أطفال اليمن «على حافة الهاوية»

في تقرير بعنوان «الطفولة على حافة الهاوية»، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، أنَّ ستة من أطفال اليمن يُقتلون أو يُصابون بجروح يوميًّا، منذ بدء الحرب السعودية على هذا البلد قبل عام.
ويعاني مئات آلاف الأطفال ـ وهم ثلث الضحايا المدنيين في اليمن - سوء تغذية يهدّد حياتهم، كما يفتقر الملايين منهم الى الرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة، فيما جُنّد بعضهم للقتال في الحرب المتواصلة.
وفي تقريرها، أوردت «يونيسف» أنَّ «أكثر من 900 طفل قتلوا، وأصيب أكثر من 1300 آخرين بجروح في اليمن»، منذ آذار 2015، أي «بزيادة سبعة أضعاف عن مجمل العام 2014».
وقال ممثّل «يونيسف» في اليمن، جوليان هارنيس، إنَّ «الأطفال ليسوا بمأمن في أيّ مكان في اليمن، حتى اللعب والنوم يمكن أن ينطويا على مخاطر».
والتقرير الذي نُشر يوم أمس، يستند إلى شهادات عدّة تفيد بأنَّ «حجم المعاناة في هذا البلد في تزايد». إذ يقول عبد الله أنور (13 عاماً) الذي لجأ مع أسرته إلى عدن: «كل شيء حولي مخيف، وجه أمي الحزين ودموعها تزيدني ألماً.. أخشى أن يموت كل أفراد عائلتي في هذا الكهف المظلم».
ويندّد التقرير أيضاً بالمعاناة الناجمة عن الآثار الجانبيّة للمعارك، مع التشديد على أنَّ «الخدمات الأساسيّة والبنى التحتيّة على وشك الانهيار في اليمن».
ووفق «يونيسف»، فإنَّ حوالي 10 آلاف طفل تقلّ أعمارهم عن الخمس سنوات، ماتوا نتيجة أمراض بسبب غياب اللقاحات أو لعدم حصولهم على الرعاية الطبيّة اللازمة.
ويضاف هؤلاء إلى حوالي 50 ألف طفل يموتون سنوياً في اليمن، قبل أن يبلغوا عامهم الخامس.
وتعرّض حوالي 63 مركــزاً طبـــياً، وفق المنظمة، لهجمات العام الماضي، فيما تمّت مصادرة ثلاثة منــها لغايـــات عسـكريّة.
من جهة أخرى، يعاني عدد متزايــد من الأطفال من انقطاع الدراسة. فقد سُجّل 50 هجوماً مباشــراً على مدارس ومعلّمين، كما احتل مسلحون قــرابة 50 مدرسة أخرى، بحسب «يونيسف»، فيما تظــلّ أكــثر من 1600 مدرسة مغلقة بسبب انعدام الأمن، أو لأنّها تُستخدم لإيواء 2.4 مليون نازح.
كذلك ندّدت «يونيسف» بتجنيد أطفال من قبل مختلف جهات النزاع، مشيرةً إلى وجود 848 حالة موثّقة من هذا النوع.
في هذا الإطار، يشير التقرير إلى أنَّ «الأسوأ في الأمر هو أنَّ هذه الأرقام هي الجزء الظاهر، وما خفي أعظم»، مضيفاً أنّ العدد الحقيقي «أكبر من ذلك بكثير».

وكالات