مقتل ضابط بريطاني في تعز واحتراق مخزن أسلحة للجيش السعودي في نجران
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وجود ضباط بريطانيين وأميركيين في غرفة قيادة العمليات العسكرية في اليمن مشيراً إلى أنه يمكنهم الاطلاع على لائحة الأهداف. يأتي ذلك وسط تساؤلات عن الدور الذي يقوم به هؤلاء.
يأتي ذلك في حين أكدت منظمة العفو الدولية أن لديها أدلة على أن التحالف العربي بقيادة السعودية ألقى مجدداً قنابل عنقودية (انشطارية) على العاصمة اليمنية صنعاء الأمر الذي نفاه التحالف قبل فترة قصيرة.
وقال الجبير في ختام لقاءاته مع نظيريه البريطاني فيليب هاموند والأميركي جون كيري في لندن إنه ليس لدى السعودية ما تخفيه بشأن غاراتها على اليمن مضيفاً «لدينا ضباط بريطانيون وأميركيون ومن دول أخرى في مركز القيادة والتحكم يعلمون ما هي لائحة الأهداف وما نقوم وما لا نقوم به».
وأوضح الجبير أن لا دور لهؤلاء الضباط العسكريين الأجانب في اختيار الأهداف، قائلاً: «نحن نختار الأهداف أما هم فلا. تقنياً لا أعرف تحديداً في أي جزء من العملية لهم دور لكن ما أعرفه هو أنهم على اطلاع على لوائح الأهداف».
ونفى الجبير استهداف الغارات للمدنيين متحدثاً عن رضا حلفاء السعودية في هذا الإطار، مستدلاً على ذلك بكلام نظيره البريطاني الذي قال أمام البرلمان مؤخراً «إن الضباط البريطانيين يعملون مع الجيش السعودي لضمان عدم انتهاك القانون الدولي الإنساني» مشيراً إلى أن «حتى الآن لا دليل على انتهاكات متعمدة».
رغم ذلك لفتت صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى مجموعة من الأسئلة التي لا تزال بلا إجابات طرحتها على الشكل التالي: تحت أي قيادة يعمل الفريق البريطاني في غرفة العمليات السعودية، البريطانية أو السعودية؟ هل هم جزء لا يتجزأ من الجنود الذين تحدث عنهم وزير الدفاع في تصريحه الغامض في كانون الأول الماضي حيث قال: إن 94 جندياً بريطانياً انضموا إلى قيادة التحالف؟ وأي دور لعب الوزراء في التصديق على مهماتهم؟ وعقبت الصحيفة بالقول «للمواطن البريطاني الحق في أن يعرف».
وفي سياق متصل قالت منظمة العفو الدولية: إنها «جمعت أدلة تؤكد في الظاهر معلومات بأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية ألقت قنابل انشطارية أميركية الصنع في 6 كانون الثاني 2016 على العاصمة صنعاء».
وأضافت في بيان: إن الهجوم أسفر عن مقتل شاب عمره 16 عاماً وإصابة ستة مدنيين على الأقل في منطقة معين في غربي العاصمة «وانتشار القنابل الانشطارية في أربعة أحياء سكنية» في المنطقة، وأكدت أنها جمعت شهادات ومعلومات من السكان وعائلات الضحايا وضابط أمني ومصورين.
وكتبت المنظمة أن «التحالف هو الطرف الوحيد في النزاع الذي لديه القدرة على إلقاء قنابل من الجو» داعية التحالف إلى «الكف عن استخدام القنابل الانشطارية» التي تحرمها اتفاقية 2008 الدولية المتعلقة بهذه الأسلحة، ونوهت قائلة: «حتى وإن لم توقع الولايات المتحدة واليمن والسعودية وأغلبية أعضاء التحالف على هذه الاتفاقات، فإن هذه الدول ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي بعدم استخدام هذه القنابل التي لا تزال تشكل تهديداً للمدنيين».
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت في تقرير أصدرته في السابع من كانون الثاني، التحالف باستخدام قنابل عنقودية في غارات استهدفت صنعاء في السادس من الشهر الجاري. وغداة تقرير المنظمة ومقرها نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة تلقيها «معلومات مثيرة للقلق» عن استخدام هذه القنابل في قصف صنعاء، وهو ما حذر أمينها العام بان كي مون من أنه «يمكن أن يعتبر جريمة حرب».
وأشارت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في تقرير مؤخراً، إلى الاشتباه باستخدام التحالف قنابل عنقودية في محافظة لحج (جنوب). وسبق لمنظمات حقوقية دولية أن أعربت مراراً عن قلقها من استهداف غارات التحالف لمناطق مدنية، وهو ما ينفيه الأخير بشكل دوري. وأوقعت أعمال العنف في اليمن بين منتصف آذار وأواخر كانون الأول 2015، نحو ستة آلاف قتيل بينهم 2795 مدنيا ونحو 28 ألف جريح ضمنهم نحو خمسة آلاف مدني، وفقاً لأجهزة الأمم المتحدة.
ميدانياً: تواصل طائرات التحالف السعودي غاراتها على المحافظات اليمنية. فيما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية احتراق مخزن أسلحة للجيش السعودي بموقع الشرفة في نجران. وشنت طائرات التحالف السعودي سلسلة غارات جوية على منطقة البَرْح بمديرية مَقْبَنة على الخط الواصل بين تعز ومحافظة الحديدة الساحلية غرب تعز. وقتل ضابط بريطاني يعمل في شركة بلاك ووتر باشتباكات في الوازعية بتعز. وفي مأرب شنّت مقاتلات التحالف السعودي 7 غارات متفرقة على منطقة المشجح بالتزامن مع معارك شرسة في المنطقة ذاتها بمديرية صرواح غرب مدينة مأرب، أعلنت خلالها وزارة الدفاع اليمنية مقتل وجرح العشرات خلال تصدي الجيش واللجان لمحاولة تقدمهم باتجاه منطقة المشجح غرب مأرب.
كذلك استهدفت مقاتلات التحالف السعودي مناطق متفرقة في مأرب والعاصمة صنعاء. وفي عدن اغتال مسلحون مجهولون العقيد في شرطة المنصورة محسن هارون وسط مدينة عدن جنوب اليمن.
وعلى الحدود اليمنية السعودية وعند الحدود اليمنية السعودية أعلنت وزارة الدفاع اليمنية احتراق مخزن أسلحة للجيش السعودي بموقع الشرفة بنجران إثر قصف للجيش واللجان بالصواريخ، وأضافت الوزارة قصف الجيش واللجان جبل الدود، ومرابض الصواريخ بجبل العين الحارة في جيزان السعودية. كذلك قصفت قوات الجيش واللجان مواقع رقابة الحفار والكاميرا الحرارية في موقع عين الثورين بعسير وفق إعلان وزارة الدفاع اليمنية.
وكالات
إضافة تعليق جديد