الاحتلال الإسرائيليّ يهدم قرية العراقيب
أعلنت "هيئة شؤون الأسرى" أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 1899 طفلاً فلسطينيًا، خلال الهبة الشعبية التي اندلعت في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في الأول من تشرين الأول 2015"، مؤكدةً أنّ "الأرقام كبيرة وغير مسبوقة، وهي تشكل حوالي 37 في المئة من إجمال المعتقلين".
وأوضحت، في بيان بمناسبة "يوم الطفل الفلسطيني"، أنّ "نسبة المعتقلين تزيد بنسبة 338 في المئة عمّا سُجّل خلال نفس الفترة قبل عام"، لافتة الانتباه إلى أنّ "الاحتلال ما يزال يعتقل 450 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12-18 عامًا، بينهم 16 فتاة أصغرهنّ الطفلة ديما الواوي من الخليل والتي تبلغ من العمر 12 عامًا، معتقلة منذ شباط الماضي".
وأكّدت أنّ "الأطفال المعتقلين تعرّضوا لأكثر من أشكال التّعذيب الجسدي والنّفسي"، مشيرةً إلى أنّ "غالبية الأحكام الّتي صدرت بحقّهم كانت مقرونة بغرامة مالية باهظة، وأن العشرات منهم قد صدر بحقهم حكمٌ بالحبس المنزلي".
وشدّدت الهيئة على ضرورة "أن نتحدّث بواقعيّة ومنطقية في هذا اليوم بأنّ استمرار الهجمة الشّرسة على الأطفال القُصّر بهذا الشكل وبهذه الطريقة، يُنذر بخطورة كبيرة ويدفعنا إلى تحمّل مسؤولياتنا حتى نتمكن من الضغط على هذا المحتل بكلّ طاقاتنا للتّخفيف عن أطفالنا وما يرتكب بحقهم من جرائم مستمرة".
وطالبت "كافّة المؤسسات الدولية والحقوقية لتحمل مسؤولياتها اتجاه الأطفال الفلسطينيين، وبأن يكون للصليب الأحمر والأمم المتحدة وكلّ العاملين في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية دور حقيقي في مساءلة إسرائيل عن ممارساتها وتصرفاتها اللاأخلاقية واللاإنسانية، وأنّه حان الوقت لكي تمارس هذه المؤسسات عملها وفقا للأخلاقيات والأهداف السامية التي وجدت من أجلها".
وبحسب "جهاز الإحصاء المركزي عام 2015"، يُقدّر عدد الأطفال الفلسطينيين من مجموع السكان، حوالي مليونين و165 ألفاً و288 طفلاً، منهم مليوناً و105 آلاف و663 ذكراً ومليون و59 ألفاً و625 أنثى، في الضفة الغربية 641 ألفاً و557 ذكراً و615 ألفاً و493 أنثى، وفي قطاع غزّة 464 ألفاً وستّة ذكور و444 ألفاً و132 أنثى".
هدم العراقيب
إلى ذلك، هدمت جرافات الاحتلال قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف للمرة الـ 96 على التوالي.
وأوضح الناشط سليم العراقيب لوكالة "صفا" الفلسطينية أنّ "40 سيارة تابعة لشرطة الاحتلال والقوات الخاصة والجرافات بالإضافة لأكثر من 100 عنصر من قوات الاحتلال، اقتحمت القرية الساعة السادسة من صباح يوم الثلاثاء"، مشيراَ إلى أنه "تمّت محاصرة القرية بالكامل، حيث شرعت الجرافات بهدم جميع المنازل، فيما انتهت عملية الهدم الساعة الثامنة والنصف".
وأكّد العراقيب أنّ "عملية الهدم شرّدت كافة أهالي القرية في العراء"، مشيرًا إلى أن "آليات الهدم وقوات الاحتلال توجهت بعد هدم القرية قبل قليل إلى منطقة أخرى، فيما يبدو أنها عملية هدم جديدة"، لافتاَ الانتباه إلى أنه "بعد ساعة من هدم القرية، هدمت جرافات الاحتلال ديوان عائلة العرجان في مدينة رهط، بحجة عدم الترخيص".
اقتحام جامعة "القدس"
وتابع الاحتلال الإسرائيلي سياسته العدوانية، حيث اقتحم الجيش، فجر يوم الثلاثاء، حرم جامعة "القدس- أبو ديس"، وحطموا ممتلكات، إضافة إلى تكسير شجرة الميلاد أمام مبنى عمادة شؤون الطلبة، وحجز عناصر أمن الجامعة بغرفة واحدة، وكسر الجنود أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي بحوزة الحرس، ثم دخلوا إلى مبنى عمادة شؤون الطلبة وحطموا شجرة عيد الميلاد، وعمل الجنود على تدمير كامل لمعرض كتب ينظمه الطلبة في المبنى، إلى جانب تحطيم طابعات التصوير".
