أمننا الغذائي على المحك
في سعيهم الدؤوب نحو زيادة الإنتاج الزراعي، في وحدة المساحة واستثمارها خير استثمار للإيفاء باحتياجات الناس من الخضراوات صيفاً، لم يعد بمقدور المزارعين بعد اليوم استغلال كل شبر لزراعته كما كانت تنادي وتدعو وزارة الزراعة.. لماذا؟
يجيب معاون المدير العام لهيئة تطوير الغاب المهندس أحمد شدهان فيقول: لم يعد أحد يستطيع تأمين وسائل السقاية سواء أكانت من الينابيع أم الأنهار أم الآبار عبر عمليات الضخ، وهو ما يطلق عليه زراعياً التوسع الأفقي.
ويتابع المهندس الشدهان قائلاً: كان سهل الغاب دائماً أخضرَ ولا تتوقف فيه الزراعات، وبعد جني كل محصول يزرع بمحصول آخر، ما كان يشكّل دخلاً مثمراً للمزارعين، فضلاً عن زيادة الإنتاج الزراعي وإغراق السوق المحلية بالإنتاج الغذائي، أما الآن فقد تراجعت الموارد الطبيعية وتغيرت ولم تعد متاحة لاستغلالها، وبالكاد يستطيع المزارعون اليوم زراعة المحاصيل الرئيسة، لذلك ستشهد الأسواق قلة عرضٍ، وتبعا لذلك ارتفاع أسعار ما هو موجود من الخضراوات المزروعة تكثيفياً، مثل: الباذنجان، الفليفلة، الفاصولياء، اللوبياء، البندورة والبطاطا الخريفية وغيرها، ولذلك المزارعون المقتدرون فقط سيزرعون محاصيلَ تكثيفية، أي بعد محصولي القمح والشوندر.
بالمختصر المفيد: باتت كل الدلائل تشير إلى أن أمننا الغذائي بدأ يتراجع بشقيه النباتي والحيواني وأن فصول قصة الوقائع القائمة اليوم هي في الوقت نفسه شكل الفصول القادمة أيضاً، ما يعني إغلاق الصندوق بالمفتاح.
تشرين
إضافة تعليق جديد