سرقة الاله السوري بعل وظهوره في متحف “إسرائيلي”
أثار ظهور تمثال نادر فقد من سورية منذ حرب تشرين التحريرية عام 1973 في متحف لكيان الاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل الكثير من الجدل وردود الأفعال حيث فقد من قرية كفر شمس في محافظة درعا خلال الحرب بعد أن توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق غربي درعا وشرقي القنيطرة، وأجرى عملية تنقيب أثري وسطا على الكثير من القطع في هذه المناطق الغنية بالآثار بحسب الباحث السوري الفلسطيني تيسير خلف
ويعتبر التمثال قطعة فريدة من نوعها تمثل " ثالوثا إلهيا" يمكن أن يضيء على جوانب مجهولة من حضارة الإيطوريين، كون هذه المنطقة من مناطقهم الأساسية”، كونه يعبر عن فكرة تبني الإيطوريين للثقافة الهنلستية بشكل كامل.
وبين مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود أن هذه التمثال قد يعود للفترة الايطورية وهي عبارة عن قبائل عربية كانت تسكن جبال لبنان الغربية وصولا إلى الزبداني ووادي بردى حيث كانت منطقة وادي بردى أحد اهم مراكزهم المدنية فيما كانت مجدل عنجر العاصمة السياسية لهم وبعلبك مدينتهم الدينية .
وأضاف الدكتور حمود أن الايطوريين يعودون للقرن الرابع والسادس إبان الدولة الهلنستية التي وصلت سيطرتها إلى الجولان السوري المحتل وحدود حوران وإلى قارة شمالا وبالتالي قد يكون هذا التمثال عائد لتلك الفترة.
وبين الدكتور حمود أنه تم إنشاء مكتب استرداد القطع الأثرية منذ نحو سنتين بهدف توثيق القطع الأثرية السورية التي يكشف عنها في بلدان أخرى لتقديمها من ثم إلى الانتربول الدولي والمنظمات المعنية بهذا الشأن .
ولفت مدير عام الأثار والمتاحف إلى أن مواقعنا الأثرية تعرضت سابقا للسرقة ومازالت تتعرض حتى الآن حيث شهدت خلال هذه الحرب الارهابية التي تشن على سورية منذ تسع سنوات لعمليات سلب ونهب كبيرة .
وقال حمود إن معظم أثارنا هربت إلى دول العالم عبر تركيا شمالا والكيان الصهيوني موضحا أن الكثير من آثارنا وحتى التدميرات منها ظهرت في كيان الاحتلال الاسرائيلي بعد أن تم تهريبها عبر أداوته من الارهابيين لافتا إلى ضرورة عدم نسيان الأردن التي هُرب من خلال حدودها مئات وآلاف القطع الأثرية السورية وقليل جدا منها ما صادرته السلطات الاردنية حيث استطاع الجيش العربي السوري بعد تحرير درعا مصادرة آلاف القطع الأثرية عن قرى حدودية مع الاردن مجهزة للتهريب .
وقال المدير العام للأثار والمتاحف " إن استنزاف الأثار السورية قضية ليست بجديدة فكيف إذا كانت هناك حرب ومناطق خرجت لفترات عن سيطرة الدولة السورية" لافتا إلى ـأن تسعين موقعا في القامشلي لوحدها تعرض للنهب والسرقة من قبل الاحتلال التركي والعشرات من المواقع في مدينة عفرين والتي تعد من أهم المواقع في العالم حيث نتحدث هنا عن مدن وممالك قديمة.
وأضاف الدكتور حمود .. لقد أصدرنا أكثر من بيان موثق يوضح قيام قوات الاحتلال التركي وهي تنخرط في عمليات تنقيب غير شرعية باستخدام "البلدوزرات" الكبيرة بحثا عن كنور هذه التلال والمدن الأثرية ومن ثم تدميرها بهدف تحطيم التراث السوري بشكل ممنهج لا تقوم به حتى الوحوش حيث قصفت تلال أثرية حتى قبل احتلالها لعفرين .
ويبدو في صورة التمثال المنهوب “الإله الأكبر بعل شامائين بصورته الشبيهة بصورته في تدمر، والذي تمت مواءمته مع الإله اليوناني زيوس رغم أنه في التصوير يشبه عجلبول التدمري الذي يحمل الرمزين الشمس والقمر في آن معا فيما الألهة التي تقع على يسار بعل فهي كما يبدو أرتميس في تجليها القمري حيث تظهر في بعض التماثيل اليونانية تضع تاجا على شكل هلال بما يوحي بأنها إلهة القمر سيلين” وذلك بحسب الباحث خلفان .
ويذكر أن آثار مدينة درعا خلال السنوات الماضية تعرضت لتدمير وعمليات سرقة كبيرة، خاصة أثناء سيطرة المجموعات الارهابية المسلحة عليها كما أظهرت صور ومقاطع فيديو سابقة قيام الارهابيين باستخدام الجرافات في التنقيب عند تل جندريس الأثري وتل سلور قرب الحدود مع لواء اسكندرون المحتل إضافة إلى عمليات التنقيب غير الشرعية التي قامت بها قوات الاحتلال التركي سابقا في كهف دوداري الأثري الذي عُثر فيه على عظام إنسان "النياندرتال" ومعبد عين دارة ومدرج النبي الهوري وكنيسة مارمارون في قرية براد والكثير من التلال الأثرية الأخرى التي حوّل البعض منها إلى قواعد عسكرية للاحتلال التركي بعد جرفها بشكل كامل.
وكالات
إضافة تعليق جديد