فرار جماعي من نهر البارد وبان كي مون يتصل بالمعلم
فر آلاف اللاجئين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد شمالي لبنان منتهزين فرصة توقف المعارك بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الإسلام.وشوهدت قوافل هؤلاء اللاجئين وبينهم العديد من النساء والأطفال تفر من نهر البارد سيرا على الأقدام أو في سيارات ترفع منها أعلام بيضاء متجهة نحو مخيم البداوي المجاور.
وأفاد مراسل الجزيرة أن مسلحين أطلقوا النار على حافلة تقل بعضا من هؤلاء اللاجئين فقتلوا سائق الحافلة وأصابوا عددا من ركابها بجروح في منطقة المنية بطرابلس.
وقبل ذلك اتهمت فتح الإسلام الجيش اللبناني بقصف مخيم نهر البارد أثناء توزيع مساعدات قافلة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة. وأكدت الجماعة التزامها بالهدنة التي أعلنت بعد ظهر اليوم.
وقال مراسل الجزيرة بشمال لبنان إن الجيش اللبناني أكد إطلاقه النار باتجاه البحر الذي يقع على الأطراف الجنوبية للمخيم، للاشتباه في هروب "مطلوبين" عبر البحر.
وقال مسؤول إغاثة دولي إن القصف أوقع عددا من القتلى والجرحى في صفوف بعض المدنيين الذين قدموا للحصول على مواد غذائية، مضيفا أن مباني عديدة دمرت وحوصر سكانها في داخلها.
ووصف أحد الفلسطينيين ما جرى بأنه مجزرة، وقال إنه شاهد ثلاثة أشخاص يقتلون أمامه عندما سقطت ست قذائف على غرفة كانوا يختبئون فيها.
وقالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين (أونروا) هدى سمراء إن إحدى قوافل الإغاثة تمكنت من توزيع مواد غذائية وأدوية، مؤكدة أن المنظمة الدولية ستحاول تأمين مزيد من المساعدات الأربعاء. كذلك نجحت سيارتا إسعاف للهلال الأحمر في إجلاء ثمانية أطفال وثلاث نساء حوامل من المخيم.
وقد تمكن طاقم الجزيرة من تصوير جانب من الأوضاع التي يعيشها المخيم على وقع اشتباكات متقطعة. وتظهر الصور التي بثتها الجزيرة المعاناة وحالة الذعر التي عاشها قاطنوه بعد ثلاثة أيام من القصف المتواصل. كما أظهرت الصور وجود جرحى.
وتجمعت حشود غاضبة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، وطالبت بوقف إطلاق النار على الفور وهتفت ضد الجيش والحكومة.
وفي مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان أقفل مسلحون الطرق، وقال أحدهم إنه إذا لم يتوقف القتال في مخيم نهر البارد ستكون الحرب مع كل الإسلام وليس فقط فتح الإسلام.
في هذه الأثناء أكدت الولايات المتحدة دعمها للحكومة اللبنانية، وحذرت سوريا من أي محاولة لعرقلة إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لدى استقبالها وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت في واشنطن إن لبنان يمتلك كل الحق في السعي إلى حماية شعبه وفرض احترام سيادته، معربة عن قلقها على هذا البلد حيث تواجه حكومة السنيورة ما وصفته بعدو متطرف شرس.
وبدوره حذر المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو سوريا من مغبة تأخير أو عرقلة جهود لبنان لترسيخ سيادته أو تحقيق العدالة في قضية الحريري، موضحا في الوقت نفسه أن بلاده لا يمكنها القول ما إذا كانت دمشق تقف وراء المعارك في محيط مخيم نهر البارد أم لا.
يأتي ذلك في وقت اختتم فيه منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا زيارة قصيرة لبيروت التقى خلالها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأعرب سولانا للصحفيين في ختام لقائه بالسنيورة عن أمله في عودة الهدوء إلى لبنان، معتبرا أن الجيش اللبناني يستطيع السيطرة على الوضع.
وبموازاة ذلك أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصالا هاتفيا مساء الثلاثاء بوزير الخارجية السوري وليد المعلم تمحور حول تطورات الأحداث الجارية في مخيم نهر البارد بشمال لبنان.وأعرب المعلم خلال الاتصال عن أسفه للأحداث التي تجري في شمال لبنان، موضحا أن قادة تنظيم فتح الإسلام مطلوبون لدى أجهزة الأمن السورية وأن نشاطات هذا التنظيم لا تخدم قضية الشعب الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد