الجيل المسلوب

21-10-2016

الجيل المسلوب

غدا الهاربون من حدّة التوتر و المعارك السياسية منها أو العسكرية في عالمنا  كثر و ليسوا بقلة ، و ذاتهم كأفراد يمتلكون طموحاً معدوماًيشترك مع الحروب بأنه منهك كأرضنا و ماتقبى منها من (( الثوابت)) لهذا العقد المنصرم بكل دماره الذي حل على المنطقة بوجه الخصوص. ماذنب من ولد ليجد الحرب العراقية الكويتية و يليها الحرب الإيرانية العراقية و من ثم الغزو الأمريكي للعراق لتمرير ديموقراطية (( بوش)) بشيّ وجوه الأطفال الذين كبر من بقي منهم حيّاً اليوم و باتوا رجالاً يفرون من إجرام (( داعش )) الأسود من الموصل و غيرها من المحافظات العراقية و السورية ... ترى ماهذه اللعنة من الشقاء المميت من تواتر للحروب و أسى لا يكاد ينقطع، ماهذه الوقاحة التي يمتلكها العالم بأسره ليجتمع بلا جدوى و يقف عاجزاً أمام صراخ الأطفال و جوعهم و قتلهم في وعورة هذه الحروب الدموية المرسومة بدقة !!
ماهذا الذي تقرأه عندما تطالع الأدب الروسي و ثقافة الحرب و الدفاع و ترى أن استنهاض الهمم كان باستصراخ الضمائر الحيّة للدفاع عن إرث تولستوي و دستويوفسكي و الكثير من أدباء روسيا الذين هم سبب حقيقي للدفاع و الذود عن الأرض و سقايتها بدم القراء الذي منذ ذاك الحين لم يرضي تطلع عصبة الغزو في هذا العالم و لم يشبع غرائز المستعمرين الجدد ( تجار سلاح الأرض و رقيقه) ، بينما في الجانب المعاكس للصورة يقف المسلوبون في حيرة تأييد المقاومات الشعبية في سوريا و العراق و لبنان ضد الغازي الدمر المحتلّ !؟
نعم ياسادتي إن الوقوف اليوم في صف المقاومة للبعض بات خياراً لهم بآلاف إشارات العجب و التهجن من جيل مسحوق مسلوب الرؤى و التطلع و الطموح مسطح العقل و مادي ضيع هويته و هو من كان مسؤلاااا... لإن العقل يومها كان نائماً في حظيرة تحمل كل مسميات البشاعة .
فالأمة النائمة لا نتاج لها و هي فريسة سهلة للأمم الأقوى في هذه الأرض التي لا تعرف الرحمة و الهدوء و لن تعرفها مادام هناك بشريّ يطمع في زاد أخيه الجائع في ظل عالم ميزان عدله قلوب بلا دماء .
لقد حقق العدو الأوحد على مدى آلاف السنين مبتغاه الحقيقي ألا وهو برأيي سلب إرادة الحياة للأجيال القادمة في وحدة الدفاع عن الأرض و استعادتها لتغدو في نظر كثر خطاباً تقريرياً كلاسيكياً نمطياً كما يراه البعض و يسميه الطلبة في سوريا بحسب وروده في المنهاج التربوي (( القومية)) حضرتك جاي تعطينا درس قومية!!!!!
و مندرس القومية ذاك إلى تعقيد المشهد العربي و الخارطة و تشوهاتها و اتفاقاتها التي تظهر المنهج الثابت أن اتفق العرب أن لايتفقوا و هم دوماً بغالبيتهم مع الأمريكي ضد ابن جلدتهم أو ابن عمومتهم التي أشك فيها مذ كنت طفلاً.
و يبدو أن رسم ملامح المرحلة القادمة التي ستكون حالكة كأمها التاريخ العربي المعاصر لكن هذه الكرّة بلا منابر بخطابات و خطباء بل بجمهور غائب في البحث عن لقمة عيش لا يجدها و إن عفاه الزمن بمنحة الغنى عن هذه المرارة في البحث فلابد من أن يصاب بداء الرفاه و التفكير بالمستقبل الذي يدفعه أن يهجر وطنه بحثاً عن راحةٍ لن يجدها -من ألمه برأسه لا أرض تشفيه - في أوروبا، كانت تجارة الرقيق تسلب الكثير حياتهم لإيصال أقل من نصف عدد الحمولة لسفينة ((رقيق)) ما إلى وجهتها في هذا العالم الوحشي الذي لا تزال منذ وقتها تحكمه القسوة
و الوحشية و ليس عشتار الحياة و الحب و الخلود . و نرى اليوم ذات المشهد إماقوافل للغزاة الإرهابيين أو بقوارب الموت أو المفخخات بنت الجنة المزعومة و الفكر الشيطاني .
ما أشد وقاحة هذا العالم الذي يدفعك لتفقد كل مالديك و هو ذاته يقول لك : مرحباً سأساعدك بعدما يكون قد أعدك طبعاً لذلك لتكون عبداً جديداً من الأجيال المسلوبة.
لقد نامت الناس و عيون النهضة خرقت بمسامير الدم و لم يبق من إرث هذه الأزمان التي تعصف بنا سوى من يقاوم و لا يساوم على الأرض ، من تقف معه و يقف معها ابتداء من الجيش السوري البطل أو الجيش العراقي و حشده الشعبي من الأجيال التي بقيت حرة دون أن تسلب.
جوهر السلب أن تسلب ذاتك حقك المشروع في مقاومة غزاتك و أن تعتمد في ذلك الفكر و المنطق لتعرف من هم غزاتك و من هو المستفيد من كونك مسلوباً بهذا الشكل



محمود محمد حسن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...