ماذا يقول خبراء الشؤون السورية في مراكز الأبحاث الأمريكية
الجمل: نشرت صحيفة كريستيان سينس مونيتور الالكترونية الأمريكية تقريراً اخبارياً أعده مراسل الصحيفة في بيروت نيكولاس بلانفورد، حمل عنوان (سوريا تسعى لأخذ دورها الإقليمي).
يقول بلانفورد، العراق هو مكان الحرب، وإيران هي مكان البرنامج النووي المتنازع عليه. ولبنان هو مكان أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط.. أما سوريا فهي المكان الذي يتم فيه نسج كل هذه الخيوط مع بعضها البعض.. –وسوريا- هي أيضاً البلد الذي تقول إدارة بوش بأنه يساعد الإرهابيين، وأصبح بعض اخوانها العرب يعاملونها بقدر من الحذر والقلق.
يقول الكاتب بأن سوريا تسعى لتقديم الانطباع بقدرتها على تقديم الحلول –حتى لو كانت جزئية- لواحدة من أكثر المشاكل الضاغطة في المنطقة.
أشار بلانفورد إلى حديث اندروتايلر، العضو الزميل بمعهد الشؤون العالمية الجارية، والذي قال فيه: (الدولة السورية تقول دائماً بأن سوريا هي قلب العروبة النابض، وهذا صحيح من حيث أن سوريا –على أساس الجغرافيا والتركيب الطائفي- تمثل المفتاح الرئيسي لما يجري حالياً في المنطقة، وعلى وجه الخصوص الاهتمامات بالنفوذ الإيراني المتزايد).
برغم أن الولايات المتحدة، رفضت التحدث مباشرة إلى سوريا، تحت زعم المطالبة بأن توقف دمشق أولاً تدخلها في العراق، لبنان، والأراضي الفلسطينية.
تناول بلانفورد الموضوع ضمن نقطتين، يمكن استعراضهما على النحو الآتي:
• سوريا تبحث عن صفقة الحريري:
في الأيام الأخيرة، كانت هناك آمال لدى مسؤولي الحكومة اللبنانية وشخصيات معارضة، بأن إيران –التي تستخدم دمشق كعنصر مركزي- في ارتباطها مع حزب الله اللبناني، قد طورت صفقة مع العربية السعودية التي تمثل المؤيد الدائم للحكومة اللبنانية. وتهدف الصفقة إلى إنهاء الدائرة المفرغة السياسية التي استمرت نحو ثلاثة أشهر.
برغم أن المسؤولين السعوديين، قد سعوا إلى تحقيق صفقة سريعة، فإن كلا الطرفين –الإيرانيين والسعوديين- كان مقتنعاً بضرورة أن تؤدي إلى صفقة تخفيف الضغط الواقع على سوريا بسبب اتهامها بالتورط في اغتيال رفيق الحريري –وبعبارة أخرى- فإن المطلوب هو:
- أن تقوم الحكومة اللبنانية وقوى 14 آذار، بتعديل موقفها المتشدد في موضوع المحكمة الدولية.
- أن يقوم حزب الله والمعارضة اللبنانية بتعديل توجهاتهم الرامية إلى إسقاط الحكومة.
ويقول بلانفورد: إن قدرة سوريا على العدو سريعاً مع إيقاع الصفقات التي تتم حالياً بين السعودية وإيران، هي قدرة ممكنة، كذلك يقول بلانفورد بأن مخاطر الـ(انزعاج) السعودي من سوريا، تماثل تماماً مخاطر تجاهل السوريين، لذلك لابدّ من إشراك السوريين من أي صفقة.
جوشوا لانديز، منسق برنامج جامعة أوكلاهما الأمريكية، الخاص بمركز دراسات السلام، والخبير الاختصاصي في الشؤون السورية. تحدث قائلاً: (مازال السعوديون متضايقون من دمشق.. فالسعوديون يفهمون أن التوترات الشرق أوسطية لكي يتم تقليلها، فإن سوريا لابدّ أن تكون حاضرة في المفاوضات).
• علاقة سوريا- إيران، المثيرة للاهتمام:
أشار بلانفورد إلى حديث الصحفي السعودي عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط، والذي قال فيه: (إذا لم تقم سوريا باتخاذ الخطوات –اللازمة- من أجل –حل- خلافاتها مع العربية السعودية، فإن القمة العربية سوف لن تحمي سوريا من المستقبل المظلم.... فسوريا مسؤولة عن محيطها الخاص بها).
علاقة الـ27 عاماً بين سوريا العلمانية وإيران الإسلامية تمثل أمراً مثيراً للاهتمام، فالرابطة الثنائية تمثل الجوهر والقلب لتحالف معادٍ للغرب يضم حزب الله، وحماس، وعدداً من المجموعات الفلسطينية الصغيرة.
ويشير بلانفورد إلى ما ورد في مركز مؤسسة كارينجي للشرق الأوسط بأن العلاقة السورية- الإيرانية تحولت من علاقة براغماتية إلى علاقة استراتيجية ايديولوجية، ويتمثل الجانب الأيديولوجي في علاقة سوريا- إيران في مقاومة هذه العلاقة للهيمنة الأمريكية السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.
يقول بلانفورد بأن إيران تدرك تماماً أن التوافق بين سوريا والغرب سوف يؤدي لعزل إيران عن حزب الله وبالتالي يقوض قدرة إيران في التأثير على الصراع العربي- الإسرائيلي، وبالتالي –برأي الكاتب- إن إيران سوف تعمل باجتهاد من أجل عدم حدوث هذا التوافق، ويشير الكاتب في هذا الصدد، إلى حديث تايلر في معهد الشؤون الدولية الجارية والذي علّق فيه على الاستثمارات الإيرانية في سوريا قائلاً: (إذا تم تنفيذ هذه الاستثمارات.. فإن إيران سوف تحلّ محل المكانة التي كانت للسعودية تقليدياً في سوريا).
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد