مقتل قاتل فرج فودة على يد الجيش السوري
ربما كان كثيرون يتوقعون أن تكون نهايته في سوريا. منذ يومين، تتوارد أنباء عن مقتل أبو العلا عبد ربه، أحد عناصر الجماعة الإسلامية المصرية والمتهمين في قتل المفكر المصري فرج فودة (1945 ـــــ 1992/ الصورة) ضمن صفوف الحركات الإرهابية في سوريا.
وكان القيادي في التحالف الداعم لجماعة الإخوان المسلمين محمد نصر غزلاني، أعلن عبر حسابه الشخصي على فايسبوك عن مقتل عبد ربه، على يد الجيش السوري، قبل أن ينتشر الخبر على صفحات التيارات الإرهابية والداعمين لها.
وكانت المحكمة المصرية قد قرّرت معاقبة عبد ربه بحكمين: الأول بالسجن 15 عاماً في قضية أحداث إمبابة (شمال الجيزة) حين سيطرت الجماعات الإسلامية على المنطقة، ومواجهتها قوات الأمن في تسعينيات القرن المنصرم، وحكم ثانٍ بالسجن المؤبد على خلفية المشاركة في قتل فودة عام 1992. ونفِّذ الاغتيال بعد مناظرة شهيرة أقيمت ضمن فعاليات «معرض القاهرة الدولي للكتاب» تحت عنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية» جمعت بين المفكر الشهيد المعروف بمناصرة الدولة المدنية من جانب، والشيخ محمد الغزالي (1917- 1996) والمرشد السادس لجماعة الإخوان مأمون الهضيبي (1921- 2004) وأحد مناصري التيارات المتشددة محمد عمارة (1931) من جانب آخر. وعلى إثرها، أصدرت جبهة علماء الأزهر فتوى بتكفير فودة. بعدها، كلفت الجماعات الإسلامية عناصرها بتنفيذ مهمة الاغتيال، وكان من بينهم عبد ربه، الذي أوكلت إليه مهمة توفير السلاح وتأمين القاتلين اللذين أمرت المحكمة بإعدامهما.
إلا أنّه مع انتخاب الإخواني محمد مرسي رئيساً للجمهورية، منح عبد ربه عفواً رئاسياً في تموز (يوليو) عام 2012، بعدما أعلن «صورياً» عن مراجعة أفكاره وما أسماه بتوبته عن الجريمة السابقة والاستقالة من الجماعة الإسلامية، بل إنّه صار نجم برامج الـ «توك شو»!
وعقب سقوط نظام الإخوان في 30 حزيران (يونيو) 2013، أعلن عبد ربه أنه لا يخشى قرار الرئيس السابق عدلي منصور بإلغاء قرارات مرسي بالعفو عن عناصر الجماعات الإرهابية. إلا أن قاتل فودة اتجه إلى المملكة العربية السعودية بحجة أداء مناسك العمرة، ومنها إلى تركيا ثمّ إلى الأراضي السورية، لينضم إلى صفوف «أحرار الشام»، ويظل مقرباً في الوقت نفسه من جبهة «النصرة». وقد أشارت تقارير إعلامية سابقة إلى كونه أحد عناصر تنظيم «داعش». وعلى الرغم من الدور الذي لعبه عبد ربه في جريمة اغتيال فودة، وأحداث إمبابة في التسعينات، فإنه يظل شخصية «غير ذات حيثية» داخل التيارات الإسلامية المتشددة. أمر يفسر عدم إعلان الصفحات الرسمية للتنظيمات المقاتلة في سوريا عن مصرعه.
على صعيد متصل، علقت ابنة المفكر الشهيد سمر فودة على صفحتها الفايسبوكية على نبأ مقتل قاتل أبيها بـ «تسلم الأيادي». وقدّمت الشكر للجيش السوري، مضيفة: «كنت أفضل أن تكون تصفيته وتخليص البشرية من شره على يد الجيش والشرطة المصرية لكي أشعر أن أهلي هم من يأتون بحقي»، مشددة على أن تكريم المفكر الراحل ليس في قتل قاتله فحسب، وإنما في نشر كتبه وترويج أفكاره أيضاً!
مدحت صفوت
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد