ما الذي يحدث في ريفي حلب وإدلب؟
ترقب وهدوء حذر يسود مناطق ريف حلب وإدلب بعد اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين مسلحي “الجبهة الشامية” و”أحرار الشام”.
إذ وقعت خلال الأيام الماضية، معارك واشتباكات بين “الجبهة الشامية” و”أحرار الشام” (المحظورة في روسيا ودول أخرى)، في إدلب وريف حلب، وبعد تدخل وفد تركي رفيع المستوى حسب ماورد من أنباء هدأت الأوضاع.
يجري هذا التصعيد قبيل اتخاذ القرار النهائي بشن عملية عسكرية تركية في بعض مناطق الشمال والشرق السوري ومع تكثيف الولايات المتحدة أعمالها العسكرية ومناوراتها القتالية في المنطقة الشرقية.
الخبير العسكري الإستراتيجي العميد، علي مقصود في حديثه لوكالة “سبوتنيك”، قال: “إن هذه الإشتباكات تشي بأن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت أن تعيد الأحداث على الساحة السورية إلى نقطة الصفر، لكي تسمح لـ”هيئة تحرير الشام” أن تنتشر كنسق أول أمام القوات التركية، والدليل على ذلك، أنه سبق إعلان أردوغان عن عملية عسكرية في شمال سوريا بأنه سيعيد مليون لاجىء إلى سوريا، وهذا بتقديري كان بإيعاز من الرئيس بايدن، أي أن الخسارة الأمريكية في أوكرانيا دفعت بالإدارة الأمريكية لأن تبحث عن إنجاز على الساحة السورية طالما لايمكنها تعويض خسائرها التي تدحرجت بشكل خطير في أوكرانيا، وطالما هناك رغبة من أردوغان لإعادة العلاقة مع واشنطن حتى يعالج وضعه الإقتصادي المأزوم، كذلك فإن المصالحات الإقليمية كلها تجري برعاية وإشراف أمريكي، والمصالحات التي قام بها أردوغان هي عودة إلى روح المخطط لكي يعاد إلى تركيا دورها الأساسي في هذه العملية لإستهداف سوريا”.
من جانبه، قال الباحث السياسي والمختص في العلاقات الدولية، محمد العمري: “إن العوامل الأساسية للإرهاب في الداخل السوري، هي بسبب التدخلات الإقليمية والخارجية، فهناك العشرات من القرارات التي اتخذت فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب على مستوى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات، وللأسف، لم تنفذ أي منها وما زال خيار الإرهاب يتدفق إلى سوريا وتوظيفه قائماً”.
وأضاف العمري: “إن الخيارالعسكري ضمن أولويات الدول المعتدية على سوريا، فضلاً عن السماح لهذه التنظيمات الارهابية امتلاك مقومات القوة الإقتصادية والعسكرية، وبطبيعة الحال، هناك دوافع داخلية للنظام التركي لاستغلال تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وهذا يأخذ وضعية بيضة القبان، ويسعى لاستغلال الموضوع الجغرافي وامتلاك بعض أوراق القوة لتحقيق بعض التقدم فيما يتعلق في وضعه الداخلي والإقليمي”.
وأشار العمري إلى أنه “بالمجمل سوريا اليوم، أمام ثلاثة خيارات، تتمثل في عمليات عسكرية للجيش السوري، توسع المقاومة الشعبية، والنقطة الثالثة هي إبقاء بعض التسويات قائمة للسوريين ممن يودون ترك السلاح، إذا نحن أمام مسار سياسي عسكري متواز في هذا الإطار”.
بدوره، يرى الباحث والخبير بشؤون الجماعات المسلحة والتكفيرية، حسام طالب، من خلال حديثه لبرنامج “ما وراء الحدث”، أن “منطقة خفض التصعيد لا تشمل أماكن سيطرة جبهة “النصرة” (المحظورة في روسيا ودول أخرى) في إدلب وفق اتفافيات “نور سلطان”، وأن الاشتباكات في جبل الزاوية وخطوط التماس مع جبهة “النصرة” لم تتوقف مع عدم وصول هذه الاشتباكات لحرب واسعة، لذلك كل منطقة تدخلها “النصرة” تصبح خارج نطاق خفض التصعيد مع عدم فتح جبهة تحرير من قبل الجيش السوري حالياً إلا في حال تعرض مواقعه لهجوم”.
وتابع طالب: “إن الحليف الروسي المتواجد في الشمال السوري، مراقب متأهب مع الجيش السوري مشكلاً غطاء جويا للجيش السوري يرصد تحركات الجماعات المسلحة بشكل دائم ويساهم بضربات تضعف بنية المنظمات المصنفة “إرهابية” في الأمم المتحدة، بالإضافة لتسيير دوريات مشتركة مع التركي على طريق “M4” والضغط على الإحتلال التركي لتنفيذ مخرجات “سوتشي”، لذلك الدور الروسي مهم جداً ويساهم في عدم تمدد الإشتباكات إلى مناطق آمنة، وبالمحصلة هذه الجماعات لايمكن أن تتحرك دون توجيه الجهات المحرّكة والراعية والداعمة لها”.
نواف إبراهيم. – سبوتنيك
إضافة تعليق جديد