ساطور"الفنانين" يفصل بالضربة القاضية نجوم سوريا عن جسم نقابتهم

الجمل ـ حيان محيثاوي: ليس واضحاً فيما إذا كانت نقابة الفنانين السوريين قد حسمت أمرها في أن تتحول إلى مؤسسة حكومية من مؤسسات القطاع العام كمؤسسة الكهرباء أو مؤسسة الاتصالات , وقد يجوز أنها تنحو لأن تصبح الشركة الثالثة من شركات الخلوي , فمبدأ العمل الذي يقترحه علينا نقيب الفنانين صباح عبيد الجارح و مجلس النقابة الجديد يشبه في إحداثياته مبدأ المحاسبة لدى الشركات التي تقطع الخط على المشترك إذا ما تأخر عن تسديد الفاتورة , متناسياً أن الإطار الذي يمنحه الشرعية هم الأعضاء الذين يقطع الحبل بهم و هم في بداية الصعود ..!!
- ما لذي يعنيه لبلد كسورية أن تُقدم النقابة المشرعة للفنون الدرامية و الموسيقية على فصل مئات الأعضاء لمجرد مرور ستة أشهر على عدم تسديدهم للاشتراكات السنوية و التي لا تتجاوز في حجم كتلتها ما تصرفه النقابة أو صندوق التكافل ( مؤسسة تعاونية نمت في أحضان النقابة و يديرها عازف الفيولونسيل كمال الحريري ) في أي حفل ساهر يقام في أي مناسبة من مناسباتها ..؟
- هل تستوي أمام الخلق و العباد حجة فراغ صناديق النقابة كي يكون التصرف الأمثل هو فصل المتأخرين ..؟!
- أين ذهبت أموال النقابة و ملايينها المجمدة في شهادات الاستثمار و في المشاريع الاستثمارية الأخرى ..؟
- هل يعول أصحاب القرار في النقابة على بضع مئات من الليرات يسددها العضو كي يستقيم الوضع في الميزانية المالية ..؟
- كيف يمكن لنقابة لا يمر عرس في سورية دون أن تأخذ ضريبتها منه ( 500 ليرة عن كل حفل عرس ) أن تتحجج بفراغ الصناديق , خاصة و أن كل مشتغل في الفن يعرف سطوتها في تحصيل حقوقها منه حتى لو كان يعمل كومبارساً أو رديداً في العراضات ..؟
- و لكن منهم هؤلاء الذي تستقوي النقابة عليهم و تفصلهم و تتهمهم بالاستقواء عليها كونهم لم يدفعوا اشتراكاتهم ؟
- نظرة أولى على قائمة المفصولين من فرع دمشق وحده تظهر أن المفصولين هم شريحتين :
1- شريحة من فناني الصف الأولى و هم على الأغلب لا يمرون على النقابة لأنهم لا يجدون وقتاً للجلوس في مقصفها العجيب أو لأنهم ملوا من مجالسة العرضحالجية الذين يحتلونه ..!!
2- و شريحة ثانية تعمل بأعمال فنية بسيطة و لا يملكون نقوداً تكفل لهم كرامة العيش ..!
- فهل أخذ أصحاب القرارات العجيبة بوضع هؤلاء أو هؤلاء ..؟
- من الشريحة الأولى نقرأ اسم عازف كمان شهير و مهم على المستوى العالمي يقضي جل وقته في تدريس صغار العازفين في معهد دمشقي عريق , و كذلك فني مونتاج صاغ بأنامله أهم المسلسلات السورية التي صنعت مجد الدراما السورية , و ممثلاً قضى وقتاً طويلاً و هو يحاول الدفاع عن سورية أمام الهجوم الإعلامي اللبناني الشرس طيلة العام الفائت , و مخرج أفلام وثائقية يعتبر من الأسماء العربية المبرزة في هذا المجال , و مطرباً سورياً يعتبر من الطفرات أمام رداءة الأصوات التي تمنحها النقابة الغريبة أذونات العمل هنا و هناك .. , و ناقداً سينمائياً و سيناريست سوري طفش منذ نهاية الستينات إلى مصر ليصنع مجداً سورياً كرم بسببه عشرات المرات في سورية ..! , و مخرجة درامية شابة قدمت في العام الماضي مسلسلاً مازالت أصدائه تجول في أروقة المؤسسات الرسمية المصابة بداء الفساد , وأيضاً  ممثلة رائدة قلما ذكرت المرأة الشامية في الدراما دون أن تستحضر صورتها , و ممثلاً يعتبر من أهم الممثلين الذين قدمهم المسرح الجامعي السوري للمشهد الدرامي , و مخرجاً درامياً له بصمات بيضاء على تطوير الدراما السورية , و مخرجاً سينمائياً يعبر من أفذاذ السينما العربية , و ممثلاً عريقاً يقدم كل عام مسلسلاً أمسى من العلامات الفارقة في رمضان على الشاشات العربية , و أيضاً لابد أن نتوقف كثيراً أمام فصل النقابة لأهم مطربة سورية سميت باسمها حقبة غنائية عربية كاملة ...!! و أيضا عدد من الفنانين الشباب الذين أغمضت عليهم أعمالهم أن يمروا على محاسب النقابة كي يبرأوا ذممهم  و لا ينال منهم الساطور الأحمر الفتاك ..
و حسب الفنانين المسافرين الذين لم يعلموا بأنهم خرجوا من جنة النقابة أن يشكو للرب مصيبتهم المزدوجة ..مصيبة الاغتراب و مصيبة النقابة التي لا ترحم , أما أولئك المتمرنين و فقراء الحال فأولى بهم أن يذهبوا إلى سوق الهال أو سوق الخجا القريبين كي يبسطوا بأحلامهم بعد أن باعتهم النقابة و- لغايات لا يعلم بها سوى مجلسها الرهيب – بحفنة من الليرات ..!!

الجمل