طبول معركة إدلب تقرع.. متى ستنطلق و ما هي محاور الهجوم ؟
قبل أسابيع قليلة كان من المتوقع أن تكون معركة إدلب بعيدة نسبياً عن معركة درعا، خصوصاً أنه كان من المفترض أن ترتبط بتسوية كاملة مع الجانب التركي، غير أن تبدلات عديدة أدت إلى إقتراب معركة الحسم في محافظة إدلب إلى حدّ بدء التمهيد الناري حتى قبل إنتهاء معركة الجنوب السوري بشكل النهائي حيث لا يزال الجيش السوري يقاتل في آخر جيب لـ”داعش” في السويداء.
قبل يومين بدأ التمهيد الجوي الكثيف الذي يستهدف بشكل رئيسي محاور قد تكون محاور تقدم للجيش السوري بإتجاه عمق المحافظة، إضافة إلى إستهداف خطوط الدفاع الأولى والدشم الرئيسية وغرف العمليات.
وتتوقع مصادر ميدانية أن تستمر عمليات التمهيد بين أيام وشهر، وذلك لتهيئة الجبهة لعمليات التقدم البرّي الذي من المتوقع أن تشارك فيها أعداد كبيرة من الجنود السوريين نظراً لوجود عدد كبير من المقاتلين المعارضين ومقاتلي جبهة “تحرير الشام” في المحافظة، إذ وصلت التقديرات أن في المحافظة نحو 40 ألف مقاتل.
من المحتمل البدء بعملية التقدم عبر محاور عدّة، أهمها محور جسر الشغور، لكن الأمر يفرض التقدم أولاً السيطرة على ما تبقى من ريف اللاذقية الشمالي وتحديداً بلدة كباني وتلالها الإستراتيجية، لأن هكذا سيطرة ستؤمن السيطرة السريعة على مدينة جسر الشغور وعلى سهل الغاب وتالياً التقدم بإتجاه عمق محافظة إدلب عبر تلك الجبهة.
وترجح المصادر أن تختار دمشق هذه الجبهة نظراً لحساسيتها وقربها من محافظة اللاذقية.
لكن إلى جانب جبهة الجنوب الإدلبي هناك جبهات أخرى يمكن التقدم منها بإتجاه عمق إدلب، فمثلاً يمكن للقوات السورية التقدم من حلب وتحديداً عبر ريفها الغربي والسيطرة على تلة العيس مما يتيح لها السيطرة بالنار على اوتوستراد حلب – إدلب وقطعه، ولاحقاً إستهداف سراقب وتغطية التقدم البري إليها مما يجعل القوات المتقدمة في عمق المحافظة.
وتلفت المصادر إلى أنه من الممكن التقدم أيضاً من ريف حماة، بإتجاه خان شيخون ومن ثم معركة النعمان، شرط تحييد القوات المعارضة في كل من مورك والقرى المحيطة بها، نظراً لوجود قوة كبيرة للمسلحين في تلك القرى قد تساعد في الدفاع عن كامل قرى ريف حماة.
وترى المصادر أن العمل على فتح المعركة في إدلب يطرح علامات إستفهام حول صعوبة إجراء تسويات، خصوصاً أنه لم يعد هناك مناطق يمكن للمسلحين الإنسحاب إليها عبر الباصات في حال تم الإتفاق معهم على وفق النار أو دخول الجيش السوري من دون معارك.
لكن المصادر لا تنفي حصول تسويات في بعض القرى والمدن، غير أنها أقرب إلى المصالحات في حين أن مدن أخرى ستشهد معارك ضارية وصعبة على الطرفين بإعتبار أن لا إمكانية للإنسحاب لبعض الفصائل المسلحة وخاصة التي يقاتل في صفوفها مقاتلين أجانب.
لبنان 24
إضافة تعليق جديد