بوش يصعد مع دمشق وساركوزي يسعى لحوار معها
مع استمرار الترحيب المحلي والدولي بالمبادرة الفرنسية لحل الأزمة اللبنانية، طالب الرئيس الأميركي جورج بوش سوريا بالتوقف عن ما سماه محاولاتها لتعطيل الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة.وقال الرئيس الامريكي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في روما "من المهم ألا يستمر التأثير الاجنبي مثل التأثير السوري في استهداف عرقلة حكومة السنيورة."و تابع "يتعين علينا الان التأكد من بقاء حكومة السنيورة. من أفضل السبل لذلك الاصرار على المضي قدما في محاكمة (قتلة) الحريري لكي نضمن أن تكون هناك عواقب للسلوك الذي قد يؤثر على استقرار (نظام) ديمقراطي".ومضى يقول "لا أريد استباق نتيجة المحاكمة الا أنني أعتقد أن من المهم لنا جميعا أن نرى الحقيقة في هذا الجزء من العالم
وقال بوش ردا على سؤال حول الوضع في لبنان "من المهم جدا أن يتوقف التدخل الأجنبي، مثل التدخل السوري، عن محاولاته المستمرة لتعطيل حكومة السنيورة"..
في هذه الأثناء تتواصل ردود الفعل على المبادرة التي أعلنتها فرنسا لاستئناف الحوار المنقطع بين الحكومة اللبنانية المدعومة من الغرب والمعارضة القريبة من دمشق وطهران.فقد أوضح دبلوماسي عربي أن المبادرة أطلقت بتأييد السعودية، معربا عن أمله في أن تسمح هذه الخطوة بتشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد.
وفي العاصمة الفرنسية باريس أفاد مصدر دبلوماسي اليوم السبت بأن موعد انعقاد طاولة الحوار "لم يحدد بعد"، علما بأن مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية دوني سيمونو قال أمس إن الاجتماعات ستعقد في "مكان لا تود الحكومة الفرنسية الإفصاح عنه".
وفي بيروت أفاد مصدر رسمي لبناني بأن موفدا فرنسيا هو السفير جان كلود كوسران سيزور بيروت غدا الأحد بتكليف من وزير الخارجية برنار كوشنير، وذلك من أجل التحضير للقاء الأطراف اللبنانية المتوقع عقده في فرنسا أواخر يونيو/حزيران الجاري.
وأضاف المصدر أن السفير كوسران الخبير بشؤون الشرق الأوسط وسفير فرنسي سابق في سوريا سيبقى في لبنان لعدة أيام.
وعلى صعيد ردود الأفعال الداخلية، رحبت قوى سياسية عدة في الموالاة والمعارضة اللبنانية بدعوة فرنسا.
النائب إبراهيم كنعان العضو في كتلة "الإصلاح والتغيير" التي يتزعمها الجنرال ميشال عون قال "إن السلطات الفرنسية الجديدة تتعامل بطريقة برغماتية مع الأزمة اللبنانية من خلال التشجيع على الحوار بين مختلف الأطراف، ما سيعزز فرص حل الأزمة الحكومية".
من جهته أكد النائب حسن حب الله من حزب الله أن حزبه "يتعامل بإيجابية مع أي مبادرة من أي دولة صديقة أو شقيقة تعمل على إخراج لبنان من الأزمة".وأوضح حب الله أن الحزب يعتبر أن "الأساس لأي حل سياسي هو ضمان شراكة حقيقية وفعالة للقوى السياسية، المهم ليس مجرد اللقاء". كذلك أكد مصدر في حركة أمل الشيعية المعارضة من جهته أن الحركة برئاسة نبيه بري "تتعاطى بإيجابية مع الدعوة".وكان سعد الحريري قد أبدى استعداده للتحاور مع المعارضة بهدف تشكيل حكومة وطنية إثر تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتورطين باغتيال والده رفيق الحريري والتي تدخل حيز التنفيذ غدا الأحد بعد صدور قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع مطلع الشهر الجاري.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد