3 تحقيقات تخالف الرواية الرسمية لسقوط مروحية رئيسي

02-06-2024

3 تحقيقات تخالف الرواية الرسمية لسقوط مروحية رئيسي

كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ”عربي بوست”، عن أن 3 جهات مختلفة في إيران تحقق في حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وبشكل منفصل ومستقل، موضحة تفاصيل عمّا وجدته حتى الآن، وعن الأسئلة التي لا تزال عالقة في التحقيقات.

أوضحت المصادر أن الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، تقوم بها جهات أمنية واستخباراتية وعسكرية في إيران، ولكن بشكل منفصل، بناءً على أوامر من القيادة العليا في طهران.

3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي

حصل “عربي بوست” على تفاصيل متعلقة بالنتائج الأولية من مصادر مطلعة على سير الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، للجهات الثلاث، وهي: وزارة الاستخبارات، واستخبارات الحرس الثوري، والجيش الإيراني.

لتكشف أن “احتمال وجود تخريب متعمد في المروحية لا يزال قائماً”، على عكس الرواية الرسمية المعلنة.

وهي كالتالي:

المصدر المطلع على سير التحقيقات الأمنية (وزارة الاستخبارات):

– صحيح أن الطقس كان سيئاً، ولكن طيار مروحية الرئيس كان على علم بالظروف المناخية، وأبلغ قادته بها.

– أثناء الطيران، أمر قائد مروحية الرئيس الطائرتين المصاحبتين لمروحية الرئيس بالطيران بارتفاع أكبر لتفادي الضباب الذي زاد بشكل مفاجئ.

– نفذ قادة الطائرتين أوامر قائد مروحية الرئيس، ومن ثم فقدوا أثر مروحية الرئيس، والاتصال بها.

– رسالة الطيار الأخيرة لبرج المراقبة كانت: سوف أقوم بالهبوط الاضطراري نظراً لسوء الأحوال الجوية.

– حين بدأ الطيار بالهبوط الاضطراري، كانت الأمور تبدو أنها على ما يرام، ثم فقدت جميع الاتصالات بمروحية الرئيس بشكل لا يزال غامضاً.

– أجهزة التتبع في مروحية الرئيس، وأجهزة التتبع الخاصة بالطوارئ التي كان يحملها الحارس الشخصي لإبراهيم رئيسي توقفت فجأة، وبطريقة غير متوقعة.

مصدر مطلع على تحقيقات الحرس الثوري:

– نتائج تحقيقات استخبارات الحرس الثوري تُشير إلى أن حالة المروحية كانت ممتازة، رغم أنها قديمة، لكن تمت صيانتها وشراء قطع الغيار الخاصة بها عبر السوق السوداء، كما يحدث دائماً في قطاع الطيران الإيراني الواقع تحت العقوبات الأمريكية والغربية منذ عقود (بسبب برنامج إيران النووي).

– كلام قائد المروحية في آخر اتصال له أكد أن الغيوم كثيفة، وأنه سيضطر إلى الهبوط الاضطراري، وأنه مدرّب على هذا الأمر جيداً.

– المروحية سقطت قبل الهبوط الاضطراري بسبب عطل مفاجئ، وليس بسبب الطقس وحسب، لكن التحقيقات لم تحدد ما هو العطل بعد.

– العطل ليس في محركات المروحية، بحسب التحقيقات الأولية التي لم تعرف بعد مكانه أو مصدره.

– أجهزة التتبع تم إيقافها أو تعطيلها أثناء تحدث قائد المروحية مع برج المراقبة، وأن ذلك يدعو إلى الشك، حول سبب تعطل كافة أجهزة التتبع بشكل متزامن، ومن ثم سقوط المروحية.

المصدر من مكتب المرشد الإيراني عن التحقيقات العسكرية:

– الطقس كان جيداً في طريق الذهاب، لكن تم إبلاغ قائد المروحية بأن الطقس سيكون سيئاً في مدينة تبريز.

– بحسب القيادة الجوية، قام الطيارون بإبلاغ رئيسي قبل الرحلة، بأن الطقس سيكون سيئاً عند طريق العودة، لكنه أصرّ على استكمال رحلته إلى تبريز كما كان مقرراً، لافتتاح المشروع الجديد هناك.

– تم إبلاغ رئيس مكتب إبراهيم رئيسي، غلام حسين إسماعيلي، بسوء الطقس، لكن التحقيقات لم تحسم بعد من كان صاحب قرار استكمال الرحلة في مدينة تبريز رغم التبليغ بالحالة الجوية المرصودة مسبقاً.

الرواية الرسمية المعلنة


أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”، في 30 مايو/أيار 2024، 7 نقاط فقط لنتائج التحقيقات الرسمية، وهي:

حالة الطقس المتوقعة من مطار تبريز (نقطة الانطلاق) إلى الوجهتين الأولى والثانية لمجموعة الطيران (جسر أغبند وسد قيز قلعة) كانت مواتية ومناسبة لظروف الطيران بحسب قوانين الطيران المرئي، لكن الطقس في طريق العودة يحتاج إلى مزيد من التحقيق بعد تلقي آخر المستندات الواردة، وأقوال الطيارين والركاب للمروحيتين الأخريين.


تم فحص معظم المستندات والسجلات المتعلقة بإصلاح وصيانة المروحية المنكوبة بعناية، ولم يتم العثور على أي عيوب.


المروحية لم تكن تحمل وزناً إضافياً، وعدد الركاب والمعدات كان حسب الوزن القياسي الأقصى للمروحية عند الذهاب والعودة.


بناءً على سجل الاتصالات بين طياري مجموعة الطيارين، فإن آخر اتصال مع طياري المروحية كان قبل 69 ثانية من تعرضها للحادث.


وفقاً للفحوصات والتحاليل لبقايا وأجزاء مروحية الرئيس الإيراني، وتوزيعها، ومسافات الأجزاء المنفصلة عن الجسم الرئيسي، يستبعد وقوع أي انفجار تخريبي أثناء الرحلة.


خلال مدة المهمة وحتى 69 ثانية قبل وقوع الحادث، تم الحفاظ على الاتصال على الترددات المحددة مع المروحية التي تعرضت للحادث، وكان آخر اتصال ورسالة من قائد مجموعة الطيران، ولذلك يتم استبعاد أي انقطاع في نظام الاتصالات أو تداخل الترددات، (كما تجدر الإشارة إلى أن الاتصال بين المروحيتين الأخريين استمر حتى الهبوط في منجم سون جون للنحاس).


بحسب تقرير الخبراء المختصين، لم يتم ملاحظة أي آثار للحرب الإلكترونية على المروحية.

لماذا التضارب بين حديث المصادر والرواية الرسمية؟


بحسب النقطة الخامسة من الرواية الرسمية، فإن خيار التعرض للتخريب المتعمد جرى استبعاده، إلا أن جميع مصادر التحقيقات الثلاثة، أكدت لـ”عربي بوست”، أن هذا الاحتمال لا يزال قائماً.

أما عن النقطة السادسة، فإن الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي أيضاً تؤكد وجود انقطاع في الاتصالات مع مروحية الرئيس والفريق المرافق له.

مصدر من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، أوضح أن هناك صعوبة بإعلان النتيجة الحقيقية لسبب سقوط مروحية الرئيس الإيراني، مضيفاً: “إذا كانت المؤامرة داخلية، فبالتأكيد سيتم التستر عليها مع معاقبة من يقف وراءها بالتأكيد، لكن دون الإعلان عن أي شيء”.

وقال إنه في هذه الحالة، فإن “إعلان مثل هذا الأمر سيمثل صدمة كبيرة للنظام الإيراني، ويفتح الباب أمام الأعداء الداخليين والخارجيين لاستكمال مشاريعهم التخريبية داخل إيران”، على حد قوله.

أما إذا كانت بسبب “مؤامرة خارجية”، على حد قوله، فإن إيران لن تقوم كذلك بإعلان ذلك.

وأوضح أنه “إذا كانت إسرائيل هي من تقف وراء الحادث، سيكون من الصعب أن تقوم إيران بإعلان مثل هذا الأمر، لكنه سيتطلب رداً قوياً ومؤثراً من إيران ضدها، بشكل يتماشى مع الرغبة الحالية بعدم خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأمريكا، لكن ذلك سيدفع طهران إلى أن تتجهز لهذا السيناريو أيضاً”.

بالعودة إلى الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، يقول المسؤول الأمني الإيراني المطلع إن “هذه نتائج أولية واحتمالات، وما زالت التحقيقات مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر لشهر إضافي”.

وقال: “نتوقع أن نستعين في مرحلة معينة بمساعدة الأصدقاء الروس أو الصينيين في هذه التحقيقات”.
ما هي الأسئلة المتبقية التي تنتظر إجابة؟


لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي تتناولها الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، بحسب المصادر ذاتها.

من بينها:

– لماذا توقفت أجهزة التتبع المستخدمة في مروحية الرئيس الإيراني، رغم أنها كانت حديثة؟

– لم تحسم بعد احتمالات تعرض هذه الأجهزة إلى هجوم إلكتروني تسبب في توقفها.

– من صاحب قرار المضي برحلة العودة على متن المروحية رغم الإبلاغ عن سوء حالة الطقس؟

– لماذا لم يصعد الحارس الشخصي الثاني للرئيس الإيراني، ويدعى جواد مهربل يميل، على متن المروحية؟ إذ تبين أنه لا يزال على قيد الحياة بعد الحادثة، وحضر مراسم التأبين، وقال إن رئيسه مهدي موسوي منعه.

– مهدي موسوي، رئيس فريق حماية الرئيس الإيراني، كان يحمل جهازاً على متن المروحية يفيد في تحديد موقع المروحية، لماذا تعطل أيضاً؟


شكوك حول مؤامرة داخلية أو خارجية


جميع المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ”عربي بوست” في هذا التقرير أكدت وجود شكوك كبيرة تحوم حول سبب سقوط مروحية الرئيس الإيراني، وأنه كان حادثاً طبيعياً، مؤكدة أن الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي تبحث في احتمالية أن تقف وراء ما حدث “مؤامرة” سواء أكانت داخلية أم خارجية.

قال مسؤول إيراني، كان مقرباً من الرئيس إبراهيم رئيسي، لـ”عربي بوست”: “لا أستبعد أن سقوط مروحية الرئيس كان مؤامرة مدبّرة، وليس قضاءً وقدراً، وكذلك فإن أغلب المسؤولين في القيادة العليا يرجحون هذا الأمر أيضاً”.

مصدر آخر من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، علق على ذلك بالقول: “إلى الآن، وبحسب ما توصلنا إليه من نتائج أولية، فكلا الاحتمالين وارد، فهناك فريق يشك في مؤامرة داخلية كان الهدف منها التخلص من رئيسي حتى لا يتمكن من خلافة المرشد الأعلى، وفريق آخر يتحدث عن مؤامرة خارجية تقف وراءها إسرائيل”.

الحديث عن “مؤامرة” وراء سقوط طائرة الرئيس الإيراني ومقتله، مستمر في إيران منذ الحادثة التي وقعت في 19 مايو/أيار 2024، على المستوى الشعبي والإعلامي، وهو الأمر الذي طلب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التحقيق فيه منذ الحادثة.

وسقطت مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي، خلال طريق عودتها من الحدود مع دولة أذربيجان، بعد افتتاحه مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، سداً على الحدود.

وتوفي رئيسي في هذه الحادثة، عن عمر يناهز 63 عاماً، مع 7 أشخاص آخرين بينهم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان.

عربي بوست

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...