جونستون: سيطرة حماس على غزة غيرت الموقف

قال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية آلان جونستون في مؤتمر صحفي عقده بلندن الأربعاء، بعد أن وصل إليها بعد أن تمّ إطلاق سراحه من فترة اختطاف استغرقت أكثر من 100 يوم، إنّ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة "غيّرت الموقف وجعلت الخاطفين يشددون من إجراءات الأمن."
وقال إنّ حماس جادة في فرض الأمن "وستتولى أمر هؤلاء."وأضاف أنّ شعوره خلال محنته كان يتراوح بين الإحباط والأمل غير أنّ "ذكرياتي التي سأبقى أحملها عن فلسطين هي ذكريات ما قبل الاختطاف."وقال إنّه التقى زعيم "الخاطفين بعد أن تمّ احتجازي حيث أخبرني أنني أسير لدى المسلمين."وقال إنه يعرف من قام باختطافه "وهو شاب في العشرينات ولكنه لم يؤذني."ووصف في المؤتمر، الذي طغى على المعلومات التي قدمها خلاله جونستون جانب المشاعر، أيام اعتقاله وقال إنّها كانت محنة "عرفت في أغلب فتراتها أنني لن أقتل لأنّه لم يتمّ قتل أي غربي في قطاع غزة."وأضاف "ما أشعرني بالإحباط هو أنّ أكبر قصة حدثت في غزة جرت عندما كنت في الاحتجاز وبالتالي لم يتسن لي تغطيتها."وقال "ما حدث وقتذاك هو جولتان من القتال فيما أنا محتجز ولا أعرف من أين جلبوا هذه الذخائر وأصيب خزان الماء بالمبنى اذلي كنت محتجزا فيه بأعيرة نارية و الطريقة التي حدثت بها الأمور جعلتني لا أعرف لم سيسلمني الخاطفون."وأضاف "لكنني بعد ذلك ومع سيطرة حماس شعرت أن الأمور انهارت أمام الخاطفين."
وقال إنّه بدأ يتأكد من ذلك عندما تمّ اعتقال شقيق زعيم الخاطفين حيث أنّ "لحماس أجندا كبيرة في فرض القانون. عندما نتحدث عن القانون في غزة فأي مواطن هناك يعرف أنّ سيطرة حماس أفضل حيث أن الناس بحاجة لفرض القانون."وأضاف "لقد بدؤوا يخافون من أن المكان سيتعرض للاقتحام وكانوا يحاولون الإيهام بأنهم سينسفونني ويفجرونني وكان هذا الشيء الذي ارتديته ...الحزام الناسف لا يعرفه أناس لندن. ولكن حقيقة لم أكن متأكدا من شعوري وقتذاك."وقال إنه طلب منه أن يقرأ بيانات وفي بعض المرات كانوا يطلبون مين أن أكون اكثر جدية "والجميع يعرف أنّ تلك البيانات ليست جدية حيث أنّهم يمسكون بزمام كل شيء.
ووصف جونستون تفاصيل الليلة التي سبقت إطلقا سراحه قائلا إنّ جرى نقله على متن سيارة بعد أن "طلب مني أشخاص مسلحون لا أعرفهم أن أرتدي ملابسي وتقدمنا من مخبئي إلى وسط غزة حيث مررنا بنقاط تفتيش عديدة تسيطر عليها حماس وكانوا يرمونني في آخر السيارة ويصرخون وبدأت أتساءل لمن سأسلم ، فجأة توقفت السيارة ورموني إلى مجموعة مسلحة أخرى ولكني تعرفت على أحد المصورين وعرفت زملاء لي عملت معهم سابقا ووقتها أيقنت أنّ الأمر انتهى." وشدّد على أنّ ذكرياته "مع فلسطين هي التي سبقت فترة الاختطاف" معبرا عن شكره العميق للجميع ولاسيما الصحفيين الفلسطينيين الذين "قاموا باحتجاجات كثيرة من أجل إطلاقي."وقال "لقد حاولوا بسببي اقتحام مبنى البرلمان وتخيّلوا لو أن صحافيا فلسطينيا اختطف في بريطانيا فهل سيهتمّ أحد بأمره؟"
وكان قد أُفرج صباح الأربعاء عن آلان جونستون، الذي اختطف في غزّة في الثاني عشر من مارس/آذار الماضي، من قبل جماعة "جيش الإسلام"، وفق ما أكده مسؤولون من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأعضاء من لجان المقاومة الشعبية.
وأعرب حونستون عن سروره بالنهاية السعيدة لمحنة اختطافه وقال  "من الجميل جداً أن يكون الإنسان حراً.."
وقال إن محنة احتجازه كانت "كابوسا.. ولم أظن إنها ستنتهي."جونستون كان يرد على أسئلة المراسلين في مؤتمر صحفي عقده في دارة رئيس الحكومة الفلسطيني المقال، اسماعيل هنية فجراً، ليتناول لاحقا طعام الإفطار على مائدة الأخير قبل توجهه إلى القدس.وأضاف أن عملية أسره كانت مثل "دفنه حياً" وكان يتساءل بعد أكثر من شهرين إلى متى سيطول احتجازه.وأكد أن خاطفيه لم يعاملوه بعنف رغم أنهم كانوا في أكثر الأحيان "وقحين وفظين" وهددوا في بعض الأحيان بقتله.
وقال إنه قيد بسلاسل لفترة وأنه وقع صريع المرض مرتين.ونقل جونستون أنه كان مسموحا له الاستماع إلى جهاز راديو حيث كان يتابع نشرات الـBBC وأن الاستماع إلى الرسائل التي كانت تبعث للهيئة، والتي تطالب بالإفراج عنه كانت ترفع من معنوياته.ومنذ يوم الثلاثاء استطاعت حماس نشر العديد من عناصرها في ضواحي غزّة حيث يحتجز جونستون، وضيقت الخناق على حركة الداخلين والخارجين، فيما اعتبر أن عملية اقتحام المكان أصبحت محتملة.
غير أن التوصل إلى صفقة بين "حماس" و"جيش الإسلام" عبر وساطة أعضاء من لجان المقاومة الشعبية، وهي اتئلاف لجماعات من النشطاء الإسلاميين في غزة، أدى إلى الإفراج عن جونستون ومعتقلين لدى الجماعتين.ونقلت رويترز أن الوسيط أبو مجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، أبلغ أن الخاطفين وافقوا على الإفراج عن جونستون بعد فتوى من أحد أبرز رجال الدين المسلمين في القطاع دون أن تدفع أي فدية.واضاف ان جماعة "جيش الإسلام" التي تسير على نهج القاعدة، وكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس التي تدير غزة، وافقتا مسبقاً على قبول الحكم الذي سيصدر عن رجل الدين، الذي عرفت هويته، لكنه طلب عدم نشره في الوقت الحالي.وكانت حركة حماس قد اعتقلت الاثنين، الناطق باسم تنظيم "جيش الإسلام"، الذي اختطف جونستون، في خطوة وصفت بأنها إعداد لتنفيذ عملية تبادل وإطلاق سراح الصحفي البريطاني.وهدد جيش الإسلام بنشر وثائق تدين حركة حماس وتلحق بها الضرر ما لم تطلق الأخيرة سراح الناطق باسمها أبو خطاب المقدسي، كما قام باختطاف 10 أفراد من عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية لحركة حماس.واعتقلت حركة حماس المقدسي بينما كان يحاول إطلاق النار على عناصر من حركة حماس، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، فيما قال جيش الإسلام، في بيان له، إن المقدسي كان يتوجه لأداء صلاة الفجر.كذلك رفض أبو زهري محاولات الربط بين إطلاق سراح المقدسي مقابل الصحفي البريطاني جونستون
وكانت حركة حماس قد طالبت جيش الإسلام مراراً بأن تطلق سراح جونستون المختطف منذ الثاني عشر من مارس/آذار الماضي.غير أن تنظيم جيش الإسلام، الذي كان له علاقة جيدة بحماس غداة اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية نوعية قبل نحو عام، يطالب بريطانيا بإطلاق سراح المتشدد الفلسطيني المرتبط بالقاعدة، المدعو أبو قتادة.
صدر مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية بيانا هنأ فيه الحكومة والشعب البريطانيين بعملية الإفراج عن المراسل جونستون، مطالبا في نفس الوقت بالإفراج عن الجندي جلعاد شليط الذي اختطف من قبل عناصر تنتمي لحركة "حماس" في غزّة قبل أكثر من عام.
من جانبه رحب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بالإفراج عن المراسل البريطاني.وقال عباس "لقد عملنا طوال الأشهر الماضية دون كلل ومع كل الجهات ذات العلاقة على إطلاق سراحه، والحفاظ على حياته."وأكد عباس عزم السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة الطوارئ على المضي قدماً في العمل على إعادة الأمن والأمان للشعب الفلسطيني وللعاملين والمتواجدين في الأرضي الفلسطينية.وفي اسكتلندا، أعرب والدا جونستون عن سرورهما البالغ للأنباء الواردة من القطاع حول الإفراج عن نجلهما.وقال الوالد غراهام "إنه صباح رائع.. نحن سعداء جدا، لقد مضى 114 يوما من العيش في كابوس."فيما قالت الوالدة: "لم أفقد الأمل بتاتا."وأضافا أنهما شاهدا نجلهما على شاشات التلفزة العالمية، وأنهما تحدثا بإيجاز معه خلال اتصال هاتفي.

المصدر: CNN