«الإخوان المسلمين» تجهض إضرابا للعمال السوريين في تركيا
خالد زنكلو:
أجهضت جماعة «الإخوان المسلمين» السورية، التي ارتكبت ولا تزال ترتكب جرائم إرهابية مروعة في البلاد، دعوات للإضراب عن العمل دعا إليها العمال السوريون في تركيا، رداً على خطاب الكراهية والاعتداءات المتكررة بحقهم، بإصداره بيان «نصح وتحذير» بمثابة فتوى تحرم الإضراب، عدا تأجيجه، عبر أبواقه الإعلامية، الدعوات المناهضة للإضراب.
وفي وقت سابق دعا آلاف العمال السوريين في تركيا إلى تنفيذ إضراب شامل عن العمل في ورش العمل والمعامل والشركات التركية اعتباراً من اليوم الإثنين وحتى يوم الجمعة القادم، غير أن تدخل الجماعة التي تتخذ من تركيا مقراً لها، بشكل سافر ضد مطالب العمال السوريين المحقة من خلال أذرعها المنتشرة داخل تركيا، وفي مقدمتها وسائل الإعلام التابعة والموالية لها، حال دون تنفيذ الإضراب أو إرجائه حتى إشعار آخر.
وأصدرت الجماعة، المحظــورة في سـورية، بياناً أمس قال فيه: «إنّ الدعوة المريبة التي أطلقها بعض الناس للانخراط في إضرابٍ جَماعيٍّ للعمال السـوريين يوم الإثنين القادم، على الأرض التركيـة.. لَهي دعــوة تفتقــر إلى الحكمـة ولا تراعــي واقع العمال السوريين، في توقيتها، وفي مضمونها، وفي غاياتها؛ وسيكون من نتائجها لو استُجيبَ لها، تقطيع حبال السوريين، وتكديــر دار هجرتهــم عليهــم».
وحذّر البيان من «دعواتٍ مآلها الفساد حتَّى لو صدقت نيات البعض.. واحذروا مَن يشير عليكم أن تكدّروا مَورداً تعتاشون منه، فإنكم إن تفقدوه فلن تجدوا من دعاة الفتنة يداً تمتد بمعروف.. احذروا دُعاةَ الفتنة، ولا تكونوا ممّن «يخربون بيوتهم بأيديهم»، فأنتم الأحلم والأرشد».
وعلى الفور، غير رجال أعمال وإعلاميون ومتنفذون منخرطون في صفوف «الإخوان المسلمين» أو موالين له تأييدهم للإضراب، وانخرطوا في جهود التنظيم لمنع الإضراب المحق في دعواته أو إفشاله في حال حدوثه، استجابة لمآرب وأجندة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإخواني.
مجموعة من العمال السوريين العاملين في أحد منشآت تصنيع الحبيبات البلاستيكية في إسطنبول، أوضحوا لـ«الوطن»، أنهم تلقوا تهديدات من محسوبين على «الإخوان المسلمين» بأنهم سيفصلون من عملهم لأن إضرابهم غير مرخص من السلطات التركية الرافضة لمثل هكذا إجراءات تعكر صفو العمل في البلاد.
وأشار «م. ن» وهو عامل نسيج في مدينة، اسطنبول لـ«الوطن» إلى أن أحد زملائه الذي نشط على «الفيسبوك» للدعوة إلى الإضراب وتلقى رسائل ترحيب بالفكرة على مجموعته التي أنشأها على «الواتس آب» من العمال السوريين في المحافظات التركية المختلفة، جرى اعتقاله من الشرطة التركية أول من أمس، ما زرع الخوف في نفوس زملائه الذين جهزوا أنفسهم للمشاركة في الإضراب، الأول من نوعه بهذا الحجم والاتساع، غير أنهم عدلوا عن المشاركة به في آخر لحظة خشية إلحاق الضرر بهم.
وتشير الإحصاءات الرسمية التركية إلى أن نسبة مساهمة العمال السوريين في قوة العمل داخل تركيا تقترب من 3 بالمئة، وهي نسبة كبيرة بالنسبة للعمال الأجانب.
وأبدت فعاليات اقتصادية تركية خوفها من تأثر مصالحها في حال لجوء العمال السوريين، الذين يتقاضون أجور أقل بكثير من نظرائهم الأتراك، إلى تنظيم الإضرابات عن العمل، بعدما تضرروا من هجرة العمال السوريين أو لجوئهم أخيراً إلى الدول الأوروبية وترحيل أعداد كبيرة منهم إلى المناطق التي يحتلها النظام التركي في شمال سورية
الوطن
إضافة تعليق جديد