إذا لم يكن عزت الدوري في اليمن فأين يكون؟
انشغل الشارع اليمني والعربي في اليومين الماضيين بما تناقلته وكالات الأنباء على لسان الرئيس العراقي جلال الطالباني بأن لديه معلومات عن وجود عزة إبراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في اليمن، وثارت تساؤلات عن حقيقة وجوده من عدمه وأهداف وأبعاد ذلك.
رسميا نفى اليمن على لسان وزير خارجيته أبو بكر القربي وجود الدوري على الأراضي اليمنية، وقال إن مصدر هذه المعلومات بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية التي يديرها صحفيون عراقيون من اليمن.
بدوره نفى البعثي العراقي صلاح المختار وجوده هناك، وقال في تصريح للجزيرة نت إنه غير موجود باليمن "لسبب بسيط أنه داخل العراق يجاهد ضد قوات الاحتلال".
وأكد المختار أن "هذه الإشاعة الهدف منها الإساءة لليمن، ووضعه في موقف محرج"، معتبرا أن الحكومة العراقية الحالية وربما أطراف عربية أخرى مثل الكويت يحاولون أن يحدثوا مشاكل لليمن.
واعتبر نفور البعض من احتضان المقاومة العراقية ورموزها إما تواطؤا من حكومات مع الأميركيين ضد القضية الوطنية العراقية أو خوفا من الضغط الأميركي، كما نفى وجود قيادات بعثية كبيرة في اليمن.
وعن حقيقة ما قيل عن سعي قيادات في حزب البعث الموجودين باليمن تشكيل حزب سني يلقى دعما ماديا من ليبيا وبالذات من عائشة القذافي، قال المختار "الذي روج لهذه الإشاعة عملاء للمخابرات الإسرائيلية، ولدينا معلومات أكيدة بأن من نشر وروج هذه الأكذوبة هو عميل للمخابرات الإسرائيلية".
واستبعد العراقي نزار العبادي المدير التنفيذي لموقع "نبأ نيوز" الإلكتروني وجود الدوري داخل العراق لأنه من الصعب وجوده في ظل ظروف الاحتلال الأميركي والأجهزة الأمنية العراقية والـCIA، فهو إما أن يكون خارج العراق وإما يكون قد مات.
وأشار العبادي في حديث للجزيرة نت إلى أن الخبر جاء عقب زيارة الطالباني لدمشق وعقده اجتماعات مع قيادات بعثية سورية، مشيرا إلى أنه "ربما يكون موجودا في اليمن وربما لا، فهذه القيادات كبيرة وكانت تقود البلد، كما أنها مطلوبة لقوات الاحتلال وأيضا للحكومة العراقية، ولذلك ليس من السهل معرفة مكانها، وهي لربما تكون تكهنات".
لكنه عبر عن اعتقاده أن رؤوسا كبيرة من القيادات البعثية العراقية موجودة في اليمن، فهم لديهم نشاط إعلامي ويديرون موقع البصرة الإلكتروني من صنعاء، ولديهم نشاط اجتماعي واسع ولهم تحرك واضح
أما المحلل السياسي اليمني أحمد الصوفي فأشار إلى أن هذه الأخبار تزامنت مع حملة يقودها بعض الأفراد ليضعوا الموقف الإنساني الذي يقوم به اليمن موضع شبهة أو احتكاك في سياسات دولية في المنطقة.
وقال إن الدوري لا يستطيع أن يعيش أو أن يكون حيا أصلا بسبب وضعه الصحي، كما أن المنطقة كلها بيد القوات الأميركية ولا يمكن لأحد أن يتسرب منها سواء من داخل العراق أو من دول الجوار إلى اليمن، والأمر يدعو للدهشة من الأطراف التي حاولت أن تسوق مثل هذا "الخبل" الإعلامي.
وشدد الصوفي على أن القضايا التي تقوم على تسريب إعلامي لا تناقش ولا تبنى عليها حجة، أما اليمن فهو دولة ذات سيادة ومن حقها أن تتخذ مواقف من أفراد أو تقدم أي عون إنساني لأفراد آخرين بناء على تقديراتها.
وعن أسباب تهرب الدول العربية من احتضان قيادات عراقية سابقة تقاوم الاحتلال الأميركي، قال الصوفي إن "وسائل العمل بين الدول تختلف عن الانفعالات والرغبات التي يبديها الأشخاص، هناك عمل دؤوب ويقدر حجم المخاطر وكلفته، وبالتالي يعملون على أساس درء المفاسد الأميركية مقدم على جلب المصالح، لأن المفاسد الأميركية خطيرة جدا ومن الممكن ليس فقط أن تقوض استقرار المنطقة بل تهدد أمنها بشكل أساسي".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد