واشنطن تحمي الإرهابيين في التنف ونشاط ديبلوماسي روسي على خطّي طهران وأنقرة
في ضوء التصعيد الأميركي تجاه مسار «أستانا/ سوتشي» وتحضيراً للمرحلة «الحساسة» التي سترافق «الإحاطة الأخيرة» للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن الدولي، تنشط القنوات الديبلوماسية الروسية مجدداً على خط تشكيل «اللجنة الدستورية». وحمل هذا النشاط كلاً من الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون سوريا، ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، أمس إلى العاصمة التركية أنقرة، لإجراء مشاورات مع مسؤولين أتراك على رأسهم نائب وزير الخارجية سادات أونال. ووفق بيان وزارة الخارجية الروسية، فقد «نوقشت بالتفصيل قضايا التأسيس المبكر وبدء عمل اللجنة الدستورية، كمرحلة مهمة من عملية التسوية السياسية في سوريا». وجاءت هذه الزيارة بعد أيام قليلة على استقبال أونال، الممثل الخاص لوزير الخارجية الأميركي، جايمس جيفري، الذي توجه إلى الأردن والتقى مساء أول من أمس وزير الخارجية الأردني هناك. وفي موازاة الزيارة الروسية إلى تركيا، استقبل نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي، لنقاش جملة من الملفات، وعلى رأسها الملف السوري. ولم تعلن موسكو مسبقاً عن زيارة لافرينتيف إلى تركيا، ولذا لم يعرف ما إذا كانت تأتي ضمن جولة إقليمية قد تشمل دمشق كما سابقاتها.
وجاءت هذه الزيارة التي تأتي في ظل تعثّر على مسار «اللجنة الدستورية» وانتظار لفحوى إحاطة دي ميستورا وما قد يتبعها من تحركات أميركية، تتزامن مع عودة الجدل الروسي ــــ الأميركي حول مخيم الركبان. إذ اعتبر رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، ميخائيل ميزينتسيف، أن الأميركيين يتمسكون «بعناد لا يمكن تفهمه» بمنطقة التنف، التي تضم «600 مسلح متشدد»، مانعة حل أزمة مخيم الركبان. وأوضح في جلسة لمقر التنسيق المشترك بين الإدارات في كل من روسيا وسوريا الخاص بعودة اللاجئين، أن هذه المنطقة «هي في الواقع آخر معقل للشر... وهي أرض تحتلها الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، ولهذا السبب فهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن ظروف حياة السوريين هناك». ولفت الجنرال الروسي إلى «فشل العملية الإنسانية في أوائل تشرين الثاني، بعد منع ممثلي الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر السوري من دخول المنطقة المحتلة من الأميركيين»، مضيفاً أن المساعدات وزّعت من قبل مسلحين ولم تصل إلى من يحتاجها. وخلال الجلسة نفسها، قال ميزينتسيف إن «إعادة سوريا الساحة العالمية، خصوصاً عضويتها في جامعة الدول العربية هي قضية بالغة الأهمية» وسوف تساعد على حد تعبيره في عملية التسوية السياسية وعودة اللاجئين. وأشار في الإطار نفسه إلى عودة أكثر من 291 ألف سوري إلى «ديارهم» منذ بداية العام، بينهم نحو 114000 من الخارج.
وعلى صعيد آخر، أعرب الناطق باسم حزب «العدالة والتنمية» التركي، عمر جليك، عن استياء بلاده الشديد من الأنباء حول تدريب الولايات المتحدة نحو 35 إلى 40 ألف عنصر في شمال شرقي سوريا، لضمان الأمن وفق زعمها. وأضاف أن بلاده لا ترى في مثل هذه الخطوات، مقاربات ذات نوايا حسنة، وهي ستتحرك «للقضاء على أي تهديد قد يتشكل ضد أمنها القومي». وبالتوازي أرسل الجيش التركي، أمس، تعزيزات جديدة إلى حدود محافظة إدلب، وسط تدابير أمنية مشددة. وتهدف تلك التعزيزات، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» إلى تعزيز قدرات الوحدات العسكرية المرابطة على الحدود.
الأخبار
إضافة تعليق جديد