الضفة الغربية بوصفها نموذجاً لفلسطين الجديدة
الجمل: الجمل: نشر المحلل العسكري الأمريكي وليم إس ليند، تقريراً حمل عنوان (شؤون عسكرية: لماذا فازت حماس).
يقول وليم إس ليند:
خلال الأسابيع الماضية، فشلت دولة أخرى، وهذه المرة كانت في السلطة الفلسطينية –شبيهة الدولة- وعقب انقلاب حماس، قامت السلطة الفلسطينية بنقل وجودها إلى الضفة الغربية، تاركة حالة اللادولة، متمثلة في كيان الجيل الرابع الذي يحكم الآن غزة، وهنا يبدو التحفز والاستعداد للمضي قدماً بغرض تصعيد جولة من الصراع بين قوات الدولتين وقوات اللادولة المتمثلة في حركة حماس. والاعتقاد السائد بين الخبراء أن ناتج هذا الصراع سوف يشكل مؤشراً هاماً جديداً على الملامح العامد لنظرية جيل الحرب الرابع.
على السطح تبدو –بشكل ظاهر- السلطة الفلسطينية وحزبها الحاكم، حركة فتح، وكأنما يمسكان بكل أوراق وكروت اللعبة، فكل الحكومات العربية تقريباً، والمجتمع الدولي، هرعت إلى دعم حركة فتح، وسوف تتدفق الأموال على وجه السرعة إلى حركة فتح، ورئيس السلطة الفلسطينية سوف يلتقي بالرؤساء في اجتماعات ولقاءات الـ(قمم) العالية.
حماس وغزة، بالمقابل سوف تقعان تحت الحصار الكامل القوي، ولا يمكن للسكان الخروج من غزة، ومعظم السلع باستثناء الأغذية والأدوية التي تقدمها المنظمات غير الحكومية، لن يسمح بإدخالها إلى القطاع. كذلك سوف تسعى فتح لقطع الطريق على تدفقات المال إلى حركة حماس، عن طريق مطالبة كل المنظمات غير الحكومية الموجودة في المنطقة بتجديد الموافقات التي سبق وأن منحت لها.
يقول الصحفي الأمريكي ستيفن كليفلاند في تقريره الذي نشرته صحيفة النيويورك تايمز، (الفكرة هي أن يتم تنسيق الجهود والأموال الغربية في الضفة الغربية التي يسيطر عليها الرئيس محمود عباس وفصيل فتح، وذلك على النحو الذي يجعل من الضفة الغربية نموذجاً ناصعاً (فلسطين الجديدة).
إزاء هذا الطموح الكبير الذي عبر عنه الصحفي ستيفن كليفلاند، بأن نظرية جيل الحرب الرابعة تقول غير ذلك: على المدى القصير الأجل، إذا كان سكان الضفة الغربية سوف يرون بالفعل أن بعض التحسن قد ظهر على أوضاعهم، وعلى خلفية الفساد المستشري في حركة فتح والذي قد يحدث أولا يحدث هذه المرة، فإن أموالاً كثيرة سوف تتدفق إلى الضفة الغربية وحركة فتح، ولكن على المدى الطويل الأجل فإن نظرية جيل الحرب الرابعة، سوف تعمل لصالح حركة حماس، وذلك لأن القضية دائماً سوف تتمثل في الـ(شرعية) كما تقول نظرية جيل الحرب الرابعة.
وبكلمات أخرى: لا شيء يؤدي بقدر كبير إلى نزع الشرعية عن حركة فتح والسلطة الفلسطينية، سوى الحصول على الدعم المفتوح من إسرائيل والولايات المتحدة، وقد لعب هذا الدور المفتوح دوراً كبيراً في هزيمة حركة فتح السابقة في قطاع غزة.
قبل عدة أشهر أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم منحة كبرى بملايين الدولارات لقوات حركة فتح المسلحة، وقد أعقب ذلك قيام حماس بتسمية هذه القوات باسم (الجيش اليهودي- الامريكي) خلال فترة القتال في غزة، وهنا يجوز لنا التساؤل: كم عدد الفلسطينيين الذين يرغبون في تأييد جيش يدعمه ويدفع له الأمريكيون المال والأجور؟
إدارة بوش كالعادة، ماتزال ترفض التعلم من الدروس والعبر، وهي الآن مشغولة ومنهمكة بتقويض شرعية حركة فتح في الضفة الغربية، وقد كتب في هذا الصدد الصحفي الأمريكي بول ريختر تقريراً نشرته صحيفة لوس انجلوس تايمز تناول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت إلى البيت الأبيض خلال الأسابيع الماضية.
يقول بول ريختر:
(الزعيمان بوش واولمرت) ظهرا في اجتماع البيت الأبيض، وأثنيا على محمود عباس باعتباره معتدلاً وزعيماً منتخباً بطريقة ديمقراطية (لاحظوا تجاهل الانتخابات التشريعية الأخيرة فازت بها حماس وخسرها فصيل محمود عباس)، وقالا بأنهما سوف يعملان ويتعاونان معه ضد خصومه من جماعة حركة حماس.
أثنى بوش كثيراً على سلام فياض الذي اختاره محمود عباس لملء منصب رئيس الوزراء الفلسطيني، وتحدث بوش عن سلام فياض قائلاً: (إن تعيينه كرئيس وزراء يمثل بادرة خير طيبة). وقد قال لي المؤرخ العسكري الإسرائيلي مارتن فان كريفيلت بأن ثناء بوش واولمرت على محمود عباس وحركة فتح سوف يقضي عليهما، وذلك لأنه ثناء مثل يهوذا للمسيح والتي وُصفت بالقبلة المميتة
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد