من يقرع طبول الحرب في سورية
مجد جبيلي:
ما يحدث شرق الفرات حالياً وصولاً لقاعدة التنف على مثلث الحدود السوري - العراقي - الاردني ، هو قرع طبول حرب بالوكالة متعددة الأطراف متشابكة الأهداف.
لشرح ما يحدث يمكننا أولاً تقسيم اللاعبين إلى المجموعات التالية :
الفريق الأول : و يضم روسيا و سوريا و إيران و ميليشيات غير نظامية تتبع لهم و تسيطر على منطقتي البوكمال و الميادين الاستراتيجيتين.
الفريق الثاني : قوات التحالف بقيادة أميركا و ميليشيات قسد و ميليشيا الصناديد و ميليشيا جيش سوريا الحرة.
الفريق الثالث : و يشمل تركيا و دول الخليج العربي ، و أهدافهم متشابكة مع الطرفين ، يمكن تلخيصها بأنهم يفضلون سيطرة الجيش السوري على كامل الجغرافيا و طرد كل من أميركا و إيران معاً.
الفريقان الاول و الثاني يقومان بالتسخين و رفع درجة الاستعداد العسكري لدرجة غير مسبوقة ، وصلت لحد بات حدوث اشتباك عسكري بين روسيا و أميركا في سوريا احتمالاً حقيقياً يتحدث عنه البنتاغون ببيانات رسمية ..!!
القوات الامريكية تسعى لزج ميليشيات قسد الكردية و ميليشيات الصناديد العربية و مرتزقة قوات سوريا الحرة ، بمعركة مباشرة على الأرض من الشمال و الجنوب باتجاه البوكمال و الميادين ، لإغلاق الحدود العراقية السورية و إخراج الميليشيات الموالية لايران من المنطقة.
الفريق الأول مستعد للقتال و فتح حرب لمنع حدوث هذا ، كونه شريان اقتصادي هام جداً و شريان استراتيجي لكامل دول محور المقاومة ، و خط نفوذ كبير لروسيا نحو الشرق.
اجتماعات جرت على الأرض بين ضباط بقيادة أركان الجيش الاميركي و ميليشيات قسد و الصناديد تطلب منهم الاستعداد للمعركة ، تزامناً مع تزويدهم بعربات مدرعة و راجمات صواريخ.
بالمقابل تحشد سوريا قواتها شرق الفرات بقوام عدة فرق عسكرية مدعومة بعدد غير مسبوق من القوات الخاصة الروسية و سلاح الجو الروسي ، و عدة آلاف من الميليشيات الايرانية الموالية لهم.
عنوان المعركة بالنسبة للفريق الأول هو هزيمة المشروع الاميركي و طرد القوات الامريكية من شرق الفرات و التنف بالقوة العسكرية.
الخطر الأكبر الذي يخشاه الجميع ، هو دعم سلاح الجو الاميركي للقوات الموالية لاميركا على الارض ، و هذا سيعني تلقائياً دعم سلاح الجو الروسي للقوات السورية و الايرانية على الأرض.
نحن هنا أمام سيناريو اشتباك جوي بين أكبر قوتين عسكريتين بالعالم فوق أرضنا سنكون حتماً متضررين من نتائجه مهما كانت.
موقف تركيا و السعودية و الامارات و الاردن هام جداً و هو أقرب للجيش السوري بهذه المعركة مع سعيهم الحقيقي لإضعاف حضور إيران بنفس الوقت.
سلاح الجو الروسي بدأ فعلياً بتنفيذ غارات صاروخية على معسكرات ميليشيا جيش سوريا الحرة في نقطة الكيلو 55 بمحيط قاعدة التنف الامريكية في تهديد عسكري صارخ من قبل الروس للامريكان ، بينما تتسابق مقاتلات سوخوي الروسية باعتراض المسيرات الامريكية فوق البوكمال و الميادين و الحسكة بشكل يومي.
مقبلون على أيام ساخنة ، قد تنتهي بصفقة شاملة تسحب فتيل الحرب ، و قد تشهد اشتباكاً يبدأ بين ميليشيات غير نظامية من الطرفين ( الصناديد و قسد ضد الدفاع الوطني بدير الزور و الميادين ) و قد تتطور بأي لحظة لاشتباك شامل تشارك به دول بجيوشها.
إضافة تعليق جديد