هل ستصحو الدراما السورية من «الكوما»؟
خرج الموسم السوري هذا العام خالي الوفاض. لم ينجح أي عمل في إخراج الدراما من غرفة الإنعاش. وحده «فوضى» (كتابة حسن سامي يوسف بمشاركة نجيب نصير وإخراج رشا شربتجي) تمكّن من تصحيح المسار نسبياً، وقدم مقترحاً موغلاً في الواقعية، عن النبض العشوائي لمدينة أثقلت الحرب كاهلها. لكن ماذا عن الموسم المقبل، خصوصاً أنّ المشاريع المهمة تطبخ على نار هادئة، ويفترض أن تكون الشركات قد باشرت التحضير للموسم المقبل، إلى جانب دخول سوريا التعافي، وعودة الأمان إلى مناطق الريف البعيد والقريب، وإمكانية التصوير بحرية من دون المآزق التي كانت تعرقل سير التصوير في بعض الأحيان؟
يبشّر الموسم القادم بسلّة من المسلسلات. ويمكن القول إنّ بعضها واعد، انطلاقاً من مجموعة معطيات أهمّها سمعة الكاتب وثراء منجزه السابق. أوّلاً، سيكون الجمهور السوري على موعد مع عملين للسيناريست سامر رضوان. الأوّل بعنوان «دقيقة صمت» (إخراج شوقي الماجري ـ إنتاج «إيبلا الدولية»/ هلال أرناؤوط) التي قررت العودة إلى داخل سوريا لتنتج أعمالاً تشتبك بالواقع المحلي. وسيكون هذا العمل من بطولة النجم عابد فهد. كذلك، تكمل الشركة مسلسل «آخر محل ورد» (كتابة جيهان الجندي، وإخراج ماهر صليبي، وبطولة مكسيم خليل، كاريس بشار، صفاء سلطان، مرام علي، ديمة بياعة، ديمة الجندي، روعة ياسين) بعدما صوّرت جزءاً منه في العام الماضي خارج سوريا ثم أوقفته، لتسند النص إلى الكاتب أحمد قصّار كي يجري عليه تعديلات جذرية قبل أن يكمل تصويره المخرج زهير قنوع. ارتأى الأخير أن يسميّه «كوما» كونه يقارع الواقع السوري من خلال شخصيات ظل بعضها في سوريا، وبعضها الآخر قرر الهجرة النهائية أو السفر المرحلي، إضافة لخط يتعلق بتجارة المخدّرات وتفشّي هذه الظاهرة. وسيكون محبّو مسلسلات سامر رضوان على موعد مع عمل ثان له في الموسم المقبل من دون أن يعتمد على تسمية هذا المسلسل، لكّنه سيكون من نصيب المخرج سمير حسين. وسيعيد العمل شركة «عاج للإنتاج الفني» (هاني العشّي) إلى السوق بعد توقّفها لفترة طويلة، من دون أن تكون وحدها منتجة المسلسل، بل بتقاسم مع شركة ABC (عدنان حمزة). من جانب آخر، تستعدّ شركة «سما الفن» لتصوير جزء جديد من سلسلتها الكوميدية الشهيرة «بقعة ضوء» (مجموعة كتاب ويشرف على اللوحات حازم سليمان ومن إخراج عامر فهد) في حين يرجّح أن تنتج الشركة مسلسلاً تملك حقوقه من العام الماضي للسيناريست المعروفة أمل حنّا. تنطلق الأخيرة من وضع البلد الجديد، وتقارب محاولات الناس اليائسة للتغلب على صعوبات الحياة. العمل خال من البطولة المطلقة، بل يتكئ على مجموعة حكايات للاجئين إلى الشام من مناطق أخرى، إضافة إلى أحداث عن الأشغال التي عرقلتها الحرب، والناس الذين باتوا عاجزين عن تأمين قوت يومهم، والمصابين والجرحى والشهداء.
أما عن «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني»، فلم يعرف من خطتها لهذا العام سوى مسلسل وحيد عن المطران الراحل هيلاريون كابوشي (كتابة حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب وبطولة عبد المنعم عمايري وغسّان مسعود ـ «الأخبار» 26/6/2018). علماً بأن المشروع مقرر منذ أكثر من عام، ويفترض أن تباشر الجهة الحكومية بالتحضير له خلال الفترة المقبلة. من جانبه، يعتكف المخرج والمنتج بسّام الملا عند مشروعه السنوي «باب الحارة». وبعد تأجيل المسلسل وغيابه عن الشاشة في الموسم الفائت، من المتوقع أن يصور هذا العام جزءين متتاليين للموسمين المقبلين. من جانبها، لم تحسم شركة «إيمار الشام» أمرها بعد رغم ما تمّ تداوله قبل أيّام عن تبنيها رواية لينا هويان الحسن «بنت الباشا»، ونية تحويلها إلى مسلسل يحكي عن دمشق سنة 1912 وعن نماذج نسائية متحررة تصوّر واقع «عاصمة الأمويين» خلافاً لما صدّرته مسلسلات البيئية الشامية من رجعية وتخلّف وأصولية… إلا أن الشركة آثرت التريّث حالياً، خاصة أن الليث حجو قدّم لها أكثر من نص، أحدها لرافي وهبي والثاني لإياد أبو الشامات، إضافة إلى تقديم كتّاب مغمورين ملخّصات نصوصهم، على أمل أن يجد هؤلاء فرصة لانطلاقة مهمة. ما سبق مجرّد ملامح مبدئية للموسم المحلي سنة 2019. أما على صعيد الدراما المشتركة، فستكون شركة «الصبّاح» على موعد مع جزء جديد من «الهيبة» كما «بشّرت» الشارة الختامية للحلقة الأخيرة من الجزء الثاني، إضافة إلى تردد أخبار غير مؤكدة عن إمكانية إنتاج الشركة ذاتها مسلسلاً من بطولة النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيب ونجم «الوسامة» السوري معتصم النهار. أضف إلى ذلك مجموعة أعمال تنتجها شركة «إيغل فيلمز»، أحدها مسلسل «تعب» من كتابة السيناريست السورية بثينة عوض.
وسام كنعان- الأخبار
إضافة تعليق جديد