سيرين عبد النور: الغناء بالجسد
لم تأت مشاركة سيرين عبد النور في فيلم مصري وليدة صدفة، إنما نتيجة دراسة معمّقة لطبيعة الدور المسند إليها والعمل الذي سيساعدها في كسر الصورة النمطية للفنانة اللبنانية، التي ترتبط عادة بالإثارة والاستخفاف. تقول: “من الواضح أن الأدوار التي ترفضها الممثلات المصريات، تسند مباشرة الى الفنانة اللبنانية، وخصوصاً أنّها متعطشة لاقتحام السينما المصرية بأي ثمن. أما بالنسبة إليّ، فقد رفضت دخول مصر من هذا الباب. لا يجوز منافسة نجمات القاهرة في عقر دارهنّ من دون التسلّح بمقوّمات الاحتراف كافة. ولا أنكر أن الحظ كان حليفي في فيلم “من ضهر راجل”، فوزارة الثقافة المصرية لا يمكن أن تضع ثقتها بي عبثاً. وأنا من جهتي، أثق بالمخرج والكاتب أحمد ماهر الذي تولّى الإشراف على العمل، علماً بأنني أؤدي فيه دور “نورا”، ويشارك في بطولته كل من خالد النبوي وعمرو واكد”. وهنا، ترفض عبد النور المقارنة بينها وبين مواطناتها: مايا نصري، نيكول سابا ودوللي شاهين اللواتي طرقن باب السينما المصرية دفعة واحدة في الآونة الأخيرة. وتوضح: “الفيلم ليس تجارياً، إنما سيعرض في المهرجانات، والميزانية التي رصدت للعمل الذي يبدأ تصويره الشهر المقبل، ضخمة”.
ثم تستدرك سيرين سريعاً: لكن الفيلم الآخر الذي تنتجه “روتانا” تحت إدارة المخرج سعيد الماروق لم يُلغَ. تأجل تصويره إلى أجل غير مسمى في الوقت القريب”. ثم تضيف بإصرار شديد: “كلّ الانتقادات لن تثنيني. ومهما قالوا، لن أتراجع عن تحمّل مسؤوليتي الكاملة. وقد أدرت أذني الصمّاء لما قيل وسيقال عن اقتحامي السينما المصرية”.
قد يعود سبب اندفاع سيرين نحو السينما إلى التشجيع الذي حصدته بعد مشاركتها كبطلة في مسلسلين محليين، نالت عنهما جائزتي “موريكس دور” كأفضل ممثلة، هما “ابنتي” و “الغريبة”. وها هي تطلّ اليوم في “السجينة” الذي يعرض مساء كل إثنين على LBC. وهي تصف المسلسل برسالة حقيقية تعكس قضايا المجتمع والثغرات التي تعتريه، معترفة بفضل المخرج سمير حبشي في صقل أدائها، إلى جانب الكاتب شكري أنيس فاخوري.
كما رفضت أي مقاربة بين الشخصية وجمالها الخارجي، وتوضح بابتسامة صفراء: “تخطيت منذ زمن طويل قصة الجمال الخارجي. هذا أمر أرددّه في حياتي العادية وأطالب الناس دائماً بأن ينظروا إليّ من منظار مختلف، وخصوصاً أن كثيرين ينسون المضمون ويركّزون على الشكل”. وتعتبر أن شخصية “سمر” في مسلسل “السجينة” سلّطت الضوء على حجم المعاناة التي تعيشها المرأة في مجتمعنا، محاولة قدر المستطاع تقمّص الشخصية، سواء من خلال الملابس أو تسريحة الشعر والماكياج. لكنّ الممثلة كارمن لبّس رأت غير ذلك. إذ اعتبرت أن تسريحة شعر “سمر” لا تتناسب مع طلّة المرأة الفقيرة. تجيب سيرين بانفعال ملحوظ: “ربما لم تنتبه إلى أنّ التسريحة كانت طبيعية. وإن كانت الشخصية فقيرة، فهذا لا يمنع أن تكون نظيفة ومرتبّة”.
وهل تتوقّع جائزة “موريكس دور” ثالثة لهذا المسلسل؟ تجيب: “صراحة، لن يدخل العمل ضمن استفتاءات عام 2006، فعرضه بدأ قبل أسابيع، وعليّ انتظار عام كامل لأعرف النتيجة”.
لكنّ التمثيل لن يبعد سيرين كثيراً عن الغناء. هي، وإن بدت مغنّية مع وقف التنفيذ بسبب انشغالاتها السينمائية، بدأت التحضيرات الخاصة بألبومها الجديد. لذا، ستدخل بعد أيام الاستوديو لتسجّل صوتها على الأغنيات، مراهنة على النجاح منذ الآن. وتوضح ضاحكة: “الثالثة ثابتة. هذا ألبومي الثالث مع شركة “روتانا”، وأعتقد أنه سيثبت قدرتي على المنافسة الحقيقية وسط هذا الكمّ الهائل من الفنانات والفنانين. أنا أبذل مجهوداً كبيراً لأتحدى كل من يراهن على أفول نجمي”. كما تستعدّ لتصوير فيديو كليب أغنية “عليك عيوني” مع المخرج إميل سليلاتي في الأسبوع المقبل. وسط كل هذا النشاط، لا تزال عبد النور تحلم بتقديم الفوازير. وفي حين تشترط رصد ميزانية ضخمة للوحات الاستعراضية، تعترف بأن هناك مشروعاً قريباً من الفوازير، قد يبصر النور قريباً. وبعيداً من الفن، تنتظر المغنّية اللبنانية بفارغ الصبر الثامن من تموز (يوليو) المقبل لتدخل القفص الذهبي.
فاطمة داوود
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد