شائعات إسرائيلية :أولمرت يعرض استئجار الجولان 50 عاماً
بعد ساعات على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بدعوته الجيش السوري للاستعداد لجميع الاحتمالات، ارتفعت حمى التقارير والتسريبات الصحافية سواء في تل أبيب أو دمشق حيال المخاوف من اشتعال حرب سورية إسرائيلية. في حين أضاف إعلان روسيا عن رغبتها في نشر قوة بحرية في البحر المتوسط تعقيدات أخرى للمناخ السياسي والعسكري بين سوريا وإسرائيل. كشفت مصادر إسرائيلية عن تقديمها عرضاً إلى سوريا بتأجير الجولان المحتل لـ 50 عاماً.
وفي تفاصيل العودة العسكرية الروسية إلى المنطقة، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن قائد البحرية الأميرال فلاديمير ماسورين أكد على أن البحرية الروسية يجب أن يكون لها وجود دائم في منطقة البحر المتوسط. ونقلت عن ماسورين قوله أثناء زيارة إلى قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود في مدينة سيفاستوبول الأوكرانية قوله «البحر المتوسط شديد الأهمية لأسطول البحر الأسود».
وتابع «علينا أن نسترد وجودنا الدائم هناك بمشاركة من جانب الأسطول الشمالي وأسطول بحر البلطيق». وعلق المحلل العسكري بافيل فيلغينهاور على هذه التطورات بالقول «إنه أثناء الحرب الباردة كان للبحرية السوفيتية وجود دائم في البحر المتوسط وكان يستأجر قاعدة من سوريا».
وألمح إلى أن «موسكو ربما تسعى إلى استخدام الموانئ السورية قاعدة لعملياتها في الشرق الأوسط. وربما يغضب هذا الإجراء إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية التي لها الأسطول السادس هناك». ولم يرد أي تعليق رسمي من دمشق في شأن نشر قوات بحرية روسية في المياه الإقليمية السورية إلا أن مصدراً مقرباً من الحكومة السورية أكد على أن «خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير فتح جميع الاحتمالات على مصراعيها سواء للسلم أو الحرب»، إلا أن مصادر سورية أخرى، طلبت عدم نشر اسمها.
قالت إنه «من المبكر التعليق على هذه التصريحات التي تظهر أن روسيا إلى صعود وأميركا إلى تراجع»، لكنها شددت على أن «دمشق لا تضحي بسيادتها تحت أي مسمى كان وحتى أثناء العلاقات المميزة بينها وبين الاتحاد السوفييتي السابق لم تقم قواعد عسكرية بل كانت هناك اتفاقيات تعاون».
واعتبرت مصادر سورية أن التقارير التي تنشرها الصحافة الإسرائيلية عن استعدادات من جانب سوريا على جبهة الجولان هو «نوع من قرع طبول الحرب، ولا يجوز التقليل من أهميته نظراً لأنه يترافق مع مواقف وتصريحات سياسية من قبل الإدارة الأميركية».
على الجانب الإسرائيلي، زعمت صحيفة «معاريف» مجدداً أن «الجيش السوري يواصل التدرب على نمط حزب الله، وعلى إطلاق صواريخ الكاتيوشا كسلاح رئيسي في أي حرب مقبلة».
ونقلت عن مصدر عسكري إسرائيلي القول إن «معلومات شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تؤكد اعتماد الجيش السوري على تكتيكات حربية أقرب إلى حرب العصابات»، موضحاً أنها «المرة الأولى في العالم التي يتدرب فيها جيش نظامي على العمل في إطار الميليشيات». وأشار إلى أن «المناطق القريبة من هضبة الجولان باتت مليئة بالأنفاق السرية ومنصات الكاتيوشا المتحركة التي يصعب على سلاح الجو الإسرائيلي تعقبها وتدميرها».
وقال إنه «حتى الآن صّب الجيش السوري اهتمامه على منظومة واسعة من الصواريخ من إنتاجهم لمدى يتراوح بين 45 و 70 كيلو متراً، وكذا على صواريخ سكود الروسية ذات مدى يصل إلى مئات الكيلومترات بحيث تتمكن من الوصول إلى كل نقطة في إسرائيل.
وعلى النقيض من استعدادات الحرب كشفت «معاريف» أيضا عن أن الاتصالات بين سوريا وإسرائيل لا تزال قائمة. وذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «أرسل مؤخراً مبعوثاً جديداً يدعى دانييل أبرامز إلى دمشق كإضافة إلى المسار التركي الذي لا يزال قائماً»،
وحمل اقتراحاً إسرائيلياً «بتأجير الجولان لمدة 50 عاماً»، في تخفيض لما كان اقترحه رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق عامي أيالون قبل أشهر عن رغبة بتأجير الهضبة لـ 99 عاماً.
ويقول مقربون من أولمرت «إن رئيس الوزراء مقتنع أن الأسد لا يرغب في خوض حرب، وهو يعرف بالضبط ما تريده إسرائيل وما هي مستعدة لإعطائه، إلا أن المسألة هي أن الرئيس السوري غير قادر بعد على الافتراق عن إيران».
وأكد مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» على أن «الأسد يبث رسالة واضحة منذ أكثر من عام تفيد أن دمشق معنية بتجديد المفاوضات، وأنها معنية باتفاق سلام يعيد كامل الجولان المحتل. وفي حال لم تتم أية عملية سياسية، فإن سوريا تدرس اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إسرائيل من أجل استعادة الجولان». ويتابع أنه «يجب أخذ ذلك بمنتهى الجدية. وأن تهديداته تجاه إسرائيل تنبع من ثقة بالنفس لزعيم يقرأ نتائج الحرب الأخيرة على لبنان في الصيف الماضي بطريقة مغايرة لما يقرأه الإسرائيليون».
المصدر: البيان
إضافة تعليق جديد