اليمن: غارات لـ«التحالف» تقتل العشرات في تعز
كشف مصدر حكومي يمني من العاصمة السعودية الرياض، أمس، لوكالة «سبوتنيك» الروسية عن أن الولايات المتحدة أحبطت في اللحظات الأخيرة عملية إنزال بحري لألفي جندي مصري وسوداني في موانئ الحديدة والمخا غرب اليمن، بعدما كانت قد اتفقت مع قيادة قوات التحالف الذي تقوده السعودية على ذلك.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن العملية أُحبطت في اللحظات الأخيرة، بسبب «صفقات سرية»، لم يكشف عن مضمونها ولا مع من تمت، ولفت إلى أنها كانت السبب الذي حال دون إنزال الجنود المصريين والسودانيين على سواحل البحر الأحمر، برغم تمهيد طائرات التحالف لتلك العملية على مدى الأيام القليلة الماضية.
ولم يستبعد المصدر أن تكون «إطالة أمد الحرب بين الأطراف المتصارعة في اليمن هي الهدف الرئيس لواشنطن» كما قال. وشنت طائرات التحالف عشرات الغارات على مدى الأيام الماضية، مستهدفة مواقع الحوثيين وحلفائهم وقوات الجيش بما في ذلك القاعدة البحرية اليمنية وميناء الحديدة وكذلك المخا تمهيداً، لعمليات إنزال بحري على غرار ما جرى في عدن منتصف الشهر الماضي.
من جانبه، أعلن الجيش اليمني وجماعة «أنصار الله» عن إطلاق صاروخ من طراز «توشكا» على قاعدة (الواجب) أكبر قاعدة بحرية سعودية في جيزان، جنوب البلاد، ولم تنف السلطات السعودية الخبر أو تؤكده.
إلى ذلك، كشف مسؤول في «الحراك الجنوبي» أن مقاتلين جنوبيين، بدعم من قوات التحالف تمكنوا، فجر أمس، من السيطرة على منطقة عقبة ثرة، الإستراتيجية الفاصلة بين محافظة أبين جنوب اليمن ومديرية المكيراس في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وذكر المسؤول في «الحراك الجنوبي»، علي سالم الهيج في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، أن المقاتلين الجنوبيين سيطروا على «أجزاء» من عقبة ثرة. ولفت إلى أن «سيطرة المقاتلين الجنوبيين على عقبة ثره، جاء بمساندة مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية».
وتعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها التحالف مروحيات «الأباتشي» في المعارك التي يدعم خلالها مسلحي «الحراك الجنوبي» في أبين. وقال الهيج إن «المقاتلين الجنوبيين استخدموا المدفعية الثقيلة في قصف مواقع الحوثيين في منطقة مكيراس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى».
من جانبهم، قال الحوثيون إن الغارات التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية قتلت 43 شخصاً في مدينة تعز وسط البلاد، في وقت يشن المسلحون الموالون للرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي المقيم في السعودية عمليات عسكرية على المدينة.
وقالت وكالة أنباء «سبأ» اليمنية إن الغارات على تعز استهدفت القصر الجمهوري في المدينة ومنطقة صالة التي يسيطر عليها الحوثيون، وأشارت إلى أن 50 شخصاً جرحوا وعثر على عدد من القتلى تحت حطام المباني التي دمرتها الغارات في المنطقة.
إلى ذلك، عاود ميناء عدن نشاطه، أمس، مع رسو سفينة تجارية هي الأولى منذ بدء العدوان على اليمن في نهاية آذار الماضي، إثر سيطرة القوات الموالية لهادي على المدينة، الشهر الماضي.
وقال عارف الشعبي نائب مدير المرفأ إن السفينة «فينوس» التابعة لشركة الملاحة العربية المتحدة كانت محملة بـ350 حاوية من مختلف المنتجات التي طلبها تجار المدينة. وأضاف «هذا يعني عودة مرفأ عدن للحياة وهذا الأمر سيفيد المدينة ومحافظات الجنوب».
وأكد الشعبي أن سفناً أخرى ستلي «فينوس» وقد اصبح مرفأ اليمن الرئيسي مفتوحاً الآن امام حركة الملاحة البحرية.
ويحتفظ الحوثيون بسيطرتهم على ميناء الحديدة الرئيسي غرب اليمن، على ساحل البحر الاحمر، بعدما تعرض لقصف من قبل قوات التحالف. وأثارت هذه الغارات موجة من الانتقادات الحادة، بما في ذلك الولايات المتحدة التي عبَّرت عن «قلقها الشديد».
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض اليستر باسكي، أمس، «نحن قلقون جداً إزاء الهجوم الذي وقع في 18 آب على البنى التحتية الاساسية في ميناء الحديدة في اليمن». وأضاف ان «الميناء يشكل نقطة الدخول الرئيسية للمساعدة الموجهة الى الشعب اليمني من ادوية ومواد غذائية ووقود».
كما اثار قصف الحديدة انتقادات الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وأعلن مسؤول رفيع امام مجلس الامن أن هذه الهجمات تنتهك «القانون الانساني الدولي بشكل واضح». وعبَّر منسق الشؤون الإنسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين عن قلقه الشديد حيال الاضرار الناجمة عن القصف الذي من شأنه ان يفاقم الأزمة الإنسانية.
من جهته، اوضح برنامج الاغذية العالمي ان ستة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة من الخارج. وحذر البرنامج من أن المجاعة تهدد البلاد، حيث يعاني اكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية.
وكالات
إضافة تعليق جديد