دمشق ترفض التعليق وموفاز يؤكد بعث رسائل من اولمرت الى سوريا
الجمل : رفضت مصادر سورية وثيقة الصلة التعليق على ما نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية عن ان اسرائيل قد بعثت بعدة رسائل سرية الى سوريا في الآونة الأخيرة ضمنتها موافقتها على التنازل عن هضبة الجولان التي تحتلها منذ حرب يونيو حزيران 1967 كثمن لاتفاق للسلام يشمل ابتعاد دمشق عن طهران - وذلك بعد مرور سبع سنوات على انهيار آخر جولة مفاوضات بين الجانبين.
وقالت المصادر في دمشق لـ (الجمل ) أننا لا تعلق على مثل هذه الأخبار وأكدت : " أن سوريا ترفض شروط سياسية لاستئناف المفاوضات" وقد سبق وأعلنت ذلك مراراً فـ"السلام قضية أسياسية، والتفاوض لاستعادة الجولان وفق الشرعية الدولية لا ترتبط بإملاء سياسات معينة" .
وحول ما نقلته صحيفة يديعوت احرونوت عن مصادر رسمية مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية إن ايهود أولمرت قد اخبر الرئيس السوري بشار الأسد عن طريق وسطاء أتراك وألمان برغبة إسرائيل في إجراء مفاوضات سلام مباشرة مع سوريا وموافقتها على الانسحاب من الجولان. علقت مصادر متابعة غير رسمية في دمشق على هذا الخبر بأن إيراد جنسيات الوسطاء (أتراك وألمان) يحدد نوعية تلك الرسائل التي وصفت بـ"السرية"، من حيث ان لسورية علاقات صداقة مع تركية وعلاقات دبلوماسية جيدة مع ألمانية، وبالتالي فمن الطبيعي أن ينقل هؤلاء اقتراحات عبر قنوات دبلوماسية، بين الجانبين ، وليست بالضرورة أن تكون بمثابة رسائل سرية كما ذكرت الصحيفة .
ويذكر أن الشروط الإسرائيلية التي تحدثت عن الصحيفة لاستئناف المفاوضات مع سوريا ليست جديدة فقد سبق وطالبت الإدارة الأمريكية وأيضاً إسرائيل، سوريا بتغيير سلوكها السياسي والتوقف عن دعم الفصائل الفلسطينية وإغلاق مكاتبها في دمشق، ليتم بعدها استئناف المفاوضات لاستعادة الجولان، وكان موقف سوريا حيال ذلك معروفاً وواضحاً، وهو رفض وضع شروط سياسة للتفاوض حول استعادة أراضيها المحتلة وفق الشرعية الدولية.
من جانبه اكد وزير النقل الاسرائيلي شاوول موفاز السبت حصول اتصالات سرية غير مباشرة مع سوريا بهدف سبر النوايا السلمية السورية مع اسرائيل.وقال موفاز للاذاعة الاسرائيلية "لقد حصلت اتصالات عبر قنوات سرية ولم يصدر حتى الان اي رد فعل سوري". ولم يكشف الوزير محتوي هذه الاتصالات وكيفية اجراءها.وكان موفاز وزير الدفاع وقائد الجيش السابق وعضو الحكومة الامنية الاسرائلية المصغرة يعلق على معلومات نشرتها الجمعة صحيفة "يدعوت احرنوت" الاسرائيلية.
واكد موفاز "على اثر التوتر الذي يسود حاليا (بين البلدين) والتصريحات السورية الاخيرة المؤيدة للسلام كنت اعتقد واعتقد اليوم ان القنوات السرية تتيح سبر النوايا".واضاف الوزير في اشارة الى معاهدة السلام مع مصر (1979) "اريد التذكير بان اتفاقات السلام السابقة بدأت باتصالات عبر قنوات سرية".
بيد انه اشار الى "ازدواجية" في موقف "السوريين الذين يعبرون من جهة عن رغبتهم في استئناف الحوار ومن جهة اخرى لا يردون على رسائل وجهت اليهم بهذا الصدد".
ودعت حركة "السلام الآن" الاسرائيلية في رسالة وجهتها الى السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى الى "تحديد تاريخ ومكان لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية السورية".
واكد رئيس الحركة ياريف اوبنهايمر في الرسالة ان "شعب اسرائيل مستعد الى تقديم تنازلات بشأن اراضي للتوصل الى السلام".
واكدت "يدعوت احرونوت" ان اولمرت اكد لسوريا انه على استعداد لاعادة الجولان.وقالت ان اولمرت قال في احدى رسائله "انا ادرك ان اي اتفاقية سلام مع سوريا ستجبرني على اعادة هضبة الجولان الى السيادة السورية وانا مستعد لتحمل مسؤولياتي من اجل اقامة السلام بيننا".
وتوقفت مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل التي كانت تجري برعاية الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2000 بسبب الخلافات حول مسألة الجولان.
واشترطت دمشق لاستئنافها تعهد اسرائيل المسبق بالانسحاب من هضبة الجولان حتى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها ايهود باراك رفض اعطاء مثل هذه الضمانة .
الجمل
إضافة تعليق جديد