة الأمن الوطي، نائباً لوزيرة الخارجية الأمريكية بدلاً عن فيليب زيليكفوف والذي استقال في نفس فترة استقالة دونالد رامسفيلد.
• دبلوماسياً: تم تعيين زلماي خليل زاده (الأمريكي الجنسية، الإيراني الأصل وأحد الأكثر تشدداً من بين أتباع جماعة المحافظين الجدد) سفيراً لأمريكا في الأمم المتحدة، بدلاً عن جون بولتون الذي تمت تنحيته عن منصبه بسبب رفض الكونغرس تأييد قرار الرئيس بوش بترشيحه لتولي المنصب.
حتى الآن، لا توجد تكهنات واضحة حول الاتجاه الذي سوف تأخذه السياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة المقبلة.. كذلك، وضمن حملة التعيينات والإعفاءات التي يقوم بتنفيذها البيت الأبيض حالياً لا تعكس شيئاً واضحاً.. فنيغروبونتي تحوّل من منصب مدير وكالة الأمن القومي إلى منصب نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، وكل ما يُعرف عنه هو عدائه الشديد لإيران، وبالتالي سوف يوثر بقدر أكبر في اتجاه انتهاج سياسة خارجية أكثر تشدداً في التعامل مع إيران.
والجنرال الجديد الذي تم تعيينه قائداً للقيادة الوسطى الأمريكية، يحمل خبر تعيينه أكثر من دلالة، وذلك لان القيادة الوسطى الأمريكية يغلب على عقيدتها العسكرية طابع العمليات العسكرية التقليدية، وقيادة منطقة الباسفيك هي قيادة تعتمد عقيدتها العسكرية والقتالية على عمليات الحرب النووية والالكترونية، ومن ثم فمن الممكن أن يبشر تعيين هذا القائد الجديد للمنطقة الوسطى باحتمالات لجوء القيادة الوسطى لاستخدام أسلحة الحرب الالكترونية والمواجهات بالرؤوس الحربية غير التقليدية، وهو أمر يمكن إدراكه بوضوح على خلفية الحشود العسكرية الأمريكية الضخمة في منطقة الخليج العربي، واحتمالات المواجهة المتزايدة بشن عدوان الكتروني غير تقليدي ضد إيران.
أما تعيين زلماي خليل زاده بدلاً عن بولتون، فهو يشير بكل وضوح الى استبدال بولتون الذي يتميز باللؤم والغباء، بزلماي خليل زاده الذي يتميز باللؤم والخبث.
ولكي نتوقع الكيفية التي سوف يؤدي بها زلماي مهام منصبه الجديد، علينا أن نتذكر الكيفية التي كان يؤدي بها مهام منصبه القديم، كسفير لأمريكا في أفغانستان والعراق، والنتائج الكارثية التي ترتبت على وجوده في هذا المنصب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد