مؤتمر لغة الطفل العربي في عصر العولمة
في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللغة العربية وهوية المجتمع والطفل في الوطن العربي، افتتح في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة أمس، مؤتمر «لغة الطفل العربي في عصر العولمة»، وينظمه المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع الجامعة العربية ومؤسسات أخرى.
وحذّر المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري من خطر «فساد اللغة»، كونه مدخلاً الى استلاب الهوية والشخصية، وتمهيداً لإكراه الأفراد والجماعات على الذوبان في الثقافة الأجنبية التي تغزو اللسان قبل أن تسلب الفؤاد.
واعتبر التويجيري ان لغة الطفل العربي أصبحت في حال من الهشاشة، ويجب دقّ ناقوس الخطر، وهو وضع يقترن أيضاً بلغة الشباب في المدارس والجامعات. وحذّر «اذا لم تتحسن حال لغتنا وتتطور... ستكون العواقب وخيمة».
وأعرب رئيس «المجلس العربي للطفولة والتنمية» الأمير طلال بن عبد العزيز في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير تركي بن طلال، عن خشيته من «درجة الانحدار في كل مناحي الحياة في مجتمعاتنا العربية، وقد أخذت اللغة العربية نصيبها منه». وانتقد ما يدور بين المثقفين العرب من أحاديث هي «خليط غريب من اللغة التي تشوبها الكلمات الأجنبية كنوع من الوجاهة وإثبات الذات».
أما مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، فأكد أهمية تطوير اللغة العربية، مشبهاً إياها بالكائن البشري الذي يجب ان يتطور، مقترحاً الاستفادة من «جسر» الترجمة بعدما أصبح العالم واحداً.
وطالب عالم اللغويات وأستاذ اللسانيات في جامعة تونس الدكتور عبد السلام المسدي بإنقاذ اللغة العربية المهددة بالاندثار، وبإيقاف النزيف اللغوي الذي يهدد اللغة وينزلق بها تدريجاً. وأشار إلى أن الأمة العربية هي الوحيدة التي يخرج أبناؤها من التعليم الثانوي وعمرهم يقارب العشرين سنة، وهم في معظمهم غير قادرين على تحرير 10 صفحات سليمة بلغتهم القومية أو حتى بلغة أجنبية.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين، سبل مواجهة التحديات التي تشهدها اللغة العربية ومستقبل الأطفال العرب، وأبرزها الخطر المتمثل في افتقارها الى مفردات العصر، وخطر اللهجات الدارجة التي طغت على الفصحى، واللغات الأجنبية التي تنافس العربية في التعليم العالي، من خلال عشرات المتخصصين في علوم اللغة والتربية والإعلام من الدول العربية. ويذكر أن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية السفيرة نانسي باكير أعلنت عن جائزة تمنحها الجامعة سنوياً لأفضل عمل إبداعي يكتبه طفل عربي بلغة عربية سليمة.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد