قسد تُصعّد استفزازاتها: رسائل تخويف إلى دمشق
فرضت «قوات سوريا الديموقراطية» حصاراً على مناطق سيطرة الجيش العربي السوري في مدينة القامشلي وريفها، واحتجزت عدداً من ضباط الجيش وعناصره أثناء سفرهم من مدينة الحسكة إلى القامشلي، قبل أن تبدأ بفكّ هذا الحصار جزئياً عصر أمس.
وكانت «قسد» قد استقدمت تعزيزات عسكرية مكوّنة من مدرّعات وآليات في اتّجاه منطقة الحزام ودوار الباسل في القامشلي، كما أغلقت الطريق الدولي، ومنعت حركة العسكريين في اتّجاه القرى الخاضعة لسيطرة الجيش في ريفَي القامشلي الجنوبي والشرقي. وذكرت مصادر مطّلعة، أن «قسد أبلغت الجانب الحكومي فقدانها الاتّصال مع فتاتَين من قياداتها الأمنية والمالية في القامشلي»، متّهمةً «الجهات الحكومية باختطافهما أو تسهيل فرارهما». ووفق المعلومات، فإن «قسد طالبت الجهات الحكومية بالكشف عن مصير الفتاتَين وتسليمهما لقوّاتها خلال مهلة زمنية قصيرة، مع التهديد بإغلاق الطرقات في اتّجاه مطار القامشلي ومناطق سيطرة الجيش في ريف القامشلي بشكل نهائي»، ملوّحةً أيضاً بـ«اقتحام قريتَي ذبانة وأبو ذويل الخاضعتَين لسيطرة الجيش، لتوافر معلومات لديها عن وجود الفتاتَين في هاتَين القريتَين اللتَين يسكن أقارب لهما فيهما». وبيّنت المصادر أن «قسد قامت باحتجاز نحو 150 ضابطاً وعسكرياً أثناء انتقالهم من مناطق انتشار الجيش السوري في تل تمر وأبو رأسين في ريف الحسكة، إضافة إلى مدينة الحسكة، في اتجاه مطار القامشلي، في إطار ضغوطها على الجيش، لتقوم بعدها بفكّ احتجاز عدد منهم لإثبات حسن نواياها، ورغبتها في إنهاء الخلاف»، كاشفةً أن «الجانب الروسي دخل في وساطة بين الطرفَين لمنع تصعيد الأمور، ونجح في الحدّ من التوتّر، والتخفيف من إجراءات قسد في محيط المطار وريف القامشلي، من دون تطويق التوتّر بشكل كامل».
وبعيداً عن رواية «الذاتية» لِما حدث، فإن «قسد» تتعمّد التصعيد ضدّ الحكومة السورية منذ لقاء وزيرَي خارجيتَي سوريا وتركيا في موسكو، قبل أكثر من شهر، متّهمةً الجانبَين بالاتفاق على محاربة قوّاتها. كما أبدى العديد من مسؤولي «الذاتية» انزعاجهم من عدم تجاوب الحكومة السورية مع مبادرتهم للحلّ السياسي، على رغم محاولاتهم العديدة فتح قنوات حوار جديدة مع دمشق، وإقناع الأخيرة باعتماد تلك المبادرة كمنطلق للحوار. ولذا، فُسِّر تحرّك «قسد» الأخير ضدّ الجيش السوري على أنه رسالة بامتلاكها أوراقاً عسكرية، تَقدر من خلالها على إزعاج دمشق ميدانياً في الشرق، في حال وجود أيّ نوايا فعلية للتعاون مع أنقرة ضدّ قوّاتها في عموم مناطق سيطرتها في الشمال والشرق. كذلك، تريد «قسد» التأكيد أنها قادرة على التضييق على الجيش السوري في الحسكة والقامشلي، وعلى امتداد الشريط الحدودي من المالكية في ريف الحسكة، مروراً بريف الرقة ومنبج وعين العرب في ريف حلب، ومنع حركته في هذه المناطق، ومحاصرة جنوده في أيّ وقت، متجاهلةً الحقيقة القائلة إن وجوده في هذه المناطق منَع الأتراك من التوغّل إليها، وأجبرهم على وقف التمدّد في عملية «نبع السلام» في عام 2019.
وفي السياق، تصف مصادر ميدانية حكومية تحرّكات «قسد» الأخيرة بأنها «غير منطقية ومكشوفة»، مشيرةً إلى أن «الجيش السوري هو المعنيّ الأول والوحيد بوحدة وسلامة الأراضي السورية، وإنهاء وجود أيّ قوات أجنبية غير شرعية على أراضي البلاد»، مضيفةً إن «الموقف الرسمي واضح في مسألة التطبيع مع الأتراك، على أساس رئيس هو الانسحاب الكامل من الأراضي التي يحتلّونها في عموم الشمال السوري».
وترى المصادر أن «مَن يحرص على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وضمان إنهاء الاحتلال التركي، عليه أن يفكّ ارتباطه بالأميركيين، وينهي ذرائع وجودهم، وعلى رأسها محاربة تنظيم داعش الإرهابي»، متابعةً أن «وجود الجيش السوري على الحدود هو الضمانة الوحيدة للجميع، لإعادة الأمن والاستقرار وإنهاء الاحتلالات كافةً على الأراضي السورية».
الاخبار
إضافة تعليق جديد