فتوى عنصرية جديدة للحاخام الشرقي: مبرر وجود العرب هو خدمة اليهود
قالت العرب في الماضي: «من شابه أباه ما ظلم».
ويجد هذا القول تجسيداً فعلياً له في الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل اسحق يوسف، الذي لا يترك مناسبة من دون أن يثير ضجة بما يطلقه من تصريحات، ويصدره من فتاوى مثيرة للجدل.
وآخر هذه الفتاوى ما برر فيه طرد كل الفلسطينيين من أرضهم، بدعوى أن التوراة تحظر على الأغيار (غير اليهود ـ الغوييم) العيش في هذه البلاد. وأن المبرر الوحيد لوجودهم هنا هو أن يخدموا اليهود.
والحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل هو ابن الحاخام الشرقي الأكبر الأسبق لإسرائيل عوفاديا يوسف. ورغم أن الحاخام عوفاديا اشتهر في الأوساط اليهودية بالانفتاح والتجديد وسعة الأفق، إلا أن عنصريته ضد العرب لم تعرف حدوداً. فهم في نظره، كما أفصح أكثر من مرة مجرد «صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا»، واعتبرهم أسوأ من الأفاعي.
وذهب الأب إلى حد القول إن «اليهودي عندما يقتل مسلماً فكأنما قتل ثعباناً أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاً من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث». ولم يكتف الأب بذلك، بل قال إن التوراة تحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين من الأغيار، وأنه جاء في التلمود «إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم». واستجار بالله أن يساعد في التخلص من الفلسطينيين بأن «يصيبهم بطاعون يقصيهم عن وجه البسيطة».
وعلى خطى والده، أعلن الحاخام اسحق يوسف، في موعظته الأسبوعية التي ألقاها السبت الماضي وأذاعتها القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، أنه بموجب التوراة محظور على غير اليهود السكن في «أرض إسرائيل». وحسب الشريط الذي بث فإن الحاخام قال «بموجب التوراة، محظور على غير اليهودي أن يسكن في أرض إسرائيل، إلا إذا أخذ على عاتقه سبع وصايا أبناء نوح». ومعروف أن الوصايا السبع هذه هي (لا تشرك بالله، لا تُجدِّف في حق الله، لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تأكل ما هو حي، التزم بالقانون والشريعة الدينية اليهودية).
وحسب كلامه، فإنه «إذا لم يكن على استعداد لأن يقبل على ذاته واحدة منها وهي أن لا ينتحر، فإنه ليس مستعدا لأن يقبل هذه، ينبغي ترحيله إلى السعودية». وأضاف الحاخام أنه «لو أن يدنا كانت أكثر حزماً، ولو أن لنا قوة الحكم، فلا ينبغي للأغيار (غوييم) أن يسكنوا في أرض إسرائيل. ولكن، يدنا ليست حازمة. ونحن ننتظر المسيح، كي يأتي الخلاص التام والحقيقي وحينها يفعل ذلك». وفي نظر الحاخام يوسف فإن مبرر سكن «غوييم» في أرض إسرائيل هو خدمة سكانها اليهود: «من سيكون الخدم؟ من سيكون المعاونون لنا؟ لذلك نبقيهم هنا في البلاد».
وكان الحاخام يوسف الابن قد تطرق في موعظته الأسبوعية منتصف الشهر الحالي إلى موجة العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين. وقال في الموعظة إن «أتى أحدهم حاملا سكيناً، فقتله فريضة». وبرر ذلك بقوله «بادر إلى قتل من يأتي لقتلك. لا ينبغي الخوف من شيء لاحق.. أن يصلوا بك لاحقاً إلى المحكمة العليا، أو أن يأتي رئيس أركان ويقول كلاما آخر.. هذا أيضاً يردعهم. لحظة أن يعلم المخرب أنه إذا جاء مع سكين فإنه لن يعود حياً، هذا أمر يردعهم. لذلك قتله فريضة».
ومن الواضح أن الحاخام يوسف كان يقصد بكلامه تصريح رئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت، الذي أعلن أنه لا ينبغي لجندي إسرائيلي أن يفرغ مخزن رشاشه في طفلة تحمل مقصاً. وثمة أهمية للسجال الذي دار حينها ويدور الآن في إسرائيل في أعقاب قيام ضابط بإفراغ رصاصه في رأس شاب فلسطيني بعدما كان مقيداً ومصاباً بطلقات عدة. وهناك اليوم في إسرائيل من يقول بأن الجنود في الجيش باتوا بين ناري الأوامر الصادرة إليهم من قادتهم العسكريين وتلك الصادرة إليهم من قادتهم الروحيين.
وتثير أقوال الحاخام يوسف سجالات حادة في هذا الوقت بالذات الذي تحاول فيه السياسة الإسرائيلية توجيه الأنظار إلى الإسلام بوصفه ديناً يحض على الكراهية في حين أن اليهودية هي ديانة تحض على الاعتدال.
وبديهي أن أقوال الحاخام يوسف، الذي يحتل رأس هرم المؤسسة الدينية الرسمية الشرقية، يشكل أكبر تفنيد للسياسة الإسرائيلية. فادعاء أن قيم الجيش الإسرائيلي لا تسمح بقتل أبرياء أو حتى أسرى، لا يستقيم مع الرؤية الواضحة التي ينادي بها الحاخام يوسف للقتل والترحيل والطرد مستندا إلى مواقف توراتية.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد