السويداء : جرائم مشبوهة ومساعدات إسرائيلية
تشهد محافظة السويداء سلسلة من جرائم القتل وسط انتشار مجموعات مسلّحة تزعم أن مهمّتها حماية المحافظة التي يبدو أن إسرائيل تبقيها في دائرة الاستهداف السياسي ومحاولات الاختراق، على رغم هدوء الشارع وانتهاء الاحتجاجات، التي خرجت، أوّل الأمر، بمطالب معيشية، إلّا أن استشعار السكان رغبة التيارات التي تَحسِب نفسها على المعارضة بركوب الموجة، دفعهم إلى عدم التجاوب معها
سلسلة جرائم القتل التي سُجلت في محافظة السويداء، خلال الأسبوع الجاري، تؤكد أن «العصابات» لا تستشعر خطر التهديدات التي تطلقها الفصائل المسلّحة على مختلف مسمّياتها، والتي تقدّم نفسها على أنها تشكيلات هدفها حماية السويداء من الخروقات الأمنية. ويقول مصدر محلي، لـ«الأخبار»، فضّل عدم الكشف عن هويّته، إن «الفصائل التي تحمل مسمّيات مختلفة، وتقدِّم نفسها على أنها معارِضة للحكومة، وتزعم أنها تشكّلت لمحاربة الجريمة وحماية السويداء، ما هي إلّا قنابل موقوتة لم يحن موعد تفجيرها من قِبَل مشغّليها»، معتبراً أن «الخصم الأساس لهذه الفصائل، هو حالة الاستقرار الأمني التي عاشتها السويداء طيلة سنوات الحرب، فلمْ تحضر في واجهة الحدث السوري إلّا في مناسبات محدودة ولفترات وجيزة عجّل في إنهائها ردّ فعل الجيش لا هذه الفصائل».
وتشير إحصائية غير رسمية، حصلت عليها «الأخبار»، إلى أن عدد ضحايا جرائم القتل التي سُجلت، خلال الأسبوع الجاري، بلغ 7 قتلى بينهم طفلان، قضوا جميعهم بحوادث إطلاق نار متفرّقة ومتشابهة في آن. فالمنفذون غالباً ملثّمون يستخدمون دراجات نارية ويطلقون النار على السيارات أثناء تحرّكها. يُذكر أن من بين الضحايا عقيد طيار متقاعد، والبقية من أبناء العشائر التي تسكن في مناطق في الريف الغربي للسويداء، وقريبة من الحدود الإدارية مع درعا. وتعتقد المصادر أن استهداف شخصيات من عشائر البدو، وإن كان يبدو أنه حدث بدافع الثأر أو الخلافات الشخصية، إلّا أنه قد يكون من تنفيذ جهات ترغب في إشعال المحافظة لخلْق بيئة مناسبة لتمدّد الفصائل المسلحة أكثر.
من فلسطين!
سرت أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن توزيع 12 ألف سلّة غذائية «على الأكثر احتياجاً في محافظة السويداء». وبحسب المعلومات، فإن هذه المساعدات مموّلة من حملة تبرعات نُفّذت في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتقول مصادر، إن استحالة إدخال المساعدات التي كانت شخصيات دينية، على رأسها الرئيس الروحي للموحدين الدروز في فلسطين موفق طريف، تسعى إلى إدخالها إلى سوريا من معبر القنيطرة، دفعتهم للتحوّل إلى خيار الدعم المالي الذي وصل إلى شخصيات مجهولة على دفعات، ليتم تشكيل «لجنة محلية» في المحافظة من دون الكشف عن هوية مُشكّلها، عملت على تجهيز السلال الغذائية وتوزيعها على أسر فقيرة في مدن السويداء وصلخد وشهبا، والقرى التابعة لهذه المدن الثلاث.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يلعب فيها طريف، المعيَّن بقرار من حكومة الاحتلال الإسرائيلي في منصب الرئيس الروحي للدروز في فلسطين بدلاً من خاله أمين طريف، بورقة المساعدات الإنسانية والتدخّل في الشأن السوري من بوّابة «مصلحة الدروز وحمايتهم». إذ كان قد عرض، خلال شهر أيار من العام الماضي، على الروس، خلال لقائه سفير موسكو في تل أبيب، نقْل مساعدات من أبناء الطائفة في فلسطين إلى «إخوانهم في سوريا». وتعتبر المساعدات واحدة من الأوراق التي تحاول إسرائيل من خلالها اختراق مجتمع السويداء عبر تغليف هذه الخطوات بشعارات برّاقة من قبيل «مساعدات من الأهل في فلسطين». ولا يمكن فصْل هذه المساعدات عن سلسلة الخطوات الأخرى التي ينفّذها طريف، من مثل تمويل الفصائل المسلّحة ومحاولة تحريك ملف السويداء من خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الروسية للمطالبة بوضع خاص في الدستور السوري للمحافظة، الأمر الذي يشير إلى أن السويداء لم تخرج من دائرة التفكير الإسرائيلي، فإشعالها قد يخلق أزمة في الجنوب السوري تتناسب وطموحات تل أبيب ومن خلفها واشنطن بـ«فدرلة الجنوب».
الأخبار
إضافة تعليق جديد