مخطوفي شمالي اللاذقية: ينتظرون صفقة دولية أو يذهبون فرق عملة؟
أثار إطلاق سراح 26 مخطوفاً من أهالي قرية "اشتبرق" التي سقطت قبل شهور بيد مسلحي النصرة شجوناً جديدة في نفوس أهالي مخطوفي شمال "اللاذقية" الذين يقضون عامهم الثالث بيد مسلحي "النصرة" أيضاً.
في تفاصيل إطلاق سراح جزء من مخطوفي "اشتبرق" برز الدفاع الوطني في محافظة "حماة" كقائد للعملية التي تمت بصمت وعبر عدة شهور من لحظة الخطف اعتمد فيها "الدفاع" على وجود عدة جثثت لمسلحين لديه سقطوا أثناء الهجوم على "اشتبرق"، إضافة إلى وجود معلومات مهمة عن آخرين فقدهم المسلحون أثناء الهجوم المفاجئ الذي خلخل ميزان القوى لصالح المسلحين مضيفاً إلى سقوط مدينة "جسر الشغور" أبعاداً جديدة في معركة "الشمال".
بقي من مخطوفي "اشتبرق" أكثر من مئة كلهم من الرجال والنساء وأعمارهم بين العشرين والخمسين وفق توثيق قام به أهالي القرية وتم إرساله إلى الجهات الحقوقية الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان. في حين أفرج المسلحون عن الأطفال والنساء والرجال من عمر الخمسين فما فوق، وحصلوا بالمقابل على جثث عد من المسلحين ومعلومات عن آخرين معتقلين لدى بعض الفروع الأمنية في "اللاذقية" و"حماة".
المحررين من "اشتبرق" وهم من عائلات "المصري" و"العبد" و"حمود" و"عطوني" وأطفال من عوائل " أبو شقرا وجردي وفخرو" وفي تصريحات للسفير ذكروا أنهم نقلوا إلى مخفر مدينة "حارم" التي يسيطر عليها جيش "الفتح"، حيث أقاموا هناك كأسرى حرب، ولم يعلموا بإطلاق سراحهم ولا الأسماء التي اختيرت حتى توقيت الظهر حيث أعلن قائد المعسكر عن الأسماء التي سوف يطلق سراحها.
بالمقابل فإن استعدادات الدفاع الوطني لتنفيذ العملية التي تمت في قرية السعن (ريف حماة) كانت جاهزة في نفس التوقيت، وتمت عمليه المبادلة بشكل سريع حيث استقل المحررون باصات النقل الداخلي التي نقلتهم إلى "حماة" ثم إلى قرية بيت "ياشوط" فاللاذقية حيث جرى استقبال رسمي لهم بحضور محافظ "اللاذقية" على مدخل حي "الدعتور" التي يتواجد غالب أهالي "اشتبرق" فيها حالياً كمهجرين.
يقدر عدد مخطوفي شمال "اللاذقية" حالياً بحوالي 50 شخصاً، وكلهم من النساء والأطفال، ووفق آخر الاتصالات الهاتفية التي تمت بين بعض الأهالي والمخطوفين فهم معتقلون في قرية "ربيعة" التابعة لمحافظة "حماة"، وحتى اليوم لا جديد في هذا الملف، رغم مضي أكثر من عامين عليه، تتركز طلبات الخاطفين هي الأخرى على إطلاق سراح بعض قادة المسلحين المعتقلين لدى الفروع الأمنية وفق المسلحين، بعض هؤلاء من الجنسية الليبية وفق مصدر مستقل، كما يطلبون معلومات أيضاً عن معتقلين آخرين تنفي الجهات الأمنية معرفتها بأماكن وجودهم.
أين الدولة والوزارة والمجتمع المدني؟
لا حراك مدني ولا أهلي ولا رسمي حتى اليوم بشأن المخطوفين، سواء مخطوفي الشمال أو اشتبرق، وباستثناء اعتصام واحد تم قبل عامين بشأن مخطوفي الشمال لا جهة تتعامل مع الملف الذي وصل مبكراً إلى يد وزير "المصالحة الوطنية" شخصياً بعيد المجازر بأيام قليلة أثناء اجتماع معه من قبلنا، ويبدو أن الطريق إلى حلحلة الموضوع ما يزال مرهوناً بصفقة دولية على غرار صفقة "إعزاز" التي أفضت إلى إطلاق سراح المخطوفين التسعة اللبنانيين.
في نفس الوقت تعرضت صفحة فيسبوكية تهتم بمخطوفي الشمال إلى ضغوطات محلية لإغلاقها، الصفحة التي تدار من خارج البلد كما يبدو تقوم بعرض صور هؤلاء المخطوفين مع أسرهم ولا تطلب شيئاً سوى إطلاق سراحهم، وتعرضها لضغط الإغلاق يتم من داخل البلد من قبل جهات ترى أن الأمر يجب أن تقوم بحله الدولة وليس أي أحد آخر، ولكن لا حراك للدولة التي يبدو أن هناك قضايا أكثر أهمية بنظرها من قصة المخطوفين الخمسين.
كمال شاهين: حال البلد
إضافة تعليق جديد