11-02-2018
تيلرسون في أنقرة اليوم
يحط اليوم رئيس الدبلوماسية الأميركية ريكس تيلرسون في أنقرة حاملاً معه ملفات كثيرة في محاولة لإطفاء النار المتقدة بين البلدين تجاه الملفات المتعلقة بالأزمة السورية وتليين موقف الحليف حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وسط توقعات بأن تكون مهمته «صعبة».
ويبدو الملف الأسخن هو العدوان التركي على عفرين والذي وصل بأنقرة إلى تهديدها وعلى لسان رئيسها رجب طيب أردوغان باستهداف القوات الأميركية الموجودة في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي حيث تدعم هناك «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وطلب أردوغان من واشنطن سحب قواتها من المدينة معلناً صراحة نيته دخولها.
مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية وفيما بدا رداً على التصريحات التركية استبق وصول تيلرسون بتصريح أمس الأول حض فيه الأتراك على ضبط النفس في عملياتهم في عفرين «وعلى ضبط النفس على طول الحدود في شمال سورية».
وبحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أضاف المسؤول الأميركي: إن الأمثَل هو إنهاء تلك العمليات في أسرع وقت ممكن، لافتا إلى أنه ستكون هناك رسالة «حازمة» في هذا الصدد.
وتابع المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه «يجب طبعا أن نعمل مع الأتراك لفهم أفضل لنواياهم على المدى الطويل» ومن أجل «إيجاد طريقة، إذا أمكن، للعمل معهم على معالجة مخاوفهم الأمنية المشروعة، مع التقليل في الوقت نفسه من (أعداد) الضحايا المدنيين، من دون أن تغيب عن البال المعركة ضد تنظيم داعش التي لم تنته بعد».
وأقرّ المسؤول الأميركي بأن «النقاش سيكون وتبعا لذلك صعبا»، لافتا إلى أن «الخطاب التركي حول هذه القضية كان ناريا جدا».
ولعل أشد ما تخشاه واشنطن حالياً هو التقارب والتحالف التركي مع الروس والإيرانيين هذا التحالف الذي أنجز مسارات مهمة للحوار السوري في «أستانا» و«سوتشي»، لكن الأتراك يبدون أقل استعداداً للقبول بسهولة لما قد يقدمه تيلرسون فواشنطن مستمرة بدعم «قسد» عدو أنقرة بالسلاح والعتاد رغم التحذيرات الأميركية المتواصلة، وينظر الأميركان بعين الريبة للتقارب التركي الإيراني ومن خلف ذلك تطور محور الشرق أنقرة وعماده الأساسي قوتان دوليتان هما روسيا والصين إلى جانب قوى صاعدة مثل تركيا وإيران والهند وهذا يعني أنها تخشى على مصالحها في عموم آسيا لذلك كان قرارها منذ أيام بسحب قوات من العراق إلى أفغانستان لفك ارتباط جغرافي بين هذه القوى.
ويبدو أن أنقرة باتت تدرك أن أولويتها اليوم حل المعضلات الإقليمية وعلى رأسها الملف السوري لا أن تكون حربة متقدمة لحلف «ناتو» في المنطقة ومنفذاً لسياساته في ظل انسداد الأفق أمامها بالانضمام للاتحاد الأوروبي، ولا تزال أنقرة ممتعضة من رفض واشنطن تسليم الداعية فتح اللـه غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل صيف 2016 ضد أردوغان.
ويرى نظام أردوغان أن التوقيت مناسب لتنفيذ سياساته ضد الأكراد انطلاقاً من شمال سورية في ظل مطالب كردية لا تقبل فيها دمشق وبالتالي لن تدعمهم حالياً، ومن جهة أخرى كان استفتاء إقليم كردستان العراق درساً لن ينساه الأكراد خلق لهم موقفاً إقليمياً جامعاً ضدهم تستغله تركيا اليوم.
وأياً تكن العصا التي سيحملها تيلرسون في زيارته وإشارته إلى ملفات حقوق الإنسان والاعتقالات التي رأت الولايات المتحدة أنها «تعسّفية» في ظل حال الطوارئ واعتقال موظفين في البعثات الأميركية فمن غير المتوقع أن ينجح تيلرسون بتليين موقف أنقرة ولا سيما أن المسؤول الأميركي بحسب «فرانس برس» أكد أن الأتراك «غاضبون» لكن بلاده لا تزال تعتقد أن هناك مصالح مشتركة أساسية تقوم عليها علاقاتنا مع الأتراك، بما في ذلك الاستقرار في سورية، والمعركة ضد تنظيم «داعش» أو ضد الانفصاليين الأكراد في حزب العمال الكردستاني وما يتعلق بـ«التوازن الإقليمي» على حد قوله.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد