حرب الوثائق الخفية بين "حماس " وفتح "
الجمل: بدأت تظهر الكثير من التحليلات المتعلقة بالأزمة الفلسطينية التي ترتبت على قيام حركة حماس بالاستيلاء الكامل على قطاع غزة، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تداعيات وتأثيرات على المدى القريب والوسيط والطويل الأجل.
· الوضع القائم:
استطاعت الميليشيات المسلحة لحركة حماس أن تفرض الأمر الواقع الجديد القائم على أساس أن حركة حماس هي الكيان الوحيد الذي يسيطر على قطاع غزة، وقد كشفت التسريبات والأخبار المعلومات الآتية:
- ان مقاتلي حماس استولوا بكل سهولة على مكاتب ورئاسات الأجهزة الأمنية التي كانت تسيطر عليها فتح، وما هو جدير بالإشارة أن الكثير من عناصر هذه الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس كانت تتعاون مع حركة حماس في عملية الاستيلاء، ولو لم يحدث هذا التعاون لكان عدد القتلى بالمئات. كذلك أفادت التقارير بأن الكثير من عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لمحمود عباس كانوا بالأساس قد غيروا ولاءهم لصالح حركة حماس.
- إن السبب الرئيسي لقيام حركة حماس بالاستيلاء على مقرات الأجهزة الأمنية وقطاع غزة هو المعلومات بالسرية التي نقلها (أنصار) حماس داخل هذه الأجهزة، والمرفقة بالوثائق والمستندات الدامغة بأن الأوامر على وشك الصدور إليهم بالقيام بعملية واسعة تهدف الى إجراء عمليات تصفية واسعة لعناصر حركة حماس داخل القطاع، وذلك على غرار سيناريو فرق الموت العراقية.. ومن هنا كان السبب الأساسي الذي دفع حركة حماس للقيام بتوجيه ضربة استباقية، وذلك لمنع تنفيذ هذا المخطط الذي تقف وراءه اطراف عربية وإسرائيل وأمريكا.
- أدخلت جماعة محمود عباس إلى الأجهزة الأمنية بالقطاع بضعة آلاف من العناصر التي يطلق عليها الفلسطينيون تسمية الـ(مستعربين) وهم من الجماعات غير العربية في فلسطين، ولكن من الصعب التمييز بينهم وبين الفلسطينيين.. وذلك لاستخدامهم في تنفيذ عمليات فرق الموت، داخل القطاع.
- لقد استطاعت حركة حماس أن تضع يدها على كم هائل من الوثائق السرية، بحيث أصبح (الأرشيف الأمني السري لجماعة محمود عباس) موجود بكامله تحت قبضة حركة حماس، ويتضمن هذا الأرشيف وثائقاً يمكن أن تسبب زلزالاً سياسياً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط- لو قامت حركة حماس بنشرها.. وذلك بسبب المفاجآت التي يتضمنها والتي تفوق في إثارتها (عجائب الدنيا السبع).
- هذا ويقال بأن الإسرائيليين قاموا فوراً بإغلاق كل المخارج والمداخل بحيث تم عزل القطاع بالكامل عن المناطق المحيطة به، وذلك لا لمنع حركة الأفراد، وإنما لمنع تسرب وثائق هذا الأرشيف.
المصريون والأردنيون أكثر انزعاجاً من الإسرائيليين والأمريكيين حول مصير أرشيف مخابرات فتح محمود عباس، وحالياً المعلومات تقول بأن محمود عباس والمصريون والأردنيون، تعتريهم حالة الغضب الشديد من محمد دحلان بسبب عدم قيامه باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرشيف.. و تفيد المعلومات بأن محمد دحلان قد هرب مع بعض أعوانه، وحالياً لا يوجد لهم أي أثر لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية، وذلك بسبب توجههم إلى (جهة ثالثة.. غير معروفة). كذلك يقال بأن من بين الذين اختفوا: جبريل الرجوب، وقريع.
التوقعات تقول بأن حركة حماس قد رتبت أمرها على القيام بعملية الاستيلاء على كامل الضفة الغربية، وذلك على النحو الذي يستأصل نهائياً أي شرعية ميدانية لفتح ، ويجعل كامل الملف الفلسطيني في قبضة حماس، وحالياً تقوم المخابرات الأردنية و فتح بإخراج ونقل (ما خف حمله وغلا ثمنه) من الوثائق (والأرشيف) الموجودة في الضفة إلى الأردن، وذلك للحيلولة دون وقوعها في قبضة حماس.
الإدارة الأمريكية وإسرائيل، أصبحتا في حيرة امام السيناريوهات والبدائل والخيارات التي يتوجب القيام بها لمنع تدهور الموقف:
- الأمريكيون يقولون بعزل القطاع بالكامل عن الضفة الغربية، وذلك بحيث تسيطر حماس على القطاع، وتسيطر جماعة محمود عباس على الضفة، بحيث يتم تركيز تقديم المساعدات المكثفة لجماعة محمود عباس من جهة، والضغط على حماس بحيث تكون محاصرة في قطاع غزة بمساعدة المصريين والإسرائيليين على النحو الذي يدفع الفلسطينيين في الفترة القادمة إلى القيام بالثورة والتمرد ضد سلطة حماس.
- الإسرائيليون حائرون بين عدد من الخيارات، وتدور أمامهم العديد من الأسئلة، حول الصعوبات التي سوف يواجهونها.
* الدخول واقتحام قطاع غزة صعب في هذه الظروف وسوف يؤدي إلى حرب مرتفعة الشدة، يسقط فيها عدد كبير من الضحايا الإسرائيليين.
* عدم الدخول في قطاع غزة سوف يقطع الأمل في إمكانية عودة جماعة محمود عباس ومحمود دحلان والرجوب إلى السلطة والإشراف على القطاع، وهذا في حد ذاته خسارة كبيرة لإسرائيل و أمريكا.
إن مشكلة المشاكل أمام إسرائيل تتمثل في تضارب الاحتمالات، فالقيام باقتحام قطاع غزة قد يؤدي إلى القضاء على حماس برغم الخسائر الكبيرة، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى زيادة قوة ونفوذ حماس، وتجاوب الفلسطينيين في الضفة مع حماس، وبالتالي يتم بواسطة حماس القضاء على جماعة محمود عباس المسيطرة حالياً على الضفة.. وحتى الآن تقف إسرائيل أمام أمرين أحلاهما مرّ إزاء الأزمة الفلسطينية، وقد قام ايهود أولمرت مطالباً بضرورة الإسراع في تعيين ايهود باراك وزيراً للدفاع بدلاً عن عامير بيريتس.. للتعامل مع الأزمة الفلسطينية المتصاعدة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد