الأكراد يعلنون دويلتهم في إقليم «روج آفا» والخارجية السورية تحذر

18-03-2016

الأكراد يعلنون دويلتهم في إقليم «روج آفا» والخارجية السورية تحذر

بعد يومين من الاجتماع الموسع الذي عقدته أحزاب كردية وقوى مجتمعية كردية في مدينة الرميلان في الحسكة، وافق المجتمعون على إقرار «النظام الفدرالي»، وإعلان «إقليم روج آفا (غرب كردستان) ـ سوريا» الذي لم تحدد جغرافيته الكاملة بشكل نهائي حتى الآن، كما تم انتخاب رئيسين مشتركين للمجلس التأسيسي للإقليم وأعضاء المجلس، البالغ عددهم 31 عضواً.
اللافت في المنتخَبَين لرئاسة المجلس «حرص المجتمعين على التمثيل العربي»، كما أشار مصدر قيادي كردي ، حيث تم انتخاب السوري العربي منصور سلوم لرئاسة المجلس إلى جانب السورية الكردية هدية يوسف، في رسالة سياسية أريد لها أن تكون عامة للمجتمع الدولي «تنهي الجدل حول قضية الانفصال الكردي عن سوريا، وهو أمر مرفوض، ولن يتم الحديث عنه».شخصيات كردية خلال اعلانهم عن موافقتهم على النظام الفدرالي في الرميلان في محافظة الحسكة امس (ا ف ب)
القيادي الكردي في «حركة المجتمع الديموقراطي» آلدار خليل شدد،  على أن «هذا القرار لا رجعة عنه»، معتبراً أنه يأتي «لمنع أية محاولات انفصالية في المستقبل، ولضمان الديموقراطية المنشودة في سوريا». وأضاف أن «الإدارة الذاتية الديموقراطية أساس وركيزة ومنطلق لتطوير مشروع الفدرالية، وإعلان الفدرالية لا يعني إنهاء الإدارة الذاتية».
وفي وقت تزامن فيه الإعلان عن ولادة الفدرالية مع توترات أمنية في القامشلي، وإغلاق «حكومة» إقليم كردستان العراق معبر سيلماكا الحدودي، بالإضافة إلى رفض وزارة الخارجية الأميركية الاعتراف بهذه الفدرالية، رأى القيادي الكردي أن «ما يهمنا هو أن نتفق نحن مكونات هذا الإقليم مع بعضنا، وأن نطبق الحرية والديموقراطية بأبهى صورها، عندها سيعترف العالم بنا، إن كان حقا يهمه أمرنا». وأضاف أن «الإعلان عن الفدرالية جاء كمطلب ملحّ لهذه المرحلة، ومنعاً من تشرذم سوريا وتفتتها بين المتصارعين».
من جهتها، انتظرت دمشق حتى اليوم الثاني للاجتماع وإقرار المجتمعين في الرميلان للنظام الفدرالي للرد على هذه الخطوة بتصريحات أطلقتها وزارة الخارجية السورية.
وقال مصدر في الخارجية، في تصريح وزعته وكالة الأنباء السورية ـ «سانا»، إن «حكومة الجمهورية العربية السورية تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان، بمن في ذلك المجتمعون في مدينة ‏الرميلان ـ بمحافظة ‏الحسكة‬، لأن طرح موضوع الاتحاد أو ‏الفدرالية‬ سيشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية».
بدوره، رأى السياسي والناشط الكردي جوان محمد، وهو أحد مؤسسي الإدارة الذاتية،  أن ما صدر من ردود أفعال معارضة لهذه الخطوة في الوقت الحالي يتطابق مع ما صدر حين إعلان الإدارة الذاتية، إلا أن العالم عاد في ما بعد واعترف بالإدارة الذاتية. وقال «نحن نستمد شرعيتنا من شعبنا وجميع المكونات في روج آفا الاتحادية ومشاركة الجميع، ولا نأخذ شرعيتنا من أحد». وأضاف «اليوم جميع القوى التي تحارب الإرهاب وتدعم الحريات والديموقراطية، سواء في سوريا أو الشرق الأوسط، يجب أن تدعم هذه التجربة كبصيص أمل يخدم سوريا المستقبل، وتؤمن بمبادئ حقوق الإنسان والشرعية الدولية وحقوق المرأة والمجتمع التعددي. وهذه التجربة هي الضمانة الوحيدة لعدم تكرار الاستبداد من خلال الحكومات المركزية الشمولية».
الحدود الجغرافية لهذا الإقليم ينتظر أن تشمل المقاطعات الكردية الثلاث: عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، وعفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، والجزيرة في الحسكة، بالإضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديموقراطية»، خصوصاً في محافظتي الحسكة وحلب، إلا أنه رغم ذلك رفض القائمون على الاجتماع تحديد هذه الجغرافية، تاركين الأمر للمجلس التأسيسي الذي سيقوم بتنظيم هذه الأمور.
اللافت أيضاً في عمل القوى الكردية المجتمعة في مدينة الرميلان في الشرق السوري اهتمامها الكبير في تفاصيل هذا الإقليم وشكل ولادته، وعدم الالتفات إلى الأصداء السياسية الرافضة له، فيما يعطي انطباعا عن «ثقتهم بولادة ناجحة» لإقليم كردي في سوريا، والتمهيد لنظام فدرالي، يصرّون على أن العالم سيعترف به قريباً كـ «أمر واقع».

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...