المفتي حسون: سورية تدفع ضريبة الحفاظ على كرامتها ووحدتها
أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدرالدين حسون أن الأزمة في سورية لم تعد قضية محلية بل أصبحت قضية تقلق العالم أجمع محذرا من خطورة الدعوات التي تطلق في المنطقة لبناء دول دينية مشددا على أن سورية تدفع اليوم ضريبة الحفاظ على كرامتها ووحدتها.
وقال المفتي حسون في مؤتمر صحفي عقده في موسكو اليوم “إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها أرسلوا مجرمين من أكثر من عشرات الدول إلى سورية ليقتلوا الشعب السوري ويدمروا الحضارة السورية ويهدموا المساجد والكنائس ويسرقوا المصانع”.
واعتبر المفتي حسون إن الهدف من إطلاق المشروع الديني المتطرف في سورية هو القضاء على الدولة الوحيدة العلمانية في المنطقة والتي تضم أكثر من إحدى وعشرين طائفة دينية وكل معتنقيها يعيشون عبر آلاف السنين أخوة.
وأشار إلى أن الشعب السوري الذي يدرك خطورة ما يحضر للمنطقة رفض أن يتخلى عن قيادته التي رفضت قبل عشر سنوات إملاءات الولايات المتحدة التخلي عن الأصدقاء الروس وقطع علاقاتها بمحور المقاومة.
وأضاف المفتي حسون من أجل هذه الخلفية كان الهجوم على سورية من قبل من سموا أنفسهم “أصدقاء سورية” وأرادوا أن يأخذوا قرارا في مجلس الأمن الدولي ضمن الفصل السابع من ميثاقه ليهاجموا سورية ووقفت لهم روسيا الاتحادية والصين بالمرصاد حيث منعهم الفيتو الروسي الصيني من أن يدمروا سورية كما دمروا ليبيا والعراق تحت الفصل السابع.
وأكد المفتي حسون أن المستهدف ليس سورية وحدها بل المستهدف أيضا هو البحر الأبيض المتوسط كي لا تكون فيه ولا سفينة روسية واحدة وأن يمنع الروس من أن يصلوا إلى المياه الدافئة مبينا أن سورية اليوم تدفع ثمن موقفها لأنها لم تخضع لإرادة من يريد لروسيا أن تدمر اقتصاديا كما فعلوا مع إيران ولولا موقف روسيا لأسقطوا إيران في لحظة من اللحظات.
ولفت المفتي العام للجمهورية إلى إن سورية اليوم في معركة عالمية لافتا إلى الحرب الإعلامية التي تخاض ضد سورية والتي تحولت اليوم ضد روسيا بسبب موقفها الحازم من محاولات السيطرة على العالم بالقوة والتي ينفذها الغرب.
وحذر المفتي حسون مسلمي روسيا من خطر السموم التي يبثها الإعلام المضاد لروسيا موضحا أن الجنود الروس الذين جاؤوا إلى سورية جاؤوا ليدافعوا عن روسيا في سورية وجاؤوا ليدافعوا عن شعب كامل لا عن طائفة ولا عن مذهب ولا عن جماعة داعيا الإعلاميين للمجيء إلى سورية ليتأكدوا من أن أعداءها كانوا يكذبون على مدى خمس سنوات.
وأشار حسون إلى أن روسيا منذ ثلاث سنوات وهي تعمل على جلب المعارضة إلى حوار حيادي مع الحكومة ولكن أمريكا وبعض الدول العربية يرفضون السماح لهؤلاء المعارضين بالتوجه إلى الحوار مع الحكومة في موسكو وحين يأتي بعض المعارضة لا يعترف البعض الآخر بهم فما يجري في سورية هو حرب بين الحق والباطل وبين الشعب السوري وبين أعدائه.
ونبه حسون إلى أن هناك معلومات عن قواعد تدريب للإرهابيين من الشيشان وداغستان وتركمانستان وأذربيجان في تركيا.. والولايات المتحدة هي من تشرف على تدريبهم وإرسالهم إلى سورية ومن ثم ليعودوا بإرهابهم إلى بلدانهم.
وفي لقاء مع أعضاء جمعية الصداقة الروسية السورية والمجلس الروسي للشؤون الدولية أعلن سماحة المفتي العام للجمهورية أن أعداء روسيا يغيظهم رؤية الشعب الروسي يحتفل بكل مكوناته بالعيد الوطني لبلاده الذي يسمى بحق عيد الوحدة الوطنية على ضوء الانتصارات والإنجازات الكبيرة التي يحققها هذا الشعب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتقنية.
وحذر المفتي حسون من خطر المقولات التكفيرية والوهابية التي تصدر عن بعض رجالات الدين المزعومين في السعودية لتحريض مسلمي روسيا على الشقاق والاقتتال فيما بينهم وإعادة المسلمين إلى عهود القرون الوسطى.
وأكد المفتي حسون أن سورية تدفع اليوم ضريبة صيانة كرامتها وحريتها ووقوف شعبها وجيشها وقيادتها وقفة العز والشهامة في الدفاع عن وحدة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها في وجه عدوان الإرهاب الدولي الذي لا يقتصر على سورية وحدها بل يهدد أيضا أمن بلدان المنطقة وروسيا والعالم برمته.
بدوره قال روبرت ماركاريان السفير الروسي السابق في دمشق إن “قلوبنا تتفطر دما عندما نرى الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون في سورية ولكننا واثقون من انتصار الشعب والجيش والقيادة السورية” مؤكدا ثبات الموقف الروسي في دعم ومساندة سورية.
من جهته قال غيورغي مرادوف نائب رئيس حكومة جمهورية القرم “إننا جميعا وبغض النظر عن مناصبنا نعتبر أنفسنا أصدقاء حقيقيين لأبناء سورية وندعم الشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب وقد حددت روسيا مواقفها بصورة حازمة بعد أن رأت أعمال الغرب المعادية لها في أوكرانيا وسورية والتي تندرج جميعها في سلسلة واحدة ترمي إلى هيمنة الولايات المتحدة في هذا العالم”.
بدوره قال السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد “أنقل إلى أعضاء جمعية الصداقة الروسية السورية صرخات أطفال سورية الذين يحلمون بتعافي الوطن من آلام الإرهاب وصرخات أمهات الشهداء وأبنائهم وصرخات طلاب سورية وهم يتوجهون إلى مدارسهم وجامعاتهم وصرخات سيدات بيوت سورية اللواتي يعملن جميعا لتخليص الوطن من رجس الإرهاب وجرائمه التي لا تعرف البشرية لها مثيلا”.
وأعرب السفير حداد عن شكر الشعب السوري لمواقف القيادة الروسية المبدئية والشجاعة دفاعا عن مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية بعيدا عن سياسات الغرب الأطلسية وتدخله في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة ومحاولات تغيير الأنظمة فيها.
وكالات
إضافة تعليق جديد