اتفاق أميركي تركي على نشر صواريخ «هيمارس».. أنقرة تحيي مشروع «المنطقة المطهرة»
أحيت تركيا أمس مشروع «المنطقة المطهرة» من تنظيم داعش، إذ أعلنت عن اتفاق مع الولايات المتحدة ينص على نشر بطاريات صواريخ أميركية مضادة للقذائف من طراز «هيمارس» على الحدود التركية السورية خلال الشهر المقبل، بهدف التصدي لقصف التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية المتكرر على الأراضي التركية.
ومنعت قوات الجيش التركي قوات «جيش سورية الديمقراطية» الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري من التقدم في قلب هذه المنطقة بعد سيطرتها على مطار منغ قبل ثلاثة أشهر. وقبل نحو أسبوعين، دحرت مجموعات مسلحة مدعومة بالمدفعية التركية وطائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، تنظيم داعش عن بلدة الراعي، إلا أن التنظيم تمكن من استعادة البلدة. وأصاب ذلك المسؤولين الأتراك بالصدمة.
وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أمس أن بلاده توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يهدف إلى نشر صواريخ «هيمارس» على الحدود التركية السورية، لتغطية منطقة منبج التي يسيطر عليها داعش، وأضاف «في إطار هذه الاتفاقية ستصل هذه البطاريات إلى تركيا في شهر أيار.. وستتيح لنا ضرب داعش على نحو أكثر كفاءة»، في محيط منبج.
و«هيمارس» هي اختصار لـ«نظام مدفعية صاروخية عالي القدرة على التنقل». وبإمكان المنظومة حمل 6 صواريخ أو صاروخ تكتيكي واحد برأس مضاد للدروع، أو رأس يحمل قنابل عنقودية، أو رأس انفجاري تقليدي. وفي مقابلة تلفزيونية أجراها خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض، برر وزير الخارجية التركي الحاجة إلى نشر بطاريات «هيمارس» بأن المدى الذي تصل إليه المدافع التركية لا يتجاوز 40 كيلو متراً، فيما تصل الصواريخ الأميركية إلى مدى يبلغ 90 كيلو متراً. وشدد على ضرورة دعم المعارضة المعتدلة من أجل تطهير الشريط الواصل بين جرابلس ومنبج من الدواعش، وأضاف: «سيتم تقديم دعم جوي وبري عبر الحدود التركية للمعارضة السورية المعتدلة، ويتم العمل على تحديد أسماء جديدة في هذا الإطار، بواسطة هذه الصواريخ سنتمكن من ضرب مواقع داعش بدقة أكبر، في حين ستتقدم المعارضة المعتدلة عبر البر».
ورد جاويش أوغلو، على سؤال عما إذا كان من الممكن عد هذه الخطوة بمثابة مقدمة لفرض منطقة آمنة، على الحدود السورية التركية، قائلاً: «نعم صحيح، إن الهدف الأساس لنا هو أن نطهر المنطقة الممتدة حتى منبج، والتي تبلغ 98 كيلو متراً، من عناصر تنظيم داعش»، واستطرد قائلاً: وعندما يتم تحقيق هذا الأمر، تكون المنطقة الآمنة قد فرضت نفسها».
واعتبر أن قادة العالم وصلوا إلى تطابق في الرؤى مع تركيا فيما يخص المنطقة الآمنة، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «أعلن، مؤخراً أنه لا يعارض فكرة المنطقة الآمنة، وألمانيا توافقنا الرأي في هذا الإطار». وأضاف «لقد باتوا (زعماء العالم) يفهمون أن تركيا على حق فيما يخص المنطقة الآمنة، والموضوع السوري، ولكن لم يفهموا ذلك إلا مؤخراً، ويعود السبب في تأخرهم في الفهم إلى أنهم يقتربون من الموضوع بأحكام مسبقة». ووجه انتقاداً لما اعتبره استعلاء أوروبا، وقال: «من أكبر الأخطاء التي تقع فيها أوروبا هو أنها تظهر نفسها وكأنها تعلم كل شيء، إضافة إلى أنها تتعامل مع القضايا باستعلاء، فيما يخص الشأن السوري ما قلناه نحن هو الذي كان على صواب منذ البدء».
ومنذ مطلع السنة الحالية سقطت نحو أربعين قذيفة على مدينة كيليس التركية المجاورة للحدود مع سورية، من مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش، ما أدى إلى مقتل 17 مدنياً على الأقل.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد