يزيديون يتهمون الأكراد بالتطهير العرقي
قال متحدث باسم منظمة حقوقية في السويد إن أبناء الطائفة الأيزيدية في شمال العراق يتعرضون حاليا لهجمات مسلحة وتصفيات جماعية وتنكيل من جماعات كردية متطرفة، وأنهم لزموا بيوتهم خوفا على حياتهم.
إلا أن عضوا في البرلمان العراقي عن التحالف الكردي نفى أي خلفيات سياسية وراء الأحداث التي أكد أنها شملت تعديات على بيوت ودور عبادة، مشيرا إلى أن الدوافع اجتماعية صرفة بسبب علاقة حب جمعت شابا بفتاة مسلمة من منطقة مجاورة، لجأ بها إلى الأيزيديين طلبا لحمايتهما من بطش عشيرتها.
وأوضح خلف جندي الياس رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الأيزيديين في مدينة "ابورلينجي" القريبة من العاصمة السويدية "أستوكهولم" لـ"العربية.نت أن قضاء شيخان تحول إلى مدينة للأشباح والمسلحين بعد أن هجرتها الطائفة الايزيدية ولاذت بمساكنها بعد أن تم تهديدهم بالقتل أو الاختطاف.
وأضاف: لا أحد يخرج من منزله، وإن خرج فإنه يهجره إلى أطراف المنطقة فالشرطة والقوى الأمنية التابعة للحزب الديمقراطي الكردي لا تحرك ساكناً أمام هجوم المسلحين على بعض محلات الإيزيديين وحرقها.
وأشار خلف الياس إلى محاصرة بيت أمير الطائفة تحسين بيك واحراق السيارات الخاصة به، وإن كان قد رفع الحصار جزئيا عن الأمير عصر الأحد 18 -2 – 2007.
وأكد "استمرار عمليات الحرق والاعتداء وتدمير ممتلكاتهم ومقدساتهم الدينية. كما تم قطع الكهرباء وشبكة الانترنت لمنع الاستغاثة بالمنظمات الإنسانية.
لكن عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أرجع ما حدث إلى مشكلة اجتماعية صرفة سببها لجوء شاب وفتاة مسلمين إلى حماية الأيزيديين في منطقة شيخان بعد ارتباطهما بعلاقة حب ورغبته في الزواج بها رغما عن رفض عشيرتها، نافيا أي بعد سياسي للأزمة، أو كونها عملية تنظيف عرقي.
وقال: هاجم أقارب الفتاة بعض البيوت ومنها بيت أمير الطائفة، وكذلك معابد تابعة لهم. ولكن حكومة الاقليم تدخلت للحؤول دون توسع المواجهات، في حين وجه أمير الأيزيديين تحسين بيك نداء لطائفته بالتزام الهدوء، بعد أن تم إلقاء القبض على عدد من المهاجمين. وتجري سلطات الاقليم تحقيقا دقيقا، وأصبحت المسائل الآن في طريقها إلى الحل.
في هذه الأثناء أكد ابراهيم حمد الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الاقليات والعضو الاحتياطي في مجلس الحكم ببلدية "بالانا" بمنطقة أبور لينجي السويدية، أنه تلقى معلومات موثقة من مصادر محايدة تؤيد حدوث هجمات وعمليات تصفية ضد المواطنين الأيزيديين في عدة مناطق من شمال العراق، بواسطة مجموعات مدججة بالسلاح والدبابات.
وأضاف: المهاجمون حوالي 300 شخص، وهؤلاء لا ينتمون لأي جماعة إسلامية متطرفة، وإنما مدعومون من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه مسعود البرزاني.
وقال تقدمت بطلب إلى البلدية والبرلمان المحلي في السويد لإصدار بيان يستنكر هذه الاعتداءات ضد الأقلية الأيزيدية في العراق.
ويعتبر قضاء "شيخان" عاصمة للإمارة الأيزيدية القديمة، وأغلب سكانه من الأيزيديين (حوالي 50 ألف نسمة) فيما يقدر عددهم في أنحاء العراق بين (500 و600 ألف نسمة) يتركزون في مناطق سنجار والشيخان وتلكيف وبعشيقة وبحزاني التابعة اداريا لمحافظة نينوى في الشمال العراقي.
وفسر خلف جندي الياس ما يحدث بأنه "حملة تطهير عرقي تقوم بها عناصر الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل تطبيق المادة "140" بقوة السلاح وتنص على إجراء استفتاء في العراق نهاية هذا العام حول المناطق المتنازع عليها بين كردستان العراق وحكومة بغداد، ومن ضمنها شيخان وسنجان وغيرها من المناطق التي يسكنها أيزيديون ومسيحيون وعرب".
وقال: يريدون تهجير الأيزيديين من منطقة شيخان بالرغم من أصولهم الكردية، وإجراء تغيير سكاني فيها قبل الاستفتاء بجلب أكراد من النازحين من غير أبناء هذه الطائفة، فالحزب الديمقراطي الكردي يعتقد أنهم سيصوتون لصالح تابعيتهم لحكومة بغداد وعدم انضمامهم إلى إقليم كردستان.
وتابع أن "الحزب الديمقراطي نال في الانتخابات البرلمانية الماضية 125 ألف صوت من الأيزيديين ورغم ذلك لم يدخل ايزيدي واحد البرلمان من قائمة التحالف الكردستاني، وأدى هذا إلى تفاقم الوضع وفقدان ثقة الايزيديين في أحزاب تلك القائمة".
وقال الياس إنهم "يواجهون اضطهادا عرقيا ودينيا معا من بعض الدوائر"، مشيرا إلى أن الأيزيديين بشكل عام لا ينكرون أصلهم الكردي، بل أن أصل الأكراد أيزيديون كما هو معروفا تاريخيا".
لكنه أشار إلى "اختيار بعض الأيزيديين في الوقت الحالي مبدأ القومية الأيزيدية، وأصبح هذا الاتجاه موجودا بين شريحة معينة من المجتمع الأيزيدي".
الأيزيدية هي من الديانات القديمة، ويشكل أصحابها في العراق (3.5% من عدد السكان) أغلبية الأيزيديين في العالم حيث يعيشون أيضا في سوريا وتركيا وارمينيا وجورجيا وغيرهما من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق، إضافة إلى جالية كبيرة وقوية في ألمانيا يقدر عددها بحوالي 50 ألف نسمة، ويتحدث جميع الأيزيديين اللغة الكردية باللهجة الكورمانجية الشمالية.
ديانتهم خليط من التصورات والأفكار وطقوس وعبادات مختلف ديانات العالم القديم, بدءا بالسومريين والبابليين والاشوريين والميثرائية والزرادشتية والمندائية وديانات الطبيعة, متأثرة في نفس الوقت ببعض التصورات من الاديان السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والاسلام. وهي ديانة غير تبشيرية وتقوم على عبادة الله وتوحيده، ولهم فروضهم من الصوم والادعية وإقامة الطقوس والعبادات.
فراج اسماعيل
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد