"ستارشيب" الصاروخ الذي سينقل البشر إلى المريخ
شهدت شركة “سبيس إكس”، التي تعود ملكيتها لرائد الأعمال إيلون ماسك، نجاحًا مبهرًا مع إطلاق صاروخها الضخم “ستارشيب” خارج الغلاف الجوي للأرض للمرة الأولى، وسط ترحيب واسع من الجماهير.
يتوقع أن يكون هذا الصاروخ هو المسؤول في المستقبل عن نقل البشر إلى سطح المريخ.
يعتبر صاروخ ستارشيب من أضخم الصواريخ وأثقلها على الإطلاق، حيث يبلغ طوله الإجمالي نحو 122 مترًا ويزن حوالي 5000 طن.
انطلق الصاروخ من منصة إطلاق الصواريخ التابعة لشركة سبيس إكس في ولاية تكساس الأمريكية، وقد بدأت الرحلة في تمام الساعة الرابعة وخمس وعشرين دقيقة بتوقيت مكة المكرمة يوم الخميس 14 مارس/آذار.
استغرقت الرحلة الفضائية حوالي 49 دقيقة، ووصل الصاروخ إلى ارتفاع 200 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر، ولكنه للأسف لم ينجح في عودته بسلام إلى الغلاف الجوي للأرض بسبب انفجاره فوق المحيط الهندي. ولم تعلن أي جهة رسمية حتى الآن عن وقوع إصابات أو خسائر.
أكد مسؤولون في سبيس إكس أن هذه المهمة الفضائية حققت العديد من الأهداف الرئيسية، حيث تمثلت المهمة في اختبار الطيران المدمج لصاروخ ستارشيب، وهي تجربة مهمة لجزئي الصاروخ: المركبة الفضائية التي ستحمل الرواد في المستقبل والداعم الذي يحتوي على نظام الدفع لتوجيه الصاروخ.
وقد فشلت المهمتان التجريبيتان السابقتان بسبب انفجارهما قبل اكتمال المهمة، لكن المهندسين نجحوا في استرداد البيانات التقنية الأساسية التي تساعد في تحسين أداء الصاروخ. ومن المتوقع أن يستخدموا هذه البيانات لتطوير صاروخ ستارشيب في المستقبل.
تم تصميم صاروخ ستارشيب ليكون قابلًا لإعادة الاستخدام بالكامل، مما يعزز من فعاليته ويقلل من تكاليف الإطلاق. يأتي هذا في إطار جهود شركة سبيس إكس لتقديم تقنيات تجعل الرحلات الفضائية أكثر كفاءة وتوفيرًا.
ويأتي يوم إطلاق الصاروخ في يومين هامين: يوم “باي” (Pi)، وهو اليوم الذي يتم الاحتفال فيه بالعدد الرياضي باي، ويوم تأسيس شركة سبيس إكس قبل 22 عامًا. وقد هنأ ماسك طاقم العمل على هذا الإنجاز وعلق على منصة تويتر بإعجابه بالصاروخ الذي يعد أكبر جسم طائر صنعه الإنسان على الإطلاق.
ونظرًا لاقتراب محاولة إرسال البشر إلى سطح القمر في غضون عامين، فإن هناك ضغطًا ملحًا لتحضير صاروخ ستارشيب للمشاركة في مهمة “أرتميس” التي تنظمها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في عام 2026.
وكالات
إضافة تعليق جديد