موسكو: ضرورة التنسيق مع دمشق حول رقابة مناطق «تخفيف التصعيد»
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن على البلدان التي ستدعى لمراقبة «مناطق تخفيف التصعيد» في سورية التنسيق مع الحكومة السورية، في حين كرم الرئيس فلاديمير بوتين عسكريين روساً متميزين في سورية.
وأفاد الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أمس بأن بوتين ظهر في فيديو يكرّم ثلّة من كوادر القوات الخاصة الروسية العاملة في سورية دون أن ترشح أي معلومات عن هويتهم نظراً للسرية التامة التي تحيط بقواتهم وبنشاطهم في سورية.
ووفقاً للموقع، فإن الملفت في الفيديو الذي يظهر عليه إلى جانب بوتين وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، أنه صور بصوت مكتوم ولم تظهر عليه وجوه أصحاب الأوسمة ولم تسمع فيه أصواتهم. وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية قبل ظهور الفيديو أن بوتين قلد أحد الضباط المتميزين وسام بطل روسيا الاتحادية، على حين قلد ثلاثة آخرين من مأموري الضابط المشار إليه بأوسمة الشرف والشجاعة باستحقاقات مختلفة.
وأول من أمس، قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو، وفقاً لوكالة «سانا»: «فيما يتعلق بالبلدان التي ستدعى إلى توجيه عسكرييها أو شرطتها من أجل القيام بوظائف الرقابة والمرور في مناطق تخفيف التصعيد يجب عليها حتما أن تجري مشاورات بالدرجة الأولى مع حكومة الجمهورية العربية السورية»، مشيراً إلى أنه لا يمكن للأمور أن تجري خلاف ذلك لأن «الشيء الرئيسي في سير أعمال صانعي السلام هو الاتفاق مع البلد المضيف».
وأضاف: «إننا سنسهم بصورة فعالة كي يجري تشكيل مثل هذه المجموعات للمراقبين العسكريين أو الشرطة بأسرع ما يمكن وبقوام يتم التنسيق بشأنه والموافقة عليه من قبل سورية من جهة أولى وأن يتم ضمان العمل بصورة فعالة ومتزنة في تلك المناطق من جهة ثانية».
وكانت الخارجية الروسية، أعلنت في وقت سابق من يوم الجمعة، أن خبراء من الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية (روسيا وإيران وتركيا) سيحددون مناطق تخفيف التصعيد في سورية على الخرائط لمنع تسلل إرهابيين إليها.
كما أكد لافروف، أن موسكو وبكين لديهما الموقف ذاته حول إيجاد حل للأزمة في سورية وأن الجانبين يؤيدان الشكل الذي تتخذه محادثات أستانا، وقال: «لدينا نهج متطابق حول الوضع في سورية بما في ذلك دعم المحادثات بصيغة أستانا التي تم التوصل خلالها إلى الاتفاق المتعلق بمناطق تخفيف التصعيد في سورية».
ولفت لافروف إلى أن تنفيذ مذكرة تخفيف التصعيد سيصبح الأداة الرئيسية في الحفاظ على نظام وقف الأعمال القتالية في سورية وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتهيئة المزيد من الظروف المواتية لبدء حوار سوري شامل في جنيف.
وأشار إلى أن الطرفين الروسي والصيني تبادلا الآراء حول مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالمشكلات الإقليمية والعالمية الرئيسية.
يشار إلى أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية وقعت خلال الجلسة العامة لاجتماع أستانا 4 في العاصمة الكازاخية في الرابع من أيار الجاري على المذكرة الروسية الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التصعيد.
من جهة ثانية، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان أمس، نقلته «سانا»، أن اعتراف وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بقتل 105 مدنيين في ضربة جوية لأحد المباني في مدينة الموصل العراقية آذار الماضي، هو مجرد حلقة دموية من الحرب التي تشنها على العراق وسورية. وقالت زاخاروفا في بيان: «إن اعتراف واشنطن بالتسبب بوفاة أكثر من 100 مدني مرة واحدة في الموصل متأخر، علماً أن حصيلة القتلى وفقا لبعض التقارير الإعلامية قد تصل إلى 200 شخص».
وأضافت: «إن ما جرى مجرد حلقة دموية أخرى من الحرب عن بعد والتي يشنها الأميركيون على العراق وسورية والدليل على ذلك هو وفاة 35 من السكان قبل أيام في بلدة الميادين السورية وكما هو الحال في الموصل، فإن من بين الضحايا نساء وأطفالاً».
وكان «البنتاغون» أقر أول من أمس الجمعة بارتكاب طيرانه مجزرة في مدينة الموصل شمال العراق في الــــ«17» من آذار الماضي عندما قتل 105 مدنيين في ضربة جوية على أحد المباني.
وشككت المتحدثة باسم الخارجية في مدى صحة البيانات الأميركية بخصوص الخسائر في صفوف المدنيين في العراق نتيجة قصف طائرات التحالف التي أعلنت وهي 352 قتيلاً، مشيرة بهذا الخصوص إلى بيانات مجموعة إيروورز البريطانية التي أكدت مقتل3100 مدني على الأقل.
وقالت: «كما ترون فإن الحصيلة أكبر بثماني مرات من تلك التي يعترف بها الأميركيون الذين لا يزالون إلى جانب حلفائهم الغربيين يلمعون الصورة البشعة للأحداث في العراق».
وكان طيران «التحالف الأميركي» تسبب في استشهاد 35 مدنيا معظمهم أطفال ونساء وأصيب العشرات بجروح جراء غارات شنها مساء الجمعة على مدينة الميادين بريف دير الزور.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد