ما هي سيناريوهات الحرب بأوكرانيا.. وهل تحتل روسيا مولدوفا؟

09-06-2022

ما هي سيناريوهات الحرب بأوكرانيا.. وهل تحتل روسيا مولدوفا؟

بعد أكثر من مئة يوم عن اندلاع الحرب في أوكرانيا، انحصرت شدة المعارك في إقليم الدونباس، حيث يستمر القتال في محافظة لوغانسك، وتحديدا في مدينة “سيفرودونيتسك” الاستراتيجية.

وتواجه القوات الروسية مقاومة شرسة من جانب القوات الأوكرانية مع احتدام القتال من أجل السيطرة على مدينة “سيفيرودونيتسك”، بينما يعزز الجيش الروسي تمركزاته في المناطق التي يسيطر عليها في جنوب وجنوب شرقي أوكرانيا من ماريوبول وصولا إلى خيرسون.


ومع عدم تراجع القوات الروسية من تخوم العاصمة كييف ومدينة خاركييف، تركزت العمليات العسكرية الروسية، في شرق أوكرانيا وجنوبها، ما أثار عديد التساؤلات حول أسباب التركيز الروسي على إقليم الدونباس والأهداف التي يرنو لتحقيقها في حال السيطرة على الإقليم.

عوامل الحرب.. إقليم الدونباس

وعزا المحلل السياسي وائل العلامي،الهدف الروسي للسيطرة على إقليم الدونباس إلى ثلاثة عوامل هامة، وفق تعبيره.

وقال العلامي إن “العامل الأول يكمن في أن إقليم الدونباس يمتلك أكبر حدود برية مع روسيا فتبعا لذلك إقليم بهذا الحجم مهم جدا لروسيا والأمن القومي الروسي، في حال دخول أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ودخولها الاتحاد الأوروبي”.

ووفقا للمحلل السياسي، فإن “العامل الثاني، يكمن في الأهمية الاقتصادية لهذا الإقليم الغني بالموارد الطبيعية، مثل المعادن والغاز الطبيعي والنفط، وبذلك فالإقليم غني جدا بالثروات وأيضا فيه صناعات ثقيلة دون أن ننسى الموارد الزراعية”.

وتابع: “العامل الثالث، هو ما تدعيه روسيا أن أغلب سكان الإقليم من الروس، لكن هذا غير صحيح فثلث السكان فقط من أصول روسية”.

أسباب الحرب.. الصراع الخفي

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الروسي، أندريه أوليسكي : “لو تأخرنا في بدء العملية العسكرية، سيتحتم علينا القتال وفقا لشروط الغرب.. نحن سبقنا الخطة الغربية للهجوم على منطقة دونباس وروسيا فيما بعد في شبه جزيرة القرم”.

وأكد أن “المهمة الأساسية للقوات الحليفة للجيش الروسي والمليشيات الشعبية لجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك هي تحرير المنطقة للحدود الإدارية لإقليم الدونباس”.

وأضاف: “لذلك يتطور الهجوم باتجاه نزع السلاح ونزع النازية في أوكرانيا بأسرها”.

أوكرانيا.. كيان معاد

ورأى الخبير الاستراتيجي، أوليسكي بأن “النظام الأوكراني مسيّر حاليا من الغرب، حيث تحولت أوكرانيا خلال الثلاثين سنة الماضية، من الإقليم المزدهر للاتحاد السوفياتي، إلى كيان معاد لروسيا، وهذه كانت نوايا الغرب لتفكيك روسيا الاتحادية إلى دويلات صغيرة”.

وأضاف أوليسكي  أن “الغرب استفادوا من القوميين الأوكران، نية الغرب باتجاه روسيا انتهت الآن.. موسكو قد وضعت نهاية لهذه النوايا والخطط”.


وتابع: “روسيا لا تحارب أوكرانيا.. روسيا تحارب الولايات المتحدة والغرب عموما ويجب أن لا ننسى أن أوكرانيا تحتل المرتبة الثالثة في أوروبا من حيث المساحة، والمرتبة الثالثة في أوروبا من حيث القوات المسلحة، بعد روسيا وفرنسا، والقوات المسلحة الأوكرانية كانت أقوى من البريطانية والتركية وغيرها.

لذلك، هذه المعطيات تطيل من أمد العملية العسكرية، يجب أن لا ننسى أن الغرب كله يعمل ضد روسيا، هم على استعداد للحرب والقتال لغاية آخر جندي أوكراني.. ولا يريدون خوض الحرب بالجنود الفرنسيين أو الألمان أو البريطانيين أو الأمريكان”، وفقا للخبير العسكري الروسي.

سيناريوهات الحرب

من جانبه، رجح المحلل السياسي وائل العلامي، أن “السيناريو الأول لهذه العملية العسكرية الروسية هو الاستيلاء على إقليم الدونباس ومنه إعلان روسيا انتهاء الحرب وتحقيق أهدافها”.

“أما السيناريو الثاني فهو يقول إن روسيا ماضية في السيطرة على أوديسا ومن ثم الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية”، وفقا للمحلل السياسي.

وأضاف العلامي أن “السيناريوهين لا يعنيان نهاية الحرب حتى لو أعلنت روسيا ذلك من جانب واحد لأن أوكرانيا ستسعى لتحرير هذه المناطق وهناك الولايات المتحدة ودول الغرب وعدوا بتزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية من أجل شن هجمات على إقليم الدونباس وباقي المناطق من أجل تحريرها وهذا ما سيطيل أمد الحرب لفترة طويلة”.

ما بعد الدونباس.. أوديسا؟

لكن الخبير العسكري الروسي، أوليسكي، رأى بأن ما “بعد التحرير الكامل لمنطقة دونباس، سيطور الهجوم بالاتجاه الجنوبي والشرقي والوسط والغربي والشمالي لأوكرانيا”، على حد تعبيره.

وأوضح: “بالجنوب هناك محافظة خيرسون تحت السيطرة الروسية بالكامل، وهذه المحافظة تريد الانضمام لروسيا الاتحادية، أيضا نفس الوضع في محافظة زابوروجيا”، لافتا إلى أن “هاتين المحافظتين ليستا أوكرانيتين، بل إنهما روسيتا الأصل”، وفق قوله.

وبين أن “المهمة الأساسية بعد تحرير دونباس النهائي، تحرير نهائي لمحافظتي نيكولاييف وأوديسا في الجنوب كما سيتطور الهجوم من القسم الأوسط للبلاد نحو الغرب وصولا إلى لفيف على الحدود البولندية”، على حد قوله.

هدف الكريملين.. حدود جديدة

بدوره، قال العلامي إن “ما تريده روسيا هو السيطرة بشكل كامل على إقليم الدونباس، وأجزاء من شرق أوكرانيا وربط هذا الإقليم بشبه جزيرة القرم من أجل إيصال شبه الجزيرة بالأراضي الروسية”.

وأضاف: “بعد ضم روسيا للقرم، أصبح هناك تحد للكريملين في كيفية الوصول لشبه الجزيرة، لا يوجد هناك يابسة تصل الأراضي الروسية بشبه الجزيرة، نعم تم بناء جسر، لكنه غير مجد حيث أنه معرض للسقوط”.

وتابع: “روسيا بحاجة إلى طريق بري يربط أراضيها بشبه جزيرة القرم وهذا لا يمكن تحقيقه إلا في حال السيطرة على إقليم الدونباس وبعض المناطق في شرق أوكرنيا وجنوب شرق أوكرانيا، مثل مدينة خيرسون وميلاتوبول وصولا إلى ماريوبول في إقليم الدونباس، وبالتالي هذا الشريط الذي يصل شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية”.

وأردف: “هناك معطى ثان، أن تفصل أوكرانيا شبه جزيرة القرم، عن خدمات مياه الشرب والكهرباء بعد ضمها لروسيا، وأول ما فعله الروس بعد السيطرة على مدينة خيرسون هو فتح مياه القناة لتزويد شبه الجزيرة بالماء”.

مولدافيا بعد أوكرانيا؟

من جانبه، قال الخبير العسكري الروسي إن “إقليم القرم لا يناقش مهما كانت إرادة الغرب”، مضيفا أن “سكان أوديسا وخيرسون سيحددون مصيرهم بالانتماء لروسيا أو الانفصال أو البقاء مع أوكرانيا”.

وفي رده على سؤال حول فرضية تدخل عسكري في مولدافيا دفاعا عن العرق الروسي على غرار أوكرانيا، أكد أوليسكي أن روسيا لا تريد ضم أي إقليم بالقوة، لافتا إلى أن “إقليم ترانسنيستريا بمولدافيا سيقرر مصيره، إما أن يبقى جمهورية مستقلة أو ينضم لروسيا الاتحادية”.

وأضاف: “الممارسة التاريخية أكدت أن هذه الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي في عام 1991، كلها باتت جمهوريات فاشلة.. الآن تجري عملية العودة إلى النظام الطبيعي”.

بحر أوكرانيا.. أمن قومي روسي

وفي صدد استراتيجي آخر، قال المحلل السياسي وائل العلامي لـ”عربي21″ إن “روسيا تريد أن تسيطر على كافة الشريط الساحلي الأوكراني، لعدم امتلاكها مياها دافئة على البحر الأسود، ففي 2014 سيطرت بالكامل على شبه جزيرة القرم والآن هي تسيطر بشكل كامل على بحر آزوف وبقي فقط ميناء أوديسا الذي لا زال تحت سيطرة أوكرانيا”.

وأوضح أن “الخطة الروسية تكمن في السيطرة على مدينة أوديسا وبالتالي تصبح أوكرانيا دولة بلا سواحل ولا موانئ”.

وتابع: “أعتقد أن أي سيطرة على المياه الدافئة ومياه البحر الأسود تحديدا وحتى بحر آزوف، يعني أن هذه المياه أصبحت آمنة، ولا يمكن أن تهدد الأمن القومي الروسي، عبر تحييدها حتى لا تكون مستقبلا مواقع عسكرية بها بارجات أو سفن تابعة للناتو أو أمريكا”.

ولفت المحلل السياسي إلى أن “أوكرانيا لديها ميناءي ماريوبول وأوديسا اللذين يعتبران شريانا حيويا للاقتصاد الأوكراني، سيطرة روسيا عليهما ستضعف أوكرانيا من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، وهو ما تسعى له روسيا”.

من جانبه، شدد الخبير العسكري والاستراتيجي الروسي، أندريه أوليسكي، على أن روسيا تهدف لإبعاد أوكرانيا عن أي منفذ بحري، مضيفا أن “بحر آزوف صار بحرا داخليا روسيا”.

وتابع: “هذه المناطق هي حدود روسيا القيصرية ما قبل ثورة 1917 وللاتحاد السوفياتي.. أوكرانيا ليست لها هذه الأقاليم، هي كانت كهدايا لأوكرانيا… الآن هذه القصة انتهت”.

عربي 21

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...