تركيا تلعب خارج «أستانا» ومؤشرات على امتعاض روسي إيراني من «اتفاق منبج»
يواصل النظام التركي اللعب على الساحة السورية خارج تفاهمات «أستانا» التي يعتبر أحد ضامنيها، حيث توصل مع أميركا إلى «اتفاق منبج»، إلا أن راعيي «أستانا» الآخرين روسيا وإيران يبدوان متيقظين، وسط مؤشرات على امتعاضهما من الاتفاق.
ونفى أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية في سورية أي وجود لقوات فلسطينية في جنوب سورية «إلا في محيط مخيم درعا»، معتبراً أن تلويح الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بحق كيان الاحتلال الإسرائيلي بضم الجولان هو أحد أهداف «صفقة القرن». وأعلنت الإثنين الماضي تركيا توصل وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي مايك بومبيو، إلى خريطة طريق بشأن مدينة منبج، تقضي بسحب الأسلحة من المقاتلين الأكراد في أثناء انسحابهم.
وأكد مصدر دبلوماسي إيراني مسؤول في دمشق لـ«الوطن»، أن تركيا لم تنسق مع بلاده فيما يخص «اتفاق منبج»، وقال: إن بلاده غير معنية بأي اتصالات مع أميركا.
كما نفى المصدر ما تروجه «المعارضة» عن تواجد مقاتلين إيرانيين في مدينة الباب شمال حلب، ووصف الأنباء التي تحدثت عن انسحاب الجيش العربي السوري والقوات الإيرانية من الباب بأنها عارية عن الصحة ومحاولة لتشويه الدور الإيراني في مكافحة الإرهاب في سورية.
يأتي تصريح المصدر الدبلوماسي الإيراني في وقت ذكرت فيه «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية على «فيسبوك»، أن «اتفاق مدينة منبج السورية يعتبر اتفاقاً باطلاً بجميع المقاييس باعتباره تم بين دولتين تفتقدان للشرعية بتواجدهما على الأراضي السورية وقامتا بإبرام الاتفاق دون التنسيق مع الحكومة السورية في دمشق».
ويرى مراقبون أن الموقفين السابقين يؤشران إلى امتعاض ليس فقط من التقارب الأميركي التركي بل أيضاً من نسج أنقرة اتفاقاً مع واشنطن دون العودة للشركاء في «أستانا».
إلا أن المصدر الدبلوماسي الإيراني تحفظ على ذكر رد فعل بلاده على ذلك، بينما لم يرشح عن موسكو أي موقف حيال تركيا واتفاق «منبج» حتى إعداد هذا الخبر.
وبحسب المراقبين، فإن النظام التركي يسعى للعب 3 أدوار في سورية، فهو يريد مواصلة دوره كأحد رعاة مسار «أستانا» لتحقيق مصالح تتعلق بما يسميه «أمنه الاستراتيجي» لاسيما في الشمال السوري، والثاني أن يعود كحليف للولايات المتحدة من باب احتلال شمال سورية، بينما يتمثل الثالث بمحاولة الاستفادة من كل ما يتيحه له مسار «أستانا» لشرعنة المطامع التي يحققها خارج هذا المسار، إلا أن الروس والإيرانيين متيقظون لهذا الدور، وقد فشلت أنقرة حتى اليوم، بفرض إرادتها في إنشاء «منطقة خفض تصعيد» في عفرين بعدما احتلت تلك المنطقة.
من جهة أخرى، فضّل المصدر الدبلوماسي الإيراني عدم التعليق على الأنباء التي تتحدث عن اتفاق في جنوب سورية يفضي إلى انسحاب قوات إيرانية يتم الزعم أنها هناك، وقال: «لا تعليق»، وذلك بعد أيام من نفي وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وجود قوات إيرانية على الأراضي السورية.
وعلم أن السفير الإيراني في دمشق جواد توركابادي، سيسافر إلى طهران في إجازة تمتد حتى نهاية عطلة عيد الفطر، وهو ما يؤشر بحسب المراقبين إلى جسامة الملفات التي سيتباحث فيها مع قيادة بلاده بشأن سورية.
الوطن
إضافة تعليق جديد