وادّعى الناطق باسم جيش الاحتلال أنّ "نشاطات الكتلة الإسلامية في الجامعة غير قانونية لارتباطها بحركة حماس"، موضحاً أنّ "الجيش عثر على عدد كبير من أعلام حماس ولافتات ومجسمات أخرى داعمة للحركة، وقام بمصادرتها".
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها القمعية في بلدة حوارة جنوب نابلس، وأغلقت أبواب عدد من المحال التجارية. وأغلق الاحتلال طريق "يتسهار" جنوب المدينة بدعوى إلقاء الحجارة على سيارة للمستوطنين.
وأوضح الناطق باسم حركة" فتح" في حوارة عواد نجم أنّ "القرية تشهد تجمعا للمستوطنين وسط البلدة، الذين شرعوا بأعمال عربدة على المواطنين والمركبات"، مشيراً إلى أنّ "قوّات الاحتلال أغلقت عدة محلات تجارية قريبة من حاجز حوارة، كما تجري عملية تفتيش في كاميرات المراقبة بتلك المحلات، واعتقلت شابا بدعوى إلقاء الحجارة".
حملة اعتقالات واسعة
واعتقل الاحتلال 11 فلسطينيّاً بينهم قاصران في القدس المحتلة.
واعتقل العدوّ كلّاً من عبد القادر داري، ومحمد أبو ريالة، والطفل عبد الله أبو عصب، بعد دهم منازل ذويهم في قرية العيسوية وسط القدس، وتمّ تحويلهم إلى أحد مراكز التحقيق والتوقيف في المدينة.
واعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيّين من قرية حزما شمال شرق القدس، وهم: عادل خضر جمعة، وعبد ربه زياد كنعان، وعبد فارس كنعان، وسفيان كنعان، وعودة عبد الله عودة، وعبد الزياد عوض، بعد دهم منازلهم.
كما شنت القوات حملة دهم وتفتيش لعدد من منازل الفلسطينيّين في قرية حزما، عرف من أصحابها: توفيق وعلي العيسى، وعلي الحسين، والشيخ عبد ربه، وعودة الكسبة.
وفي حي جبل المكبر جنوب شرقي القدس، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطييّين اياد عطا عويسات، وأحمد عزيز عويسات، ومن بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس اعتقل الفلسطينيّ أحمد جميل دندن.
وتوغّلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة. وتوغّلت ثلاث جرّافات عسكريّة عند أطراف حي النهضة شرق رفح وشرعت باعمال تجريف وتسوية بمحاذاة السياج الأمني العازل.
ولم تسجّل عمليات إطلاق نار في التوغل الذي يعد شبه يومي على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.
وضع اقتصادي على المحكّ
إلى ذلك، حذّر وكيل وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني عماد الباز من "انفجار الوضع في قطاع غزّة في حال استمرت إسرائيل بمنع توريد الاسمنت إلى القطاع، نافياً "الحجج الواهية الإسرائيلية بعدم وصول الاسمنت أحيانا للمستفيدين".
وشدّد على أنّ "العواقب وخيمة للقرار الذي أدّى إلى وقف عجلة الإعمار والبناء بتدمير الاقتصاد وزيادة البطالة وانعكاساته سلبية على عشرات آلاف المواطنين الذين لا يزالون بلا مأوى بسبب الحرب الأخيرة في صيف 2014".
ونفى تدخّل الوزارة و"حماس" "بآلية الاسمنت"، متحدّياً "أن تأتي إسرائيل بأي فلسطيني أخذ الاسمنت من دون أن يكون اسمه على قوائم المستفيدين وفق الآلية العقيمة لروبيرت سيري (مبعوث الأمم المتحدة السابق للسلام في الشرق الأوسط)"، ومبيّناً أنّ "كافة أماكن التوزيع المعتمدة مرتبطة بكاميرات تصوير مع المخابرات الإسرائيلية".
وأوضح الباز أنّ "الوزارة تتدخّل فقط لمراقبة الأسعار وملاحقة التجار الذين يتلاعبون بالأسعار"، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ"التدخل لرفع الحصار وإدخال مواد البناء والاسمنت لأنّ توقفها كارثي على الوضع في غزّة".
وأشار إلى أنّ الاحتلال "ورّد نحو 400 ألف طن إسمنت منذ بدء آلية توريده (في 2015)"، موضحاً أنّ "القطاع بحاجة إلى مليوني طن إسمنت".
وقام العديد من التجار برفع سعر طن الاسمنت الواحد إلى 2000 شيكل (حوالي 600 دولار) حاليّاً في القطاع بعدما كان 560 شيكلا وفق الآلية و750 في السوق السوداء بحسب الباز.
وكالات
إضافة تعليق جديد