هل ستنفذ واشنطن عملية عسكرية شرقي سوريا؟
لا يزال الحديث عن التدخل الأميركي ومحاولات الاحتلال الأميركي إغلاق الحدود بين سورية والعراق تظهر في واجهة الموقف السياسي كل فترة من الزمن رغم النفي الأميركي لهذا الموضوع ، وما يعيد هذه التصريحات إلى الواجهة هي التعليقات الرسمية من قبل دمشق وحلفاءها، والتي تتراوح بين استبعاد العملية من جهة، والتلويح بالرد في حال حصولها.
ومنها رد قال السيد حسن نصر الله إذ قال الأخير “ما يشاع أن الأمريكيين يريدون إغلاق الحدود السورية- العراقية هو مجرد أوهام، ولن يُسمح بذلك” ،وصعّد لهجته حينها بالقول، “إذا أراد الأمريكيون أن يقاتلوا بأنفسهم أهلًا وسهلًا”، معتبرًا أن هذه هي “المعركة الحقيقية التي ستغير كل المعادلات”.
بالمقابل استبعد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، أن تكون مساحة التحركات الأمريكية ضمن العراق.
وفي مقابلة مع قناة “الشرقية” العراقية، قبل أقل من أسبوع ،قال المالكي، “الشيء الذي يبدو أنه محقق، محاولة هذه القوات غلق الحدود بين العراق وسوريا، ولماذا هذا الغلق، وما هي الخطة الأمريكية بالنسبة للوضع داخل سوريا، هذه إلى الآن لم تتضح”.
في الوقت نفسه، ربط المالكي الاحتجاجات في الجنوب السوري (السويداء)، بما يجري على الحدود العراقية، معتبرًا أن هناك أمر يُراد تنفيذه في سوريا، مشيرًا إلى إغلاق المجالات البرية والبحرية والجوية بوجه الحكومة السورية في وقت سابق، باستثناء العراق، ما مكن دمشق من المقاومة، وغلق هذه الحدود يعني استكمال الحصار، وتحريك الوضع في الجنوب، بالإضافة إلى الأوضاع في شمال غربي سوريا، وشرقي الفرات، ما اعتبره نية حركة ضد “الجمهورية السورية”، لتغيير أو إسقاط الحكم.
كما أشار إلى أن القوات الأمريكية المتحركة حاليًا، ليست ضمن الأراضي العراقية، فيبدو أن الهدف في سوريا، موضحًا أن الولايات المتحدة لم تأخذ موافقة من العراق بهذا الصدد.
وفي 30 من آب، اعتبر وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن هدف الحشود الأمريكية على الحدود العراقية هو الضغط على “الدولة السورية” للتراجع عن مواقفها، وهذا ما لن يتحقق ،كما لفت إلى أن العراق لن يسمح بشن “عدوان من أراضيه على سوريا”، التي تثمن موقف العراق وتثق أن الأشقاء في العراق لن يسمحوا للولايات المتحدة ولا لـ”تحالفها المزعوم” بالتأثير على العلاقات مع سوريا.
ولوّح المقداد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، إلى أن تنفيذ الولايات المتحدة لتهديداتها سيقابل بـ”صمود سوريا”، وفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
الباحث في مركز “عمران للدراسات الإستراتيجية”، نوار شعبان، أوضح أن الولايات المتحدة لو كانت بصدد القيام بعمل عسكري لنفذته منذ زمن، ولو كانت لدى الجانب الأمريكي رغبة بتقييد التحركات العسكرية في المنطقة، لقيّد التحركات التركية.
وبيّن شعبان أن الجانب الأمريكي يتعامل مع شمال شرقي سوريا وفق آلية واضحة، وهي أن تعرض المصالح الأمريكية (لا مصالح الحلفاء) للخطر، يستدعي الرد على هذا الخطر، دون التقدم نحو هذا الخطر.
وبرأي الباحث، فالعمل العسكري الأمريكي لن يكون في شمال شرقي سوريا، بل وفق مصالح شركاء الولايات المتحدة الحاليين، كالأردن الذي يعاني مشكلات في ضبط الحدود أمام محاولات تهريب المخدرات في البادية التي تربط سوريا بالعراق والأردن.
في 17 من آب الحالي، تجدد النفي الرسمي الأمريكي لنية واشنطن إطلاق عمل عسكري يقطع الطريق على الفصائل الموالية لإيران، والتي تستجلب دعمها من طهران وصولًا إلى لبنان، ومرورًا بسوريا والعراق.
ردًا على سؤال حول تحرك محتمل لقوات أمريكية من قاعدة “التنف” شرقي سوريا، قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بات رايدر، إن حماية الحدود السورية- العراقية ليس من مهام القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.
كما قال قائد عملية “العزم الصلب” في قيادة “قوة المهام المشتركة”، الجنرال ماثيو ماكفارلين، خلال إيجاز صحفي، في 16 من آب، إن التحالف يركز على محاربة تنظيم “الدولة”، ويتعاون مع قوات الأمن العراقية في هذا الصدد.
وأضاف أن “التحالف لا يعد لأي عمليات عسكرية لقطع الطريق على أي جهة غير تنظيم (الدولة)، نحن نواصل التركيز على التنظيم، وانعدام الاستقرار الذي قد تتسبب به حفنة من المقاتلين إذا استعادت السيطرة أو أعادت بناء عديدها لتشكل تهديدًا أكبر”.
وفي 22 من آب، نفى مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الأمنية، خالد اليعقوبي، وجود حشود أمريكية داخل العراق، مؤكدًا أن هناك استبدالًا للقطعات المنتشرة في سوريا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
إضافة تعليق جديد