الجيش يلاحق خلايا الاغتـيالات في درعا ويضع المسلـحين أمام 3 خيارات
تواصل وحدات خاصة من الجيش العربي السوري، لليوم العاشر على التوالي، عملية انتشار واسعة بحثا عن خلايا اغتيالات نفذت العديد من الجرائم الإرهابية خلال الأسابيع الأخيرة في الريف الغربي لمحافظة درعا، جنوبي البلاد.
ويتوزع مسرح العمليات على امتداد السهول الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة “طفس”، مرورا بـ “اليادودة” وصولاً إلى منطقة (المزيريب) بريف درعا الغربي.
وقالت مصادر عسكرية إن “هذه المنطقة تمثل مركز انطلاق وتمركز رئيسي للخلايا المسلحة التي تقوم بعمليات الاغتيالات والاعتداءات المتكررة على المدنيين والعسكريين في المحافظة، والتي كان آخرها يوم 25 حزيران/ يونيو الفائت حيث استشهد 5 عناصر من الشرطة المكلفين بحراسة المراكز الامتحانية في مدينة (طفس)، بإطلاق النار عليهم مباشرة قرب دوار الجمل على طريق المزيريب في ريف درعا الغربي”.
وخلال عملية الانتشار قامت وحدات الجيش بعملية تمشيط للمزراع والسهول الممتدة.
وقال مصدر عسكري في أثناء مواكبته للعملية: “نفذت إحدى الوحدات العسكرية عمليةَ مداهمة لإحدى المقرات التي يتحصن بها عناصر لخلايا مسلحة يتبعون لتنظيم “داعش (الإرهابي المحظور في روسيا ودوليا)”.
عملية الدهم تمت تحت تغطية نارية بالأسلحة المتوسطة، وأسفرت عن مقتل من عدد من عناصر الخلايا عرف منهم المتزعم في تنظيم “داعش” المدعو فهد الصبيحي، وهو ابن شقيق الإرهابي قاسم الصبيحي المعروف بـ”أبو طارق” والمسؤول عن العديد من العمليات الإجرامية والمجازر بحق المدنيين والعسكريين.
وكشف المصدر عن أن “العملية أسفرت أيضا عن تحييد متزعم مجموعة أخرى، ويدعى فراس الرويس”، مشيرا إلى أن “باقي أفراد المجموعة كانوا تحت مرمى الوسائط النارية للجيش السوري، إلا أن تحركاً مفاجأ لاحدى العائلات المدنية على محور العملية اضطر وحدات الجيش على إيقاف التمهيد الناري حفاظاً على حياتهم، الأمر الذي استغلة باقي أفراد الخلية ليلوذوا بالفرار”.
وفي السياق، بدأت محاولات حثيثة قام بها وجهاء المجتمع المحلي في المنطقة لإجبار خلايا المجموعات المسلحة على الخروج من مدينة (طفس)، وتحييد المدينة عن أي أعمال عسكرية.
أجانب بارزون في “داعش”
وقالت مصادر محلية في طفس في درعا إن الوجهاء إلى الآن لم يتمكنوا من انتزاع قبول متزعمي المجموعات المسلحة بالخروج من المدية، مع استمرارهم بتدشيم المنطقة التي يتحصنون فيها بالحي الغربي من المدينة.
وأشار إلى أن “الوحدات العسكرية لا تزال تستمهل عملياتها ريثما ينتهي وجهاء المدينة من محاولاتهم بالضغط على قادة هذه الخلايا للخروج والابتعاد عن عنها”.
وأبدت المصادر العسكرية عدم تفاؤلها بنجاح المفاوضات مع المسلحين المتحصنين في الحي الغربي، مشيرة إلى أن المجموعات المسلحة الموجودة في مدينة طفس تتبع لتنظيم “داعش” وتضم متزعمين بارزين في التنظيم وقسم كبير منهم من الغرباء عن سوريا والمنطقة.
المعلومات الاستخبارية المتوافرة تكشف عن شخصية عدد منهم، وهم ممن تمت ملاحقتهم خلال عمليات سابقة لوحدات الجيش والقوى الأمنية.
3 خيارات: الاستسلام، الشمال، أو الموت
وحول مآلات العملية واحتمالات التصعيد، تتابع المصادر العسكرية حديثها لـ “سبوتنيك”: قادة المجموعات المسلحة أمام ثلاثة خيارات لا رابع لها، وتتجسد هذه الخيارات أما بتسليم مسلحي هذه المجموعات أنفسهم لوحدات الجيش والقوى الأمنية ومحاكمتهم وفقا للأنظمة والقوانين المرعية”.
أما الخيار الثاني، تضيف المصادر ذاتها، فهي “ترحيلهم إلى الشمال السوري” فيما الخيار الثالث والأخير “فسيكون مصيرهم الموت خلال المواجهة العسكرية، لا سيما أن وحدات الجيش تقوم بتعزيز انتشارها وتثبيت نقاطها ومواقعها في المنطقة وتدعيمها بمختلف أنواع الأسلحة والوسائط النارية والكمائن المتقدمة، ما يجعل المنطقة تحت السيطرة النارية المحكمة والكاملة.
وأعادت المصادر العسكرية تأكيدها أن “وحدات الجيش على أهبة الاستعداد لتنفيذ مهامها في تحقيق الأمن والاستقرار وتخليص المنطقة من كل أشكال الفوضى والإرهاب”.
عملية دقيقة دون تعطيل لحياة المدنيين
وعاين مراسل منطقة العمليات، مشيرا إلى أن صور الحياة مستمرة برغم كل التحركات التي تجري فيها، مؤكدا استمرار عمل المزارعين في حقولهم ضمن هذه المنطقة التي تعد إحدى السلال الغذائية الرئيسية للعاصمة السورية والمحافظات الآخرى.
وقال المزارع نزار الزعبي : نقوم يومياً بجني المحاصيل، انتشار بانتشار الوحدات العسكرية في المنطقة، مشيراً إلى أن عشرات العمال يقومون بجني مواسم الخوخ والدراق والبندورة، ويصدرون محصولهم يوميا إلى الأسواق المحلية، وبشكل أساسي إلى سوق (الهال) المركزي في العاصمة دمشق”.
فيما أشار العديد من الأهالي والمزراعين خلال لقائهم إلى أنهم يتنقلون بشكل يومي بين بيوتهم وحقولهم دون أي معوقات، داعين إلى ضرورة الإسراع بإعادة الاستقرار لمدينتهم، وتخليصها من الغرباء الذين يتخذون من المزارع الممتدة بريف درعا الغربي، منطلقا لتنفيذ الاعتداءات على المدنيين والعسكريين.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة طفس (13 كم شمال غرب مدينة درعا) تعد من مدن درعا المهمة استراتيجيا، والتي تعتبر سلة غذاء أساسية للمحافظات الجنوبية بشكل خاص وسوريا بشكل عام.
وتمتاز طفس بعمل معظم سكانها في قطاع الزراعة، فيما تتميز تربتها بالخصوبة وقابليتها لزراعة معظم المحاصيل الزراعية وتشتهر بشكل أساسي بزراعة البندورة والرمان.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد