ماذا تفعل القوات الخاصة البريطانية شمال العراق
الجمل: نشر موقع ورلد سوشياليست وبيسايت الالكتروني، تقريراً اخبارياً اليوم، أعده المحرر جولي هايلاند، وقد حمل عنوان (ماذا تفعل القوات الخاصة البريطانية في شمال العراق؟).
يقول التقرير بأن عملية تحطم طائرتي هيليكوبتر بريطانيتين تابعيتين للقوات الخاصة البريطانية بشمال العراق يوم السبت الماضي، قد أدت إلى الكشف عن وجود هذه القوات في شمال العراق، وبحسب التقارير التي أصدرتها القوات البريطانية فقد كان بين القتلى والجرحى عناصر تابعة لكل من القوات الجوية الملكية البريطانية، والجيش البريطاني، ولكن لاحقاً أكدت المعلومات بأن القتلى كانوا من بين صفوف قوات النخبة في الجيش البريطاني –أي وحدة الخدمة الجوية الخاصة (SAS)- والتي كانت تقوم بتنفيذ مهمة عملياتية سرية في شمال العراق.
أشارت صحيفة التايمز البريطانية بأن العملية السرية كانت قيد التنفيذ عندما تحطمت الطائرات. كذلك أشارت الصحيفة إلى أن الطائرات كانت تحمل على متنها بعض المعدات العسكرية الخاصة الفائقة الحساسية.
الاعتراضات والتعليقات التي أوردتها صحيفة التايمز البريطانية أشارت إلى أن الحكومة البريطانية ووزارة الدفاع البريطانية وقيادة القوات البريطانية الموجودة في العراق ظلت جميعها تؤكد للرأي العام العراقي والبريطاني والعالمي بأن القوات البريطانية موجودة حصراً في جنوب العراق، وليس لها أي علاقة بوسط أو شمال العراق.
القوات البريطانية الموجودة في جنوب العراق هي:
• وحدات الخدمة الجوية الخاصة (SAS).
• وحدات خدمة القوارب الخاصة (SBS).
• مجموعة دعم القوات الخاصة، المكونة من:
- الكتيبة المظلية الأولى.
- كتيبة الاستطلاع الخاصة.
- وحدات الرصد والمراقبة والعمليات السرية.
صحيفة الصنداي تليغراف قالت بأن الحادثة قد كشفت عن قيام القوات البريطانية بتنفيذ المزيد من العمليات السرية في وسط وشمال العراق، وأشارت المعلومات التي وردت لها من رئاسة قيادة القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في العراق، والتي أكدت بأن القوات البريطانية ظلت تتواجد بشكل مكثف في قاعدة التاجي الجوي التابعة للقوات الأمريكية، وبأن القوات البريطانية ظلت تستخدم هذه القاعدة كنقطة انطلاق لتنفيذ عملياتها السرية في وسط وشمال العراق.
كذلك أشارت الصحيفة إلى تمركز القوات البريطانية في قاعدة أمريكية جوية أخرى، هي قاعدة بالاد، الموجودة بالقرب من بغداد، وانطلاقها من هذه القاعدة أيضاً من أجل تنفيذ المزيد من العمليات السرية.
وزارة الدفاع البريطانية، رفضت الإجابة على أسئلة الصحفيين البريطانيين حول سبب تواجد القوات البريطانية في شمال العراق، وتمركزها في القواعد الجوية الأمريكية الموجودة في وسط العراق. وقال الناطق الرسمي لوزارة الدفاع رداً على أسئلة الصحافة البريطانية بأن القوات البريطانية تعمل في العراق باعتبارها طرفاً في تحالف القوات المتعددة الجنسيات الموجودة هناك.
وعموماً فإن منطقة شمال العراق، تعتبر من المناطق الأكثر حساسية في الشرق الأوسط، فهي على أساس الاعتبارات الجيوستراتيجية العسكرية، تمثل منطقة جبلية مرتفعة تطل على أربع دول هي: تركيا، إيران، سوريا، إضافة إلى العراق.. وعلى أساس الاعتبارات الجيوبوليتيكية تحتوي هذه المنطقة على مخزونات هائلة من الموارد النفطية والمعدنية، أما على أساس الاعتبارات الاثنو-سياسية، فتضم هذه المنطقة الملايين من الأكراد والعديد من الحركات السياسية المسلحة الكردية التي تعارض بعضها البعض وتتفق في شيء واحد هو معارضة دول المنطقة والتحالف مع أمريكا وإسرائيل.
إن القراءة العميقة لتصريحات مسعود البرزاني المهددة بشكل مباشر لتركيا، وبشكل غير مباشر لدول المنطقة الأخرى، والمصحوبة بالتجاهل الأمريكي، وعلى خلفية الحشود العسكرية التركية في المنطقة، يمكن القول بأن ثمة سيناريو تقوم إسرائيل وأمريكا وبريطانيا بتخطيطه، وتعمل الحركات الكردية (بحماقة) على تنفيذه.
القوات الخاصة البريطانية، هناك أكثر من سبب لوجودها في وسط وشمال العراق، وبغض النظر عن تبرير المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، فإن القوات البريطانية، وبالذات الوحدات التي تعمل في مجالات الاستطلاع تقوم حالياً بجمع المعلومات الاستخبارية عن شمال العراق والمناطق الحدودية السورية، الإيرانية، والتركية، وذلك للاستفادة من هذه المعلومات في العمليات السرية التي سوف تقوم بها القوات البريطانية عندما يتم تنفيذ سيناريو إشعال (جبهة شمال العراق)، وما لا يتوقعه الأكراد نفسهم هو أن القوات الخاصة البريطانية قد لا يكون من أبرز مهامها هو تجميع المعلومات الاستخبارية عن الأكراد والميليشيات الكردية وطبوغرافيا من كردستان.. وذلك حتى تقوم بدورها تماماً، إذا قررت جماعة المحافظين الجدد والإدارة الأمريكية مساندة تركيا في التخلص من الأكراد، على النحو الذي يهيئ المجال والسبيل أمام القوات التركية لكي تحتل شمال العراق، وتضمه إلى تركيا تحت مساندة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا على غرار ما فعلت إسرائيل بالضفة الغربية، وذلك تنفيذاً لصفقة (سرية) تركية- أمريكية- بريطانية- إسرائيلية تقضي بالتخلص من الأكراد، بحيث تأخذ تركيا الأرض، ولإسرائيل وأمريكا وبريطانيا النفط والغاز، ومرة أخرى تقول: يتوجب على الزعماء الأكراد فهم حقيقة وجود القوات الخاصة البريطانية في شمال العراق، وذلك حتى لا يمد التاريخ لهم لسانه مرة أخرى.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد