إيران تؤكد أن فتوى هدر دم رشدي سارية
بعد صلاة الجمعة، تظاهر آلاف الباكستانيين احتجاجاً على منح الملكة البريطانية اليزابيت الثانية الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي لقب فارس "سير". وفي طهران، حسم حجة الاسلام احمد خاتمي الجدل في شأن مصير فتوى بهدر دم رشدي اصدرها مؤسس الجمهورية الإسلامية الامام الخميني عام 1989، مؤكداً أنها لا تزال سارية و"غير قابلة للتعديل". وفي لندن نفسها، تظاهر مسلمون، محذرين من ان غضبهم قد يفوق الاحتجاجات على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة إلى النبي محمد والتي عمت المدن الإسلامية العام الماضي.
- وقال احمد خاتمي: "في ايران الاسلامية، لا تزال الفتوى الثورية الصادرة عن الامام الخميني سارية وغير قابلة للتعديل... بريطانيا يجب ان تعلم انها ستكون الخاسرة بنسبة مئة في المئة".
وأضاف ان "الحكومة العجوز لبريطانيا يجب ان تدرك ان حقبة امبراطوريتها قد انتهت، وهي اليوم حاجب لدى الولايات المتحدة"، متهماً لندن بأنها "لم تحترم القيم المقدسة لدى أكثر من مليار ونصف مليار مسلم".
- وبعد أداء الصلاة في مسجد ريجنت بارك في لندن، خطب الرئيس السابق للجناح البريطاني لجماعة "المهاجرون" المحظورة أنجم تشودري، فرأى إن "لقب فارس هو مثال آخر على محاولات (رئيس الوزراء البريطاني) طوني بلير وحكومته لعلمنة المسلمين ومكافأة المرتدين". وقال ان "رشدي شخصية مكروهة عبر العالم الإسلامي بسبب إهانته للإسلام. سيكون لهذا التكريم انعكاسات هنا وفي العالم".
ويذكر أن تكريم رشدي كان جزءاً من الاحتفالات بعيد الملكة اليزابيت، وهو كان أحد أسماء على لائحة وضعتها لجان مستقلة تلقت ترشيحات من المواطنين والحكومة لتكريم شخصيات في مجالات عدة. وموافقة بلير والملكة على الترشيحات شكلية. وعلق تشودري على ذلك بأن "الأمر ليس حجة مقنعة لبلير أن يقول إن لجنة تقرر، التكريم يمر عبر مكتبه ويمكن بسهولة وقفه لعلمه أنه سيهين المسلمين في كل العالم". وأضاف ان التظاهرات في الأيام الاخيرة في باكستان وإيران وماليزيا أثبتت ان الاحتجاجات يمكن ان تصل إلى مستوى الغضب الذي سببته الرسوم الدانماركية. وكان ثلاثة أشخاص سجنوا في بريطانيا بعد تظاهرات عام 2006 في لندن والتي شارك فيها عشرة آلاف شخص.
واعتبرت مديرة معهد كاثام في لندن روزماري هوليس انه كان على اللجان "تقدير رد الفعل المحتمل"، وعلى وزارة الخارجية التدخل. وقالت: "في هذا الجو المشحون بعد الحملة على الإرهاب، وخصوصاً بعد تفجيرات لندن، هناك الكثير من الاتهامات بين الجانبين. ولكن هناك إحساس بأن إظهار الكثير من الحساسية سيكون بمثابة تزلف للمتطرفين".
ورد أحد أعضاء اللجنة الصحافي اندرياس ويتام سميث بأن المجموعة ناقشت فقط ما إذا كان عمل رشدي يستحق التكريم ولم تلتفت إلى أي اعتبارات أخرى.
وكان الكاتب زاد نقمة المسلمين عليه العام الماضي حين دعم موقف الحكومة البريطانية من دعوة النساء المنقبات إلى رفع النقاب في الأماكن العامة.
واستمرت التظاهرات في باكستان للتنديد بتكريم رشدي. وفي إسلام أباد، أكد نحو 300 شخص ان "نضالنا سيستمر الى حين قتل سلمان رشدي". وقال احد زعماء المعارضة الإسلامية مولانا فضل الرحمن المعروف بتأييده لحركة "طالبان" في أفغانستان ان "بريطانيا يجب ان تسحب لقب فارس وان تسلم رشدي الى باكستان لمعاقبته بموجب الشريعة الاسلامية".
وفي كراتشي بجنوب البلاد، ردد اكثر من الفي شخص هتاف "الموت لرشدي والموت لبريطانيا". ودعم المتظاهرون وزير الشؤون الدينية محمد إعجاز الحق الذي تحدث عن احتمال ان يؤدي تكريم رشدي إلى هجمات انتحارية.
وفي مولتان بوسط البلاد، تجمع 600 شخص واحرقوا مجسمات لرشدي والملكة اليزابيت الثانية. وجرت تظاهرات مماثلة في لاهور بشرق البلاد وكويتا بجنوب غربها.
وتبنت الجمعية الوطنية قراراً جديداً يكرر مطالبة الحكومة البريطانية بسحب اللقب من رشدي والاعتذار من العالم الإسلامي، وذلك بعد قرار مماثل الاثنين. ودعا نائب من حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف المقيم في المنفى، الى تنفيذ الفتوى بهدر دم رشدي، معتبراً ان "من يقتله سيكون بطل المسلمين". وقال وزير الشؤون البرلمانية شير افغان نيازي أمام الجمعية الوطنية: "لم تسحب الحكومة البريطانية التكريم، وهذا أمر مؤسف ومؤلم للشعب الباكستاني".
وندد رئيس الوزراء شوكت عزيز بالخطوة الريطانية لان "المسلمين لن يقبلوا ابداً ملاحظات سيئة في حق النبي محمد".
وعرض تجار باكستانيون جائزة قيمتها عشرة ملايين روبيه (165 ألف دولار) لأي شخص يقطع رأس رشدي.
وفي سريناغار، العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير الهندية ذات الغالبية المسلمة، أقفلت اكثر المتاجر والمكاتب والمدارس في إضراب احتجاجي. وخرج مئات من الأشخاص في تظاهرة دعا إليها "حزب المجاهدين"، ورشق المتظاهرون رجال الشرطة بالحجار، مما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد