بوتين في طهران اليوم والأزمة السورية تتصدر مباحثاته
يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعلى سلطة في إيران وهي المرشد الأعلى آية اللـه السيد علي خامنئي الأزمة السورية فيما يبدو أنها محاولة من البلدين الحليفين لسورية تسريع الحل السياسي فيها بعد أن باتت مسألة القضاء على التنظيمات الإرهابية في خواتيمها.
يأتي اجتماع بوتين خامنئي، وفق مراقبين، بعد اختتام الجولة السابعة من الحوار السوري السوري أستانا ووسط جهود روسية لعقد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» بالتنسيق والتعاون مع دمشق.
ويرى مراقبون أن الرئيس الروسي ربما يسعى خلال الزيارة لحشد دعم إقليمي ودولي للمؤتمر بدءاً من حليفته في الترويكا الثلاثية الراعية لمسار أستانا، إيران، حيث أكد أمس وزير خارجيته سيرغي لافروف أن المؤتمر ليس بديلاً عن مسار جنيف، وأن هدفه «توسيع دائرة المشاركين في عملية التسوية عبر ضم أطياف جديدة من المجتمع السوري إليها». ولفت المراقبون إلى أن اللقاء الروسي الإيراني يأتي في ظل هواجس إيرانية من الدور التركي في سورية لاسيما عدم التزام أنقرة باتفاق إدلب الذي أفرزته الجولة السادسة من «استانا»، حيث تلعب موسكو دوراً توفيقياً بين طهران وأنقرة مع جهود تبذلها لضبط الأخيرة.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، بحسب ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس: «غداً الأربعاء الرئيس سيكون في إيران، ولدى وصوله إلى طهران يلتقي نظيره الإيراني روحاني، كما من المتوقع إجراء مباحثات روسية – إيرانية موسعة يترأسها بوتين وروحاني، وسيكون هناك لقاء مع المرشد الأعلى آية اللـه خامنئي».
وأضاف بيسكوف: إن سورية ستكون أحد المواضيع المدرجة في جدول أعمال المحادثات الروسية الإيرانية الرفيعة المستوى، موضحاً أن الرئيس الروسي سيناقش أزمة سورية والتعاون في مجال الطاقة مع الرئيس الإيراني والزعيم الأعلى الإيراني آية اللـه علي خامنئي.
وأضاف: «ستكون هناك قضايا متعلقة بسورية على جدول أعمال المحادثات الثنائية الروسية الإيرانية». ولم يخض في تفاصيل.
واعتبر المراقبون، أن لقاء بوتين خامنئي هو لتأكيد التفاهمات الروسية الإيرانية فيما يتعلق بدعم سورية، مرجحين أن تكون «مناطق تخفيف التوتر» على طاولة البحث لاسيما مع النجاح الذي حققته في وقف نزيف الدم وإتاحة المجال أمام الجيش العربي السوري وحلفائه للتقدم في مكافحة الإرهاب.
ولعل أبرز محاور البحث في الأزمة السورية، بحسب المراقبين أيضاً، سيكون المعارك الدائرة في شمال شرق البلاد حيث تدعم طهران وموسكو تقدم الجيش في مسعاه حالياً إلى السيطرة على مدينة البوكمال ومن ثم لاحقاً فتح أول اتصال بين الأراضي السورية والعراقية عبر معبر فيشخابور الذي وصلته القوات العراقية أول أمس، خصوصاً أن محاولات أميركية مستمرة لدفع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لمزاحمة الجيش في الوصول إلى تلك الحدود في تلك المنطقة في محاولة منها لمنع أي محاولة لفتح المعابر مع العراق. ويرى المراقبون أن بوتين سيحاول صياغة موقف مع الإيرانيين يكون أشد قوة في مواجهة المحاولات الأميركية.
وذكر بيسكوف، أن بوتين سيجري أيضاً محادثات مشتركة مع روحاني ورئيس أذربيجان إلهام علييف خلال الزيارة، فيما أكد رئيس الدائرة الإعلامية في السفارة الإيرانية لدى أذربيجان، ماميدرزا نجفي، أن اللقاء الثلاثي لرؤساء كل من أذربيجان وروسيا وإيران، الذي يخطط لعقده اليوم في طهران، لبحث القضايا الإقليمية.
وفي اللقاء الثلاثي ستتحول المباحثات إلى اقتصادية حيث ستتركز على مسألة الطاقة لاسيما وأن البلدان الثلاثة تمتلك مخزوناً كبيراً من النفط والغاز يمكن استخدامه في حالة التحالف في دعم أي إستراتيجية دولية في المراحل اللاحقة، على حد قول المراقبين.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد