تجربة جديدة لـ«حيتس 3»... نجحت لم تنجح؟
أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية، أمس، تنفيذ تجربة جديدة لمنظومة «حيتس 3»، المخصصة لاعتراض الصواريخ البالستية البعيدة المدى، وسارعت هذه المرة ايضاً، للاعلان عن نجاحها، وسط تشكيك اعلامي عبري بالنتيجة، وإن بصورة غير مباشرة.
بيان وزارة الامن أشار الى ان التجربة نفذّت فجر الاربعاء (امس) بمشاركة وازنة من القوات الاميركية، وتحديداً الوكالة الأميركية للدفاع من الصواريخ الشريكة والممولة لتطوير المنظومة، مضيفة ان التجربة نفذت في وسط فلسطين المحتلة، في قاعدة بالماحيم التابعة لسلاح الجو الاسرائيلي، مع التشديد على انها تكللت بالنجاح، وأن «النجاح كان باهراً».
مراسلو الشؤون العسكرية لوسائل الاعلام العبرية، برغم صدور البيان عن وزارة الامن، أكدوا ان خبراء المؤسسة الامنية الاسرائيلية يعملون على تحليل المعطيات والنتائج، لتحديد ما اذا كانت التجربة الجديدة ناجحة ام فاشلة، من دون اضافات.
وشددت صحيفة «هآرتس» على أن مسارعة المؤسسة الامنية للاعلان عن التجربة
وأيضا عن نجاحها، ترمي الى طمأنة الجمهور الاسرائيلي، القلق من نتائج التجارب السابقة لمنظومة «حيتس 3»، التي انتهت بالفشل الذريع، مشيرة (هآرتس) الى ان الاعلان يأتي لزيادة منسوب الثقة لدى الاسرائيليين، حول اي معارك صاروخية محتملة مع إيران أو سوريا أو حزب الله، أو حتى مع حركة حماس في قطاع غزة.
إلا أن تقرير «هآرتس» جاء بجرعة تطمينية زائدة جداً، جعلت الصحيفة تتجاوز الاعتبارات المهنية ووظيفة «حيتس 3»، كمشروع يسعى الى اعتراض صواريخ بعيدة المدى، مما تملكه ايران تحديداً، حيث انه يعترض الصواريخ، في حال نجاحه، خارج الغلاف الجوي، وهي صواريخ لا يملكها حزب الله، وبطبيعة الحال غير موجودة في حوزة حركة حماس في قطاع غزة، أو اي من الفصائل الفلسطينية. وتعليقاً على التجربة، سارع وزير الامن الاسرائيلي، موشيه يعلون، للإشادة بالتجربة وبنتيجتها، وقال إنّ «اسرائيل تحظى بمهندسين وعلماء وتقنيين مبدعين وملتزمين، وانا اعبّر عن تقديري الكبير لهذا النجاح». وأضاف: «اشكر الولايات المتحدة بقيادة الرئيس باراك أوباما ووزير الدفاع (اشتون) كارتر، الشركاء في مشروع حيتس، الذين يدعمونه مالياً».
وتعد منظومة «حيتس 3»، التي يقدر انها سوف تدخل الخدمة الفعلية عام 2017 في حال نجاحها الفعلي، جزءا من منظومات الدفاع ضد الصواريخ المتعددة الطبقات في إسرائيل، التي تعكس المنحى الدفاعي في الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية لمواجهة اعدائها، وهو منحى دفعت اليه اسرائيل دفعا على حساب المنحى الهجومي التي اتسم به الجيش الاسرائيلي منذ انشاء اسرائيل عام 1948، وذلك بعدما فرض حزب الله صاروخياً تغيير اولويات المؤسسة الامنية في اسرائيل، بعدما استطاع ان ينقل المعركة الى العمق الاسرائيلي، وتبعته لاحقاً في ذلك، ايضاً الفصائل الفلسطينية المقاومة في الاراضي المحتلة.
يشار الى ان تجربة مماثلة لتجربة «حيتس 3»، التي نفذت امس، اعلنت المؤسسة الامنية عنها في شباط الماضي، وسارعت ايضاً الى الاعلان عن «نجاحها الباهر»، الا ان التجربة كانت فاشلة، وجرى الكشف عن الفشل لاحقاً من قبل المراسلين العسكريين لوسائل الاعلام العبرية، الى ان عاد الجيش الاسرائيلي واقر بدوره بالفشل وتراجع عن بيان النجاح. هل يتكرر الفشل بعد النجاح هذه المرة أيضاً... الايام المقبلة قد تكشف الفشل، أو تقرّ النجاح.
يحيى دبوق
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